أدخل كلمات البحث واضغط على إدخال.

الحرب تدفع عوائل بأكملها إلى امتهان "نبش النفايات" في الرقة

أصيب بعضهم بأمراض جلدية أو تنفسية - جيتي

حولت الحرب ومآسيها ظاهرة النبش في مكبات القمامة قرب مدينة الرقة إلى "مهنة" عدد غير قليل من العائلات المقيمة في المدينة والمخيمات العشوائية بمحيطها.

مشهد صادم يواجه الإنسان عند مكب "سهلة البنات"، حيث ترى عائلات كاملة من أطفال ونساء ورجال يتسابقون على استقبال سيارات القمامة القادمة من المدينة علهم يفوزون بقطعة بلاستيك أو نحاس أو ألمنيوم أو غيرها يمكن إعادتها لتجار المدينة للحصول على القليل من المال.

ويعمل العشرات وربما المئات بمحيط الرقة والمنصورة والطبقة بريفها لكسب قوت عائلات بعضها في مخيمات عشوائية ليست بعيدة عن هذه المكبات الرئيسية وهي:
1- "مكب الرومانية" غرب المدينة والذي توقف نقل النفايات إليه منذ زمن.
2- "مكب سرير النهر" وهو أقدم المكبات شرق الجسر القديم (العتيق) على الفرات.
3- مكب "سهلة البنات" وهو الأكثر نشاطا لذا يتوافد الكثير من العاملين بهذه المهنة رجالا ونساء، صغارا وكبارا.

الفقر والحاجة يدفعان هؤلاء بقسوة دون اكتراث للمشاعر البشرية للعمل بمهنة "نبش النفايات" والنسبة الأعظم منهم نازحون من خارج مدينة الرقة، والذين وضعتهم ظروفهم القاسية هنا.

ربما توجد ظاهرة البحث بالنفايات بمعظم دول العالم ولكن عندما تكون هذه (المهنة) موجودة في مدينة الرقة السورية فالحال يزداد سوداوية، نظرا لما تعانيه من دمار وأزمة في المساكن وزيادة في عدد النازحين دون توفر مستوى جيد من الاهتمام من قبل المنظمات الإنسانية.

*أمراض جلدية
غالبا ما يبدأ عملهم مع الساعات الأولى من الصباح، وعندما تصل السيارة تعلو صرخات هؤلاء "العمال" تطالب بأن يقدمها رويدا رويدا خلال عملية القلب لنشر النفايات ما يسهل عليهم عملية تفتيشها دون لباس خاص أو قفازات.

ويرحل الباحثون بين أكوام القمامة مع غروب الشمس اليوم وهناك من نصب خيمة قرب المكب حتى يكون مستعدا عند وصول سيارة النظافة في أي وقت، ما جعلهم معرضين للمرض.

وأصيب بعض هؤلاء الأشخاص بأمراض جلدية أو تنفسية نظرا لوجودهم المتواصل بين تلال القمامة بحثا عن قطعة نايلون أو نحاس.

ومهما كانت هذه الأمراض متعبة للصحة لكنهم يجدونها أسهل من آلم الفاقة والعوز، مع تجاهل المسؤولين للأمر.

*ورشات خاصة واستغلال
تطور مؤخرا حتى أسس هؤلاء العمال ورشات خاصة للعمل بهذا المجال إلى جانب تخصص كل ورشة بالبحث عن مادة معينة في هذه المواقع وناتج العمل يباع لتجار المستعمل، لك ورشة حسب تخصصها منها ما يباع لمحلات الحديد والنحاس والألمنيوم أولتجار البلاستيك.

ويحاول التاجر دائما دفع سعر أقل مقابل هذه المواد، وهنا يشعر العاملون في مكبات النفايات بالغبن عند بيع ما يجمعونه، فيقول أحد التجار إنه يشتري الحديد بسعر 500 و النايلون 300 – 500 والنحاس الأصفر 4000 و النحاس الأحمر 8000 وعلب المشروبات الغازية (تنك) 500 و والبافون (الأمنيوم) 1000 – 1200 ليرة سورية.

هناك دورة إنتاج سريعة تبدأ من رمي النفايات في الشوارع والأحياء ثم نقلها حتى يلتقطها هؤلاء البسطاء لتنتهي بحشع التجار في اليوم نفسه تقريبا، والذين يبيعون كل 1 كلغ بفارق 200 ليرة تقريبا.

لم تتبلور وتبرز ظاهرة "نبش النفايات" في الرقة بهذا الوضوح سابقا إلا بعد سيطرة "قوات سوريا الديمقراطية" (قسد)، حين ازداد الفقراء ضعفا وفقرا مع استغلال التجار وأصحاب الأموال لهم ليزيد ثراؤهم فحشاً.

زمان الوصل
(130)    هل أعجبتك المقالة (144)
التعليقات (0)

تعليقات حول الموضوع

لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية
*يستخدم لمنع الارسال الآلي