طلبت مديرية مالية دمشق في تأكيدها الثالث من الجمعية الحرفية للصياغة بدمشق تسديد مبلغ 11 مليون ليرة سورية وذلك لقاء ضرائب إنفاق استهلاكي عن عام 2009 وحددت المديرية مدة دفع المبلغ المطلوب قبل نهاية دوام يوم 31/12 من العام الحالي، لكن اللافت في هذا الطلب أن مالية دمشق لا تعلم وربما لن تعلم أن أسواق الذهب تعاني اليوم من ركود وانخفاض حركة البيع وخاصة أن ارتفاع سعر غرام الذهب إلى 1400 ليرة سورية بالتزامن مع استمرار تداعيات الأزمة الاقتصادية العالمية.
رئيس الجمعية الحرفية للصياغة بدمشق جورج صارجي أشار إلى أن الجمعية دفعت نحو 86 مليون ليرة سورية لوزارة المالية منذ عام 2005-2009 كرسم إنفاق استهلاكي، ولفت إلى أن قيمة المبلغ نحو 5 ملايين لكن هذا المبلغ تضاعف إلى 11 مليون ليرة كمخالفة لعدم تسديد المبلغ المطلوب نتيجة حالة الركود التام وانخفاض حركة البيع الذي تعاني منه أسواق الذهب اليوم، إضافة إلى تراجع كمية المشغولات التي يدمغها الصاغة خلال العام الحالي إلى أكثر من 90 بالمئة، موضحاً قصده بالقول: كيف ومن أين سنقوم بجباية هذا المبلغ على مصوغات لم تبع؟
ركود تام للذهب
وكشف صارجي أن الارتفاع الكبير أرخى بظلاله على حركة البيع والشراء في أسواق الذهب في دمشق والمحافظات الأخرى. وقال رئيس جمعية الصياغة والمجوهرات في دمشق: إن الأسعار الحالية والمرتفعة أثرت بشكل سلبي وكبير على مبيعات الأسواق، بحيث أصبحت الآن في حالة من الركود التام وخاصة أنها تشهد منذ أشهر تراجعاً كبيراً في هذه المبيعات، لأن الأسعار وصلت عند بداية العام الجاري إلى 1300 ليرة واستقرت عند 1400 ليرة حالياً في أعلى ارتفاع للذهب في تاريخ هذه الأسواق، التي اعتادت خلال السنوات الأخيرة على سعر عند حدود تتراوح بين 500-700 ليرة، ما يعني أن الأسعار تضاعفت تقريباً.
وأوضح صارجي أن الجمعية ترصد حركة المبيعات من خلال قيمة وكمية المشغولات التي يدمغونها، ويقدر أنها تراجعت خلال العالم الجاري بنسبة 90 بالمئة قياساً إلى العام الفائت حيث يراجع الجمعية حالياً 7 من الصاغة مقابل 130 للفترة نفسها من العام الماضي على الرغم من أن جميع المشغولات في السوق لا بد أن تدمغ عبر الجمعية قبل بيعها، فضلاً عن أن ضريبة الإنفاق على كل غرام يدمغ بأربع ليرات، ومن ثم لا سبب لتهرب الصياغ من دمغ مشغولاتهم.
عيار 12
وقال رئيس جمعية الصاغة: إن الجمعية تفكر بتقديم طلب إلى وزارة الاقتصاد والتجارة لتغيير المواصفات التموينية نظراً لحاجة السوق كي يكون هناك ذهب عيار 12 نظراً لانخفاض المبيعات اليوم نتيجة سعر الذهب المرتفع، وكذلك نقص السيولة في أيدي الناس، وأشار صارجي إلى أن الكميات الموجودة من الذهب عيار 12 هي قليلة في السوق السورية وسعر الغرام لا يتجاوز الـ800 ليرة سورية.
ويرى بعض الصاغة أن الذهب عيار 12 قيراطاً منتشر في الدول الأوروبية وأميركا ومن الممكن أن يكون الطلب على شراء عيار 12 كبيراً في الفترة المقبلة فيما لو استمرت أسعار الذهب في الارتفاع لأن عيار 12 من الذهب سيكون في متناول الجميع وسوف يلبي احتياجات بعض الشرائح غير القادرة في المجتمع وخاصة بالنسبة للمشغولات الذهبية ذات الأحجام الكبيرة والتي تزن غرامات ومن ثم تتحقق المعادلة: السعر المناسب والحجم الكبير.
يذكر أن المرسوم التشريعي رقم 61 لعام 2004 حدد استيفاء رسم الإنفاق الاستهلاكي عند وسم الحلي الذهبية والمصوغات من قبل الجمعية الحرفية للصياغة المختصة إلى جانب سمة المالية بنسبة من قيمة الذهب مضافا إليها أجور التصنيع.
الوطن
تعليقات حول الموضوع
لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية