أدخل كلمات البحث واضغط على إدخال.

بعد شطبهم من قائمة "الإرهاب" الأمريكية.. مقاتلو التركستان في سوريا على مفترق طرق

ينتشر مقاتلو التركستان في جسر الشغور وجبل السماق - الأناضول

عرف السوريون لاسيما في مناطق شمال وغرب البلاد.. عرفوا المقاتلين التركستان، بوصفهم محاربين أشداء في المعارك ضد النظام ومليشياته، بعد أن وفد معظم هؤلاء التركستان إلى سوريا عبر تركيا، التي ترتبط معهم بتاريخ واسع، متنته روابط اللغة والعرق الواحد.

وطوال السنوات الفائتة، كانت "واشنطن" تصنف "حركة تركستان الشرقية الإسلامية"، التي تعرف أحيانا باسم الحزب الإسلامي التركستاني، ضمن الحركات الإرهابية، لكن الولايات المتحدة رفعت –مؤخرا- هذه الحركة من قوائم الإرهاب نهائيا، ما فتح المجال لتكهنات عديدة بخصوص القرار الأمريكي، ومدى تأثيره على الوضع الميداني في سوريا بالذات، حيث ينتشر عدد غير قليل من مقاتلي الحركة، ويمثلون ثقلا عسكريا مؤثرا في بعض المناطق.

وقد حاولت صحيفة "المونيتور" رصد هذه التداعيات عبر تقرير كتبه مراسلها من إدلب، وتولت "زمان الوصل" ترجمة أهم ما فيه.

يلفت التقرير في بدايته إلى أن عناصر "حركة تركستان" يتحدرون من أقلية "الأويغور" في الصين، وأن الحركة تدعو إلى إقامة دولة إسلامية مستقلة في منطقة تركستان الشرقية شمال غرب الصين، وقد أزالت واشنطن هذه الحركة عن قوائم الإرهاب قبل فترة قصيرة، ما أثار حنق بكين.
ومع تحول الثورة السورية إلى طورها المسلح، توافد إلى سوريا الكثير من المقاتلين، وكان من بينهم "الأويغور"، وهم جماعة مسلمة تعيش في الصين وتتحدث اللغة التركية.

تدفق "الأويغور" إلى سوريا بدأ منذ عام 2012، منهم من كان سابقا يحارب في أفغانستان، ومنهم من وصل من بلاد مختلفة مثل تايلاند وماليزيا وإندونيسيا، غير أن الجميع تقريبا سلكوا طريق تركيا للعبور، حيث لـ"الأويغور" وجود ملموس، محاط بتعاطف شعبي ورسمي لافت.

ينتشر مقاتلو التركستان في أجزاء مختلفة من محافظة إدلب، وخاصة في جسر الشغور ومدينة إدلب وجبل السماق.

وحول خلفيات القرار الأمريكي الأخير بخصوص "حركة تركستان" يرى الباحث السوري المتخصص في شؤون الجماعات الإسلامية "عباس شريفة" أن هناك 3 فرضيات لتفسير القرار الأمريكي، الأولى: أن يكون القرار خطوة أمريكية للضغط على الصين، وهذا يعني التمهيد لدعم المعارضة التركستانية ضد الحكومة الصينية، ما يعني تصعيب المهمة أمام الرئيس المنتخب "جو بايدن" الذي يميل لتخفيف التوتر مع الصين وعقد تسوية معها.

الفرضية الثانية أن تكون هذه الخطوة تمهيدا لإنهاء ملف المقاتلين الأجانب في شمال غرب سوريا، لفتح الطريق أمام تنسيق أمني أمريكي تركي في المنطقة، منبها إلى أن معظم عائلات مقاتلي الأويغور في سوريا، يعيشون في تركيا منذ فترة طويلة.

أما الفرضية الثالثة فأن يكون القرار جزءا من صفقة تفاوضية بين طالبان والولايات المتحدة، عطفا على ارتباط حركة تركستان الوثيق بزعيم طالبان.

وفي المجمل فإن القرار الأمريكي سيساعد حركة تركستان على التواصل مع العديد من البلدان دون التسبب في إحراج تلك البلدان، كما أن قادة الحركة لن يكونوا مستهدفين من قبل "التحالف"، ولن يتم منع التحويلات المالية والدعم اللوجستي أو مراقبتهما بشكل صارم مثل بقية التحويلات المالية الخاصة بتنظيمات مسلحة أخرى.

ويستدرك "شريفة" منبها إلى أن واشنطن لم تستهدف حتى الآن أياً من قيادات حركة تركستان عبر الطائرات المسيرة، التي استهدفت عبرها قادة تنظيم الدولة و"حراس الدين" في إدلب، وهذا ما يرجح أن الولايات المتحدة لا ترى أي خطر عليها من وجود التركستان في إدلب، ولا حتى من تنسيق التركستان عملياتهم العسكرية مع هيئة تحرير الشام.

وبحسب "شريفة" فإن تركيا سوف تستفيد للغاية من قرار الولايات المتحدة، لأنه يمهد الطريق لأرضية مشتركة لتعاون أمني مع الولايات المتحدة.

من جهته يرى الباحث السوري "عبد الوهاب عاصي" أن القرار الأمريكي بشطب حركة تركستان من قائمة الإرهاب، يعني التعامل معها كحركة تحرير وطنية لمنطقة "شينجيانغ" في الصين، وقد يدفع ذلك مقاتلي الحركة المنتشرين في سوريا للعودة إلى مقراتهم في أفغانستان، الأمر الذي يتطلب تنسيقا أمنيا عاليا مع تركيا، وكذلك مع طالبان. ومن المفترض أن إعلان الولايات المتحدة قرارها بخصوص الحركة جاء بعد اتخاذ هذه الترتيبات.

وتابع: هذه الخطوة الأمريكية قد تساعد تركيا في حل ملف الحركة في إدلب، سواء من خلال تسهيل عودة قادتها وأفرادها إلى أفغانستان، أو عبر دمج عائلات المقاتلين مع اللاجئين "الأويغور" على الأراضي التركية.

"أبو عمر التركستاني"، قيادي في حركة تركستان يقيم في إدلب، قال لـ "المونيتور": إنهم ليسوا "معادين للولايات المتحدة أو الغرب"، معقبا: "نحن نعادي الصين التي رفضت منحنا حقوقا سياسية. لقد جئنا إلى سوريا لدعم إخواننا السوريين الذين نزحوا وقتلوا على يد نظام الأسد الذي جلب الميليشيات الشيعية من أفغانستان والعراق ولبنان لقتل الشعب السوري".

وأكد "أبو عمر التركستاني": "في حال طلب منا السوريون المغادرة، سنفعل ذلك بالتأكيد. المهم بالنسبة لنا هو تحقيق مطلب إخواننا السوريين بمغادرة نظام الأسد".

زمان الوصل - ترجمة
(130)    هل أعجبتك المقالة (172)
التعليقات (0)

تعليقات حول الموضوع

لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية
*يستخدم لمنع الارسال الآلي