أدخل كلمات البحث واضغط على إدخال.

"نكشات".. برنامج انتقادي سوري يعالج الواقع بالكوميديا السوداء

بكاميرا جوال متواضعة ولاقط صوت وإمكانيات تقنية بسيطة دأب مجموعة من الناشطين الشباب على تقديم برنامج انتقادي فكاهي هادف بعنوان "نكشات" يسلط الضوء على قضايا تهم السوريين بطريقة الكوميديا السوداء، منطلقين من أن الثورة تحتاج إلى تضافر الجهود في مختلف المجالات وعلى كل إنسان ثائر أن يخدم الثورة بما يستطيع أو يتقن، ومن هنا قرر معد البرنامج الكاتب "فهد الحسن" أن يقدم برنامجاً كوميدياً سياسياً اختار له اسماً مستمداً من المصطلح الشعبي "النكوشة" أي تتّبع سقطات النظام -كما يقول لـ"زمان الوصل"- مضيفاً أنه اتفق مع صديقه "رامي البكور" الذي يمتلك خبرة في الجوانب التقنية وأمور المونتاج والغرافيك والإخراج فيما تولى هو كتابة وتقديم الحلقات.

وأردف محدثنا أن الحلقة الأولى من نكشات كانت بعنوان "تنصيب القيصر" وحينها –كما يقول– انهالت تعليقات خادشة للحياء من الشبيحة، ما انعكس سالباً عليه وقرر التوقف وعدم الاستمرار لكنه راجع نفسه فيما بعد ووصل إلى نتيجة بأن الصراخ على قدر الألم وبأن لغة الشتيمة لاتسيء إلى البرنامج والقائمين عليه، بل تبيّن كم الانحدار الأخلاقي للنظام وزبانيته وأنصاره.


وتابع العمل بعدها ليقدم الحلقة الثانية والثالثة بفترات متقاربة لكن طرأ بعد الحلقة الثالثة -كما يقول- ما لم يكن بالحسبان بعد هجرة من كان يمده بمستلزمات العمل من كاميرا وإضاءة فبات يعتمد تارة على وسائل بدائية وتارة يلجأ إلى استعارة مستلزماته من الآخرين.

ولفت "الحسن" إلى أن عاملاً آخر فرض نفسه على مسيرة البرنامج، وهو الاستقرار في تركيا والحاجة للعمل، وكانت هناك صعوبة في التوفيق بين عمله الذي يمثل مصدر رزقه والانقطاع للرصد والكتابة ومواكبة الأحداث بوقتها في ظل تخلي كل الجهات الثورية المعنية بدعم مثل هذه البرامج عن دعمه.

وكشف الكاتب المتحدّر من منطقة الغاب بريف حماة أن هناك جهات أرادت أن تدعم "نكشات" شريطة أن تحرف البرنامج عن بوصلته وإدخاله في مماحكات داخلية، ولكنه آثر الحفاظ على بوصلته الثورية والإشارة بلا مواربة إلى الواقع السوري دون تجميل، مراعاة لشعور من أجرم بحق الوطن بكذبة اللحمة الوطنية إضافة -كما يقول- إلى اللغة الرصينة للبرنامج والابتعاد عن اللغة البذيئة.


ونوّه "الحسن" إلى أن البرنامج المكون من شخصين فقط يفتقر إلى فريق رصد كما هو حال الكثير من البرامج المثيلة وهذا أدى –حسب قوله- إلى بطء في مواكبة الأحداث بسبب غياب فريق مخصص للرصد، ولذلك يلجأ إلى طرح موضوعات عامة مستمرة غير مرتبطة بزمن محدد كما حصل في حلقة "آية الله شبيح" التي بحث فيها مسألة التشيع المدعوم من قبل النظام يضاف إلى ذلك مسألة ضرورية ومهمة ألا وهي الوصول إلى المشاهد وإرسال رسائل سياسية بعيدة عن الإسفاف والتهريج.

ويطمح "الحسن" وهو خريج لغة عربية من جامعة "تشرين" إلى زيادة مدة حلقات برنامجه من خلال تنويع الفقرات ويسعى حالياً إلى تنفيذ حلقات جديدة بلهجات مختلفة من فسيفسياء اللهجات السورية، وإضافة فقرة جديدة تسلط الضوء على شخصية سورية مؤثرة في الماضي أو الحاضر ولم تأخذ حقها أو تصحيح المعلومات عنها سلباً أو إيجاباً.

فارس الرفاعي - زمان الوصل
(180)    هل أعجبتك المقالة (163)
التعليقات (0)

تعليقات حول الموضوع

لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية
*يستخدم لمنع الارسال الآلي