أدخل كلمات البحث واضغط على إدخال.

"شمعة لنتذكر" حملة لإيقاد ذكرى ضحايا التعذيب والاعتقال والمختفين قسرياً لدى النظام

أطلق ناجون من الاعتقال في سجون النظام حملة بعنوان "شمعة لنتذكر" في أنحاء متفرقة من العالم ومن خلال منصات التواصل الاجتماعي، وتمثل كل شمعة ضحية من ضحايا التعذيب والاعتقال والمختفين قسرياً وكتبت منظمة "كش ملك" التي تشرف على الحملة عبر فيسبوك: "رح نضوي شمعة لكل ضحية اعتقال، لأنو كل ضحية هي بوصلتنا يلي رح تضوي بعتمة الظلم يلي عايشين فيه، وتعطينا الطاقة نكفي الطريق، ونوصل للعدالة ونحاسب المجرمين، لنوصل لسوريا بدون تعذيب ومُعتقلات سرية".

وبحسب تقرير للشبكة السورية لحقوق الإنسان صدر في آذار مارس/2020 فإن هناك أكثر من 130 ألف شخص قيد الاعتقال في سجون النظام من بينهم 129989 شخصاً لا يزالون قيدَ الاعتقال أو الاختفاء القسري في مراكز الاحتجاز الرسمية وغير الرسمية التَّابعة للنظام السوري.

وبحسب التقرير فإن ما لا يقل عن 3087 شخصاً لا يزالون قيدَ الاعتقال أو الاختفاء القسري في سجون "قوات سوريا الديمقراطية" حتى آذار/ 2020.

وأشار مدير المناصرة في منظمة "كش ملك" "حليم كاوا " إلى أن أحد برامج المنظمة وهي مبادرة "تعافي" لدعم الناجين والناجيات هي من قامت بإطلاق هذه الحملة حيث أكد على أن الناجون والناجيات من الاعتقال هم من عملوا خلال الفترة السابقة على التحضير للحملة كما تم إنتاج فيلم قصير يروي فيه عدد من الناجين والناجيات قصصهم وقصص رفاقهم الذين كانوا معهم داخل المعتقل أو ممن تم الإفراج عنهم أو ممن لا زالوا رهن الاعتقال إلى الآن أو أولئك الذين قضوا تحت التعذيب.

وتابع محدثنا أن الحملة التي انطلقت (الثلاثاء) 20-10-2020 ركزت على دعوة السوريين للتفاعل مع هذه الحملة والمشاركة الفعلية فيها من خلال إشعال شمعة وتصويرها بمفردها أو مقرونة بصورة سيلفي ونشرها على منصات التواصل الاجتماعي مع استخدام هاشتاغ "شمعة لنتذكر" للوصول إلى كل العالم وإيصال صوت المعتقلين.

واستدرك كاوا أن تجاوب السوريين في كل أنحاء العالم وتفاعلهم مع الحملة التي ستستمر لثلاثة أسابيع كان لافتاً للنظر ودليلاً على أن السوريين ورغم كل المآسي والأهوال التي عاشوها لا زالوا قادرين على أن يعملوا ويتعبوا ويقاوموا اليأس رغم كل خذلان العالم.

وكشف محدثنا أن الأسبوع القادم من الحملة سيشهد إطلاق دراسة حول أثر تجربة الاعتقال في علاقة الناجين/ات بالشأن العام في سوريا حيث تسلط الدراسة الضوء على سعي النظام لإبعاد المعتقلين عن الشأن العام والعمل السياسي والمدني وكتم أصواتهم من خلال مقابلات مباشرة مع 200 معتقل ومعتقلة سابقين لدى النظام.

وبدوره أشار مدير مبادرة "تعافي" "أحمد حلمي" إلى أن المبادرة التي يقوم بها ناجون وناجيات من الاعتقال وضحايا التعذيب تهدف إلى دعم وتمكين وحماية هذه الفئة المظلومة والمهمشة، ومساعدتهم في الوقوف على أقدامهم والعودة إلى دورهم الفاعل والأساسي والسعي للوصول إلى العدالة والمحاسبة، وتعمل تعافي في اتجاه الضغط والنضال من أجل تحقيق العدالة والمحاسبة، وصولاً إلى سوريا حرة عادلة ديموقراطية خالية من الظلم والسجون والتعذيب.

وأشار المصدر إلى أن على السوريين الأحرار أن يتذكروا دائماً بوصلة أساسية في أي نضال لأجل سوريا وهي موضوع المعتقلين وضحايا التعذيب، وخاصة أن هناك في الفترة الأخيرة بعض الجهود الدولية الجادة لمحاسبة مجرمي الحرب في سوريا، وهذا هو الوقت المناسب لإعلاء الصوت.

ولفت انتباه العالم حول هذا الملف الهام والمنسي في آن معاً، وإظهار عدد الضحايا الذين قضوا تحت التعذيب من خلال الشموع التي سيتم إيقادها.
ولفت محدثنا إلى أن الفكرة من اختيار الشمعة كوسيلة تعبيرية في هذه الحملة هو إظهار العدد الكيير ممن ماتوا تحت التعذيب في أقبية النظام وكم هو عدد المخفيين قسرياً، ولكن أردنا أن يكون هذا الإظهار بطريقة فيها روح وإحساس أكثر من خلال الشمعة التي ترمز للذكرى وتوحي بالضوء والنور الذي سيكون طريقنا للسعي من أجل قضية المعتقلين وتحقيق حقوقهم ووقف التعذيب والاعتقالات، وعدا ذلك سنبقى في عتمة وظلمة لا تنتهي.

ونوّه "حلمي" إلى أن هذه الحملة قد لا تساعد المعتقلين بشكل مباشر ولكن الوصول إلى العدالة هو جهد جماعي وتراكمي ومن المؤمل –حسب قوله- أن تزيد حملة "شمعة لنتذكر" من الضجة حول المعتقلين حيال المجتمع الدولي وصناع القرار وإظهار مدى الاهتمام من قبل السوريين بهذا الموضوع وإرسال رسالة من الناجين من الاعتقال أنفسهم أن خروجهم من المعتقل لا يعني أن دورهم قد انتهى بل سيستمر نضالهم من أجل إنهاء الاعتقال والتعذيب في سوريا.

فارس الرفاعي - زمان الوصل
(180)    هل أعجبتك المقالة (230)
التعليقات (0)

تعليقات حول الموضوع

لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية
*يستخدم لمنع الارسال الآلي