تواصل الإمارات تقديم يد الدعم لنظام الأسد عبر تمويل الحملات العسكرية التي تشنها روسيا على السوريين الثائرين على الأسد، وتقديم الأموال بهدف إنقاذ الليرة من الانهيار.
وكشفت صحيفة "العربي الجديد" أن الإمارات أرسلت إلى نظام بشار الأسد في سوريا كميات كبيرة من الدولارات، مؤكدة أن ذلك يقف وراء تحسن سعر العملة السورية، في ظل استمرار تراجع جميع عوامل قوة واستقرار الليرة وتدهور مختلف مصادر النقد الأجنبي.
ونقلت الصحيفة عن مسؤول سابق رفيع المستوى في نظام الأسد، أن "الإمارات هي من ترسل أموالاً لنظام بشار الأسد" ولكن ليس بالطرق المكشوفة التي تتداولها بعض الوسائل الإعلامية، مبيناً أن جزءاً كبيراً من أموال واستثمارات نظام بشار الأسد موجودة في الإمارات، كما أن أخت رئيس النظام، بشرى الأسد، ونتيجة وجودها وعلاقاتها بالإمارات، تزيد تدفق الأموال إلى سوريا.
وأضاف المسؤول، أن "حكومة أبوظبي حسمت موقفها من خلاف بشار الأسد وزوجته أسماء مع رامي مخلوف، ووقفت إلى جانب الأسد رغم استثمارات مخلوف في الإمارات وإقامة ابنه وعلاقاته السابقة، لكن ولي عهد أبوظبي، محمد بن زايد، يراهن على الأسد حتى الآن، ريثما يتم إنهاء ملف خلافات المنطقة بشكل كامل".
وحول أسباب دعم نظام الإمارات للأسد مالياً، رغم عدم وضوح المستقبل وربما خسارة تلك الأموال من قبل أبوظبي نهائياً، قال المسؤول: هناك أسباب عديدة تدفع الإمارات لتمد النظام بكل طرق البقاء وعدم الانهيار، ومنها خلافها مع تركيا بالدرجة الأولى، مشيراً إلى تلكؤ أبوظبي عن دعم الأسد في فترات سابقة وخلال صدور قانون "قيصر" الأميركي في 17 حزيران/يونيو الماضي، لكنها عادت اليوم وبشكل أكبر وأكثر علانية لتدعمه، وكأن الإشارة جاءتها لمتابعة الدعم لإبقاء الحالة السورية في وضع متأرجح بعيداً عن أي حل حالياً حتى حلول موعد الانتخابات الرئاسية منتصف العالم المقبل".
ولفتت الصحيفة أن تقارير إعلامية نشرت تفاصيل عن شحنة من الدولارات أرسلت من الإمارات إلى رئيس النظام بشار الأسد عبر قائد شرطة دبي السابق ضاحي خلفان وذلك في إطار صفقة سرية بين البلدين.
وقالت تلك التقارير إن طائرة سورية وصلت إلى مطار المزّة العسكري في العاصمة دمشق قادمة من الإمارات وعلى متنها شحنة كبيرة من الدولارات، موضحة أن الطائرة من نوع "توبليف"، وهي تابعة للشركة السورية للطيران، وأن العملة الصعبة أرسلتها شقيقة بشار الأسد المقيمة في دبي، لدعم محاولات وقف نزيف الليرة أمام الدولار، بالتنسيق مع السلطات في أبوظبي وأشارت أن "خلفان" هو الذي أشرف على نقل الأموال التي أرسلتها بشرى الأسد، والتي تسلمها حاكم مصرف سورية المركزي، حازم قرفول، لتظهر لاحقاً التدخلات المباشرة بالسوق، ما أدى إلى تراجع سعر الصرف إلى نحو 2600 ليرة للدولار بعد أن بلغ الشهر الماضي نحو 3000 ليرة.
زمان الوصل - رصد
تعليقات حول الموضوع
لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية