قال مسؤول كبير في وكالة الفضاء الأوروبية، أمس الجمعة، إن القمر الصناعي "الحارس للمناخ" المقرر إطلاقه في نهاية هذا الأسبوع سيساعد العلماء بشكل كبير على تتبع ارتفاع مستوى سطح البحر، وهو أحد أكثر الآثار المخيفة للاحتباس الحراري.
والقمر الصناعي، المعروف باسم "سينتينل-6 مايكل فرايليتش" والذي طورته أوروبا والولايات المتحدة بشكل مشترك، يحتوي على أدوات متطورة قادرة على التقاط ارتفاع سطح البحر بدقة غير مسبوقة، مما يضيف إلى القياسات الفضائية التي تعود إلى ما يقرب من 30 عامًا.
ويتعرض المليارات من الأشخاص الذين يعيشون في المناطق الساحلية حول الكوكب للخطر في العقود القادمة حيث يؤدي ذوبان الجليد القطبي وتوسع المحيط الناجم عن ارتفاع درجة حرارة إلى ارتفاع مياه البحار والمحيطات. وتقدر بعض الدراسات أن محيطات العالم سترتفع بما لا يقل عن قدمين (61 سم) بحلول نهاية القرن، لتصل المياه إلى المناطق المنخفضة من بنغلاديش إلى فلوريدا.
ويقول باحثون إن القياسات التي تعود إلى تسعينيات القرن الماضي تظهر أن متوسط مستويات سطح البحر يرتفع أولاً بحوالي 3 ملليمترات (0.12 بوصة) سنويًا، ولكن في العامين الماضيين كان المعدل السنوي يقارب 5 ملليمترات (0.2 بوصة).
وقال المسؤول البارز في وكالة الفضاء الأوروبية إنه رغم أخذ القياسات أيضًا على مستوى الأرض وفي الموانئ والمناطق الساحلية الأخرى، فإن ذلك لا يوفر نفس المعيار الموحد الدقيق مثل قمر صناعي واحد يجوب العالم بأكمله كل 10 أيام.
وأقوى سلاح للمسبار هو مقياس الارتفاع الراداري "بوسيدون-4"، الذي سمي على اسم إله البحر اليوناني. ويقيس الجهاز المدة التي تستغرقها إشارات الرادار للارتداد عن سطح البحر والعودة إلى القمر الصناعي.
وسيجمع القمر الصناعي الجديد أيضًا قياسات بدقة أعلى من سابقاتها، مما يسمح للباحثين بالنظر عن كثب في خاصيات المحيط الصغيرة، خاصة على طول السواحل.
وستقوم الأدوات الأخرى الموجودة على متن القمر الصناعي بقياس كيفية مرور إشارات الراديو عبر الغلاف الجوي، مما يوفر بيانات عن درجة حرارة الغلاف الجوي والرطوبة التي يمكن أن تساعد في تحسين توقعات الطقس العالمية. ومن المقرر أن يتم نقل القمر الصناعي إلى المدار اليوم السبت من قاعدة فاندنبرغ الجوية في كاليفورنيا على متن الصاروخ "فالكون 9" التابع لشركة "سبيس إكس".
وأعربت وكالة الفضاء الأوروبية هذا الأسبوع عن أسفها لخسارة قمرين صناعيين عندما انحرف صاروخ حامل مصنوع في أوروبا عن مساره بعد وقت قصير من إطلاقه. وتم تسمية القمر الصناعي "سينتينل-6" على اسم المدير الراحل لقسم علوم الأرض التابع لناسا، مايكل فرايليتش، عالم المحيطات الذي لعب دورا أساسيًا في إقناع وكالة الفضاء الأمريكية بالانضمام إلى المهمة.
وتشترك أوروبا والولايات المتحدة في تكلفة هذه المهمة البالغة قيمتها 900 مليون يورو (1.1 مليار دولار) والتي تبلغ مدتها 10 سنوات وتشمل أيضا إطلاق الصاروخ التوأم، سينتينل-6 ب، في عام 2025.
زمان الوصل - رصد
تعليقات حول الموضوع
لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية