اختيرت صورة التقطها المصور السوري الشاب "غيث السيد" ضمن أفضل 150 صورة اختارتها وكالة الصحافة الأمريكية (أسوشتيد برس- AP) حول العالم لعام 2020 وترصد الصورة عنصراً من الدفاع المدني وهو ينتشل جثة طفل قُتل في غارة جوية شنتها طائرة تابعة لنظام الأسد على حي "الصناعة" في مدينة إدلب، إضافة إلى عدة صور أخرى للمصور كانت ضمن أفضل صور الأسبوع خلال الأحداث الجارية ومنها كانت صورة ترصد لحظة سقوط طائرة مروحية تابعة للنظام فوق بلدة "قميناس".
وينحدر "السيد" من مدينة بنش في ريف ادلب 1998 درس في المعهد التقاني الإعلام بجامعة إدلب دورة 2019 - 2020، وكانت بدايته في التصوير عام 2015 عندما كان لا يزال في 17 من عمره من خلال عمله مع عدة جهات إعلامية وغطى كناشط إعلامي العديد من الأحداث وعمليات القصف والمعارك التي يشهدها الشمال السوري إلى اليوم.
وعمل "السيد" كمراسل لشبكة "شام" من عام 2015 حتى آب أغسطس 2020 إضافة إلى عمله كمصور متعاون مع وكالة "اسوشتيد برس" الأمريكية منذ العام 2019 كما يقول لـ"زمان الوصل" مضيفاً أنه اشتغل طوال تلك الفترة مع العديد من الجهات بشكل حر"فري لانس" مثل وكالة الأناضول التركية ووكالة الصحافة الألمانية (dpa)، و"ميدل آيست آي" البريطانية وبعض من الجهات المحلية الأخرى.
ودأب طوال السنوات الخمس الماضية -كما يقول- على تغطية الأوضاع الإنسانية الصعبة التي يعيشها الناس في منطقة شمال غرب سوريا من قصف ونزوح ومآس إضافة إلى تغطية المعارك مع قوات النظام السوري.
وحول ترشيحات وكالة الصحافة الأمريكية "أسوشتيد برس"، روى السيد أن الوكالة اعتادت كل عام على اختيار 150 صورة لمراسليها والمتعاونين معها حول العالم بإشراف مختصين وكبراء المصورين في الوكالة، وتم اختيار إحدى الصور له لطفل تم انتشال جثته بعد وقوع مجزرة في حي الصناعة إثر غارة جوية من الطيران الحربي التابع للنظام استهدفت المحال التجارية، وكانت -كما يقول- مجزرة مروّعة قضى جراءها أكثر من 5 مدنيين غالبيتهم من الأطفال.
وأردف "السيد" أن ظروف التصوير كانت في غاية الصعوبة والمخاطرة بسبب عودة الطيران للأجواء بعد تنفيذ الغارة، وكان الإعلاميون يتراكضون في كل اتجاه للاختباء بشكل متفرق بين المحال التجارية خوفاً من غارة مزدوجة تستهدفهم كما جرت العادة.
وكشف المصور الشاب أن المشهد أثناء التقاطه للصورة كان دموياً لأب فقد طفليه الوحيدين في محله بعد الغارة وبدأ يصرخ ويبكي بشكل مؤثر جداً.
وعند سؤالنا لـ "السيد" عن أفضل لقطة التقطها في عام 2020 , قال لقد كانت لحظة سقوط المروحية في ريف إدلب وكان في غاية الفرح وهو يرى طائرة القتل والإجرام تنفجر أمام عينيه وتتهاوى باتجاه الأرض، وهذا المشهد –حسب قوله- كان أجمل مشهد وفرحة عاشها في العام 2020 بالرغم من القسوة والمآسي التي مرت عليه وعلى زملائه الناشطين.
وروى "السيد" أنه كان يصور حينها مجموعة من الثوار كانت تتهيأ لاقتحام مدينة "النيرب" وبعد أن بدأ الاقتحام جاءت مروحية تابعة للنظام لتقصف المكان فتم استهدافها بصاروخ وقام بتصويرها وهي تتهاوى وتسقط على الأرض.
ولفت "غيث" إلى أن لقطته كانت من قلب الحدث وتُظهر الطائرة كيف تحترق والدخان والنيران تتصاعد منها إضافة إلى أن استهداف المروحية حدث قوي جداً ومن النادر حدوثه وتوثيقه بطريقة احترافية في ظروف مثل ظروف الحرب.
فارس الرفاعي - زمان الوصل
تعليقات حول الموضوع
لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية