بما أن أهل حمص أولى بمهرجاناتها، يحق لنا التساؤل عن عدد المواطنين "العاديين"، الذين استطاعوا حضور مهرجان تدمر للثقافة والفنون الثالث، خاصة وأن مقاعد الـ" VVIP" احتلت المساحة الأكبر من مدرجات المسرح الروماني، وللتذكير فإن مصطلح الـ "VVIP" يعني "المهمين جدا جدا".
المواطن الحمصي والسوري عموما، غير مهتم أصلا "بركوب الحناتير والجمال"، لأن هم "المازوتات"، أكبر من هم " الحفلات التنكرية" و "الشطرنج والشدة" و "موتورات الفورويل" المقامة على رمال تدمر الذهبية.
مهرجان تدمر للثقافة والفنون هذا العام، وكما جاء في برنامجه، يبدأ في 15 الشهر الحالي، وينتهي في 31 من نفس الشهر.
لكننا لم نعرف حتى الآن متى افتتح المهرجان، أهو في يوم 16 أكتوبر/ تشرين الأول الجاري، كما جاء في وكالة سانا ومعظم الصحف والمواقع الالكترونية السورية، أم في يوم الجمعة 23 /10، كما جاء في نفس الصحف والمواقع.
ورغم أن برنامج المهرجان حدد حفل الافتتاح في يوم الجمعة 23 /10، لكن الغريب أن معظم وسائل الإعلام تناقلت خبر افتتاح تدمر بتاريخ الجمعة 16 / 10، الذي ترافق مع افتتاح المسابقة الرسمية لسباق الهجن، إضافة إلى افتتاح الأيام الثقافية السورية القطرية.
وكي لانتهم بعدم الدقة، نقرأ في وكالة سانا الخبر التالي بتاريخ 19 تشرين الأول: (سباقات للهجن وفعاليات ثقافية فنية فلكلورية في مهرجان تدمر للثقافة والفنون).
ثم نقرأ على صفحات الوكالة أيضا وبتاريخ 24 تشرين الأول: (انطلاق فعاليات مهرجان تدمر للثقافة والفنون).
وفي جريدة العروبة نقرأ بتاريخ 18/10: ( انطلاق فعاليات مهرجان تدمر السنوي...).
وفي عدد آخر بتاريخ 24/10: ( تدمر تضيء شمعة مهرجانها الثالثة).
و نقرأ في أحد المواقع بتاريخ 18/ 10(مهرجان تدمر يفتتح بحضور جوعان وفوز الوجبة).
ثم نقرأ في نفس الموقع بتاريخ 28/10 ( افتتاح مهرجان تدمر للثقافة والفنون الثالث).
ماذا بعد، في حفل افتتاح المهرجان " الثاني" بتاريخ 23 /10، أحيت المطربة المصرية آمال ماهر حفل الافتتاح بمرافقة الفرقة الفلهارمونية السورية على المسرح الروماني بتدمر.
ما لم تشر إليه وسائل الإعلام، أن عازفي الفرقة الفلهارمونية "الشباب"، بدلوا ثيابهم في البولمان.
ذلك أن منظمي الحفل لم يستطيعوا أن يؤمنوا مكانا محترما، لأعضاء فرقة تعتبر من أهم الأوركسترات السورية.
مقاعد الدبل في آي بي، أو VVIP، التي لم يسمع بها المواطن السوري، خصصت لكبار الضيوف، ومنع بعض المواطنين من الاقتراب منها، فهم ليسوا " قد المقام".
إلا أن منظمي المهرجان تكرموا على المواطنين، وقرروا إنزال الناس من المقاعد الخلفية إلى الـ VVIP لملء المقاعد، ليس من باب الكرم العربي وحسن الضيافة وإنما "ماحلوة قدام العالم وكاميرات التلفزيون".لأن نصف المقاعد بقي شاغرا، إذ لم يتكرم سيادتهم بالحضور.
بعد عدة أيام وتحديدا يوم الإثنين 26/ 10، نقرأ في الصفحة الخامسة من صحيفة العروبة خبرا يقول: ( 3500 متابع... العشرات منهم اضطر لمتابعة الحفلة على الواقف مساء الجمعة الماضي..)
رغم أن الصورة نفسها، التي وضعتها العروبة مع الخبر تكذب العنوان، ثم كلنا يعلم أن مدرج المسرح الروماني لايتسع إلا لنحو 2500 متفرجا، هذا في حال كان المسرح مفروشا، وهو ما حصل، فكيف خرجت العروبة بهذا العنوان البراق.
أما على المستوى الثقافي، ماذا حقق المهرجان من إنجازات ثقافية، إن كان أهم الفنانين التشكيليين الحمامصة ــ هذا عدا عن أسماء هامة في الحركة التشكيلية السورية ــ لم يشاركوا في المعرض، لهزالة التنظيم، وطريقة عرض اللوحات، لدرجة أن إحدى اللوحات علقت على "شجرة"، إضافة إلى سوء الإضاءة.
ثم إنه من المفروض أن تكون نقابة الفنون بحمص، هي الجهة المسؤولة عن تنظيم المعرض، أي " أعطي الخبز لخبازو"، إلا أن نقابة الفنون هي آخر من يعلم بهذه المعارض، فكانت النتيجة أن خرج المعرض بشكل " لايشرف الفنانين ولا الجهة المنظمة"، كما أوضح العديد من فناني حمص.
أما من يقول لنا إن المهرجان موجه للسياح، وهدفه تشجيع السياحة، ليخبرنا إذا كم هو عدد السياح الذين زاروا تدمر خلال أيام المهرجان، وهل استطاع المهرجان تغطية تكاليفه الباهظة، ثم هل سيزداد عدد السياح في المهرجانات القادمة حسب التجارب السابقة، أليس من حقنا التساؤل.
القائمون على المهرجان لايريدون أخطاءً، ولايريدون لأحد أن يكتب عن السلبيات، ترى ماذا نسمي ماورد أعلاه، هل هو خطأ تنظيمي أم سقط سهوا
" الخبر "
تعليقات حول الموضوع
لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية