على عربة بدائية مصنوعة من الحديد والخشب وعجلات معدنية اعتاد الفتى "عبد الله النجار" بجسده الضئيل على التنقل أمام منزله في منطقة الجمعيات بمدينة "سلقين" بريف إدلب منذ 7 سنوات، محاولاً التغلب على إعاقته شبه الكاملة نتيجة تلف أصاب أنسجة دماغه عند ولادته.
وروى "علي النجار" والد "عبد الله" لـ"زمان الوصل" أن ابنه البكر ولد مصاباً بشلل دماغي بسبب زواج الأقارب قبل 15 عاماً، إضافة إلى إصابته بهشاشة العظام كما شقيقيه "حسين" 12 سنة و"سيدرا" 11 سنة المصابين بنفس المرض.
وأضاف محدثنا أنه نزح مع عائلته وأطفاله المعوقين منذ بداية الحرب هرباً من بطش النظام والمليشيات الكردية، وعانى كثيراً إلى أن وصل معهم إلى ريف إدلب.
وكشف المصدر أن خال أطفاله في بلدة "تل عمار" صنع العربة البدائية التي يتنقل عليها "عبد الله"، وهي عبارة عن صفيحة من الحديد والخشب وعجلات معدنية ولها مقود لليمين واليسار.
وأشار محدثنا إلى أن ابنه الذي لا يقوى على الحركة والوقوف يتنقل بواسطة هذه العربة في أرجاء المنزل وخارجه ويقوم بشراء حاجياته القريبة عليها.
وبدوره أشار الناشط "أيهم بيوش" من وكالة "SY24" لـ"زمان الوصل" إلى أن والد الأطفال كان يعمل حداداً وفي تصليح الدراجات النارية، ولكن نظراً لعدم توفر الأدوات المطلوبة للتصنيع قام خال الأطفال بصناعتها وإرسالها لهم منذ 7 سنوات مستوحياً فكرتها -كما يقول- من فكرة ألعاب أطفال قديمة وتتكون من صفيحة من الحديد والخشب ودواليب "رومانات"، كما تُسمى في إدلب نظراً لصعوبة الحياة والعيش بالنسبة لوضعه كنازح معوق.
ولفت "البيوش" إلى أن الطفل "عبد الله" ورغم إعاقته الشديدة فهو متحدث ومتأقلم مع وضعه وإعاقته، ولكن يومه لا يخلو -كما يقول- من مصاعب في إدارة احتياجاته داخل المنزل كالاستحمام وقضاء الحاجة وهي أمور تتكرر فيها المعاناة ناهيك عن أمور أخرى خارج المنزل.
وكشف أن الأبناء الثلاثة اعتادوا على ركوب العربة المبتكرة لأنهم غير قادرين على الوقوف والجلوس ويعانون الكسور الدائمة بسبب الهشاشة بالعظام. وقام فريق "ملهم" التطوعي بتقديم كرسٍ كهربائي لـ"عبد الله"، ولا يزال شقيقاه بحاجة إلى كرسيين آخرين.
ولكن معاناة الأطفال ليست مقتصرة على الكرسي الكهربائي بل لديهم احتياجات عديدة كما أكد المصدر.
وتشير إحصائيات لمنظمة الصحة العالمية إلى أن 2.3 إلى 3.3 مليون شخص من النازحين قسراً في العالم هم من ذوي الإعاقات، ثلثهم من الأطفال، حيث يعاني عدد كبير منهم من الإهمال والتجاهل ضمن مجتمعاتهم المحلية. وهؤلاء-بحسب المصدر- معرضون خاصة للإيذاء الجسدي و الجنسي والعاطفي، وغالباً يعاني ذوو الإعاقة من العزلة الاجتماعية ويواجهون خطر التخلي عنهم من قبل الآخرين أثناء عمليات الفرار، فضلاً عن الصعوبات التي تعترضهم في الوصول إلى برامج اقتفاء أثر الأسر، وكذلك انعدام الخصوصية لهم في بعض الحالات، كعدم القدرة على الوصول إلى المراحيض وأماكن الاستحمام.
زمان الوصل
تعليقات حول الموضوع
لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية