أدخل كلمات البحث واضغط على إدخال.

كيف يرى أهالي "جبل الزاوية" تعزيز التواجد التركي في منطقتهم

قوات تركية في منطقة "جبل الزاوية" - زمان الوصل

تحدثت "زمان الوصل" إلى بعض العوائل التي عادت إلى منازلها في منطقة "جبل الزاوية" جنوب إدلب ضمن منطقة "خفض التصعيد الرابعة" (إدلب وما حولها)، حول تكثيف القوات التركية تواجدها في الجبل وإنشاء عدة نقاط جديدة والتي تعتبر المناطق الأولى لخطوط التماس مع قوات الأسد والميليشيات المساندة لها.

"هاجس الخوف لا زال قائمًا"، بهذه الكلمات بدأ "محمد إبراهيم" ابن بلدة "البارة" أولى المناطق القريبة من مدينتي "معرة النعمان، وكفرنبل" التي تمكنت قوات الأسد السيطرة عليهما بداية العام الجاري ضمن حملتها العسكرية الأخيرة.

يرى "محمد" بأن "تكثيف التواجد التركي في المنطقة لا شك بأنه بشرى خير لجميع الأهالي الذين عادوا إلى المنطقة بعد النزوح المرير الذي عاشه سكانها، وإنشاء نقاط عسكرية تركية مواجهة لقوات الأسد على كامل خط التماس في الجبل، ولكن ذلك لا يعطيك الطمأنينة الكاملة، وخصوصاً بعد الحملة العسكرية الماضية التي أدت إلى سيطرة قوات الأسد على مناطق شاسعة من ريفي إدلب وحماة وحلب وانسحاب عدة نقاط تركية كانت محاصرة في ريفي حماة وإدلب، فيما لا يزال القصف مستمراً على قرانا وبلداتنا رغم توقع اتفاق وقف اطلاق النار بين روسيا وتركيا في آذار العام الجاري".

وأوضح محمد: "عدت أنا وعائلتي إلى قرية ابديتا القريبة من بلدتي البارة بعد نزوح استمر لستة أشهر متواصلة، وذلك بعد إعلان وقف إطلاق النار بشهر واحد وبدأ دخول القوات التركية إليها، مع العلم أن الحياة في منطقة الجبل تفقد العديد من متطلباتها، حيث إن الأسواق ليست متوفرة بكفاية، وجميع المحلات شبه مغلقة بسبب القصف ونزوح أهلها، إضافةً إلى أن المنطقة لا تضم سوى نقطة طبية واحدة، مما يضطرنا أحياناً إلى اللجوء إلى مشافي مدينتي أريحا وإدلب لمعالجة أطفالنا إن كانوا يعانون من مرض".

وأشار محمد إلى أن "العمل غير متوفر أبداً في قرى وبلدات الجبل باستثناء أصحاب محلات السوبر ماركت وبيع الخضار ذات العدد القليل وأصحاب صهاريج المياه، بينما باقي المهن غير متوفرة أبداً وأيضاً هذا الأمر أجبرنا على تلبية احتياجاتنا في المدينتين المذكورتين، مع العلم أن معظم الأهالي الذين عادوا إلى المنطقة هم مزارعون ولديهم أراضٍ ومواسم مثل الزيتون والمحلب وبحاجة إلى حصد تلك المواسم، لكن استمرار القصف أدى لاستشهاد عدة عُمال فعالة في الجبل، كما أنه هناك مدارس ولكن معظم الأيام يتم إعادة الطلاب إلى منازلهم بسبب القصف، ونعيش حالة الخوف يومياً عندما نرسل أبناءنا إلى المدرسة، حيث إن روسيا وميليشياتها عمدت في الفترة الأخيرة على استهداف البنى التحتية أهمها المشافي والمدارس".


"محمد البكري" قال لنا: "الحياة صعبة جداً في جبل الزاوية إن استمر الحال على ما هو عليه، نعم التواجد التي يزداد يوماً بعد يوم في المنطقة، لكن أيضاً القصف يستمر، وهذا الأمر يهدد بعملية عسكرية لقوات الأسد وروسيا على المنطقة، ولكن لا نعلم إذا كان هذا التواجد التركي هو لمنع عمل عسكري أم هو لشن هجوم عسكري، ولكن جميع المقيمين هنا غير مطمئنين من ذلك التصعيد والحشود العسكرية لقوات الأسد وروسيا في المقابل على تخوم المنطقة، بالتزامن مع تحليق مكثف بشكل يومي للاستطلاع الروسية والحربية وشن غارات بالقرب من منزلي قبل أسبوعين".

ولفت "محمد" إلى أن "أهله لا زالوا نازحين إلى مدينة الباب شرق حلب، مع العلم أنه عاد إلى بلدته قبل أربعة أشهر مع زوجته وأطفاله، ومعظم الأهالي يرغبون بالعودة لبلدته سرجة والبلدات والقرى القابعة في الجبل، لكن استمرار القصف يمنع ذلك حتى وإن كان هناك تكثيف لتواجد القوات التركية".

ويتمنى محمد: "أن يتم وقف اطلاق النار بشكل كامل وأن يكون تكثيف ذلك التواجد هو ضمان لسلامة المنطقة وعودة أهلها إليها بشكل كامل وعودة الحياة إلى الأسواق والمحلات التجارية وعودة المزارعين إلى أراضيهم لزرعها من جديد وحصاد مواسمهم، وإعادة اصلاح المنازل المتضررة، فإذا كانت هناك استقرار في المنطقة هذا يضم أيضاً عودة نازحين من مدن مجاورة للجبل إلى منطقتنا كمدينة معرة النعمان وكفرنبل فالجبل يتسع لبناء واعمار منازل جديدة".

يشار إلى أن القوات التركية عملت منذ بداية الشهر الحالي على إنشاء عدة نقاط عسكرية جديدة كان آخرها قبل يومين في بلدة "بليون"، سبقها نقطة أخرى في بلدة "دير سنبل"، وبلدة "قوقفين" في منطقة جبل الزاوية، بالتزامن مع سحب 4 نقاط تركية كانت محاصرة في ريفي حماة وإدلب وتمركزها من جديدة ضمن منطقة الجبل وتعزيزها بدابات ومدافع وجنود.

محمد كركص - زمان الوصل
(192)    هل أعجبتك المقالة (215)
التعليقات (0)

تعليقات حول الموضوع

لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية
*يستخدم لمنع الارسال الآلي