يسعى "طارق العوس" ليكون "أول نائب لاجئ في البرلمان الألماني" في الانتخابات التي ستجرى في أيلول/سبتمبر، بعد خمس سنوات من فراره من الحرب الدائرة في سوريا.
وأشار "العوس" إلى رغبته في دخول معترك السياسة الألمانية للتعبير عن أصوات أكثر من مليون لاجئ وصلوا إلى البلاد معه.
وسيخوض الناشط الحقوقي، البالغ من العمر 31 عامًا، الانتخابات كمرشح عن حزب "الخضر" ويمتلك بشبكة واسعة من المتطوعين الذين يدعمون حملته الانتخابية في 26 أيلول/سبتمبر.
وعبر "العوس" البحر المتوسط في زورق مطاطي واهٍ وتوجه شمالاً عبر البلقان باتجاه ألمانيا، هرباً من الحرب في وطنه سوريا بحثاً عن ملاذ آمن. وعقب وصوله، تعلم اللغة الألمانية بطلاقة، ووجد وظيفة ثابتة، وأطلق حملة للترشح لمقعد في البرلمان في أيلول/سبتمبر.
وانضم "العوس" إلى حزب "الخضر" العام الماضي ويخوض الانتخابات كمرشح عن الدائرة الانتخابية في "أوبرهاوزن-دينسلاكن" في غرب ألمانيا.
ويتشارك "العوس" مع الحزب في التركيز على نشاط حقوق الإنسان والعدالة الاجتماعية.
وأثناء وجوده في سوريا شارك "العوس" في احتجاجات سلمية ضد نظام بشار الأسد أثناء دراسته للقانون في جامعة حلب، كما تطوع في منظمة الهلال الأحمر للإغاثة أثناء الحرب وساعد في تسجيل اللاجئين النازحين داخليًا.
ومع ازدياد وحشية الحرب في 2015 وحيث كان يواجه التجنيد الإلزامي فور تخرجه، قرر "العوس" الهروب إلى مكان يستطيع العيش فيه بأمان وكرامة.
بعد وصوله إلى "دورتموند" في الثالث من أيلول/سبتمبر عام 2015، سرعان ما نشط مرة أخرى بعد أن واجه نظاما طغى عليه أكثر من مليون مهاجر وصلوا في ذلك العام وحده.
وبعد إقامته في صالة ألعاب رياضية رفقة ستين شخصا آخر، لم يستطع أحد النوم ليلا إذا بكى طفل واحد، وساعد في تنظيم احتجاجات ضد هذه الظروف.
ويستأجر العوس الآن شقة في برلين، ويعمل مستشارا قانونيا لطالبي اللجوء في منظمة غير حكومية هناك، ويقسم وقته بين العاصمة ومدينة أوبرهاوزن في دائرته الانتخابية.
ولم يتقدم معظم السوريين الذين يعيشون في ألمانيا، والبالغ عددهم 818460، حتى الآن بطلبات للحصول على الجنسية الألمانية.
و"العوس"، الذي تقدم بطلب للحصول على الجنسية الألمانية بعد وقت قصير من وصوله إلى البلاد، واثق من الموافقة عليها قبل يوم الانتخابات في 26 أيلول/سبتمبر.
ولا يزال أشخاص، من خلفيات غير ألمانية، يعانون من نقص حاد في التمثيل في العديد من قطاعات المجتمع، بما في ذلك البرلمان.
من بين 709 نواب تولوا مناصبهم في الانتخابات الفيدرالية الماضية عام 2017، كان 58 أو 8.2 بالمائة فقط من أصول مهاجرة، حسبما تقول منظمة "ميدينديست انتيرجريشن"- التي تتعقب قضايا المهاجرين في ألمانيا.
وجد "العوس" نفسه في حزب الخضر، وهو حزب يضغط من أجل اندماج ومشاركة أفضل للمهاجرين.
كما يركز على القضايا البيئية، ويفتخر بأن ما يقرب من 15 بالمائة من نوابه لديهم خلفيات أجنبية.
وتتمتع ألمانيا بنظام انتخابي معقد يمنح مواطنيها صوتين، أحدهما لممثل الدائرة المنتخب مباشرة والآخر لقائمة الحزب.
ويواجه "العوس" صراعا كبيرا ليصبح أول نائب منتخب بشكل مباشر – حيث تحصد الأحزاب الكبيرة التقليدية في ألمانيا معظم هذه المقاعد، بحسب "أسوشيتد برس".
لكن لا يزال بإمكانه دخول البرلمان إذا حصل على موقع بارز في القائمة الإقليمية للحزب.
وهذا يعني أنه يحتاج إلى أن يصوت الحزب ليضعه على رأس قائمة المندوبين من ولاية شمال الراين وستفاليا، حيث تقع دائرته الانتخابية.
يعمل فريق حملته الحالي بجد لمساعدته على الوصول إلى البرلمان. ويجيب عدد من المتطوعين-معظمهم من الشباب- على تساؤلات وسائل الإعلام ويبقون حساباته على وسائل التواصل الاجتماعي نشطة ويصدرون مقاطع فيديو وصورا بشكل منتظم.
زمان الوصل - رصد
تعليقات حول الموضوع
لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية