أدخل كلمات البحث واضغط على إدخال.

تصريحان "جديدان" بالصوت والصورة يذكران بحقيقة هتاف "يالله مالنا غيرك"

الرئيس التركي رجب طيب أردوغان - الأناضول

فتح انسحاب القوات التركية من "نقطة المراقبة" في مدينة مورك بريف حماة.. فتح الباب على مصراعيه أمام موجة جديدة من انتقادات السوريين للدور التركي، وتخلي أنقرة مرات ومرات عن التزامات "مغايرة" قطعتها بنفسها، وصدرت عن أعلى المستويات وبالذات الرئيس "رجب طيب أردوغان".

وفيما كان الأتراك يسحبون جنودهم وآلياتهم من "مورك" مفسحين المجال أمام نظام الأسد وإعلامه ومواليه للاحتفاء باكتمال السيطرة على المنطقة، كان سوريون راهنوا طويلا على الحصان التركي يستعيدون شريطا من الوعود والتصريحات، التي "حولت البحر إلى طحينة" في عيونهم، حين انبرت أنقرة غير مرة لتوعد الأسد ومطالبته بالانسحاب من مناطق احتلها في أرياف حماة وإدلب وحلب، وإلا فإنها سيطرد منها بالقوة.

وقد بذر الأتراك عبر هذه التصريحات النارية آمالا كاذبة عاش عليها مئات آلاف المهجرين من أراضيهم وبيوتهم في تلك المناطق التي احتلها الأسد، لا بل إن حدة التصريحات والتهديدات دفعت البعض لترويج سيناريوهات تعد بانتزاع مدينة حلب من يد النظام، وحتى مدينة حماة.

وخلال الأيام القليلة الماضية، ألقت أنقرة دلو ماء باردا للغاية على جمر تصريحاتها السابقة، وأطفأت في عيون السوريين آخر وميض رهان على دور "حقيقي" يمكن أن تمارسه أنقرة لـ"نصرة المظلومين" و"ردع النظام الظالم"، وفق الأدبيات التي رسخت وتكررت في خطابات الدولة التركية، وفي مقدمتها "أردوغان".

الطامة الكبرى في أذهان كثير من السوريين لم تتمثل فقط في الانسحاب والتخلي التركي، ولا في عدد الوعود فقط، بل في إن التصريحين الأشد وضوحا وصرامة لم يمض عليهما أكثر من 6 أشهر، وهما بهذا المعنى وقياسا بعمر الحرب السورية تصريحين جديدين، فضلا عن أنهما صدرا عن "أردوغان" نفسه موثقين بالصوت والصورة، ولم تنقلهما وكالة إعلام كتابيا مثلا، حتى يقال إن هناك من حرفهما أو أوّلهما بغير معناهما.

فقبل بضعة أشهر استطاع النظام قضم مناطق جديدة من إدلب وحماة، بما فيها مناطق خلف نقطتين من "نقاط المراقبة" التركية، ما جعل هاتين محاصرتين بقوات النظام ومليشياته.

ولم يقف تحد بشار لتركيا، عند هذا الحد إذ أقدم على قصف رتل عسكري تركي، مسقطا 8 قتلى في صفوفه، وعندها، وتحديدا في بدايات شباط من العام الحالي، وقف "أردوغان" أمام مكبرات الصوت مخاطبا حشدا كبيرا من أعضاء حزبه الحاكم، قائلا لهم إنه اتصل بالرئيس الروسي "بوتين" ودعاه لمطالبة الأسد لالتزام بنود "اتفاقية سوتشي"، التي وقعها أردوغان وبوتين.

يومها أقر "أردوغان" في خطابه، أن هناك نقطتين من أصل 12 نقطة مراقبة تركية، باتتا في مناطق سيطرة النظام، متوعدا بالحرف الواحد: "في حال لم تنسحب قوات الأسد إلى خلف نقاط المراقبة التركية خلال شباط الحالي، فإن الجيش التركي سيضطر لإجبارها على ذلك".

وتابع "أردوغان": "قواتنا الجوية والبرية ستتحرك عند الحاجة بحرية في كل مناطق عملياتنا وفي إدلب، وستقوم بعمليات عسكرية إذا ما اقتضت الضرورة".

وبعد هذا التصريح عاد "أردوغان" ليخطب في نهاية شباط 2020، مكررا: "لن نتراجع ولو خطوة إلى الوراء، وسينسحب النظام السوري إلى النقاط التي حددناها".

وقد شكل هذا التصريحان وما سبقهما أو تلاهما من تصريحات مماثلة تخص الشأن السوري، حبل خلاص تعلقت به فئة غير قليلة من السوريين، الذين لم يجدوا من يستمع لشكاواهم أو يساندهم بحق في مقارعة النظام وحلفائه.. قبل أن يتضح رويدا رويدا أن "حبل الخلاص" كان واهيا إلى درجة لاتصدق، وأنه كان الوعود كانت بمثابة "حقن تخدير" ريثما تمرر كل دولة وحكومة مصالحها، ويتيقن كل من هتف "يالله ما لنا غيرك يالله"، أن هذا الهتاف كان يجسد الحقيقة، ولاشيء سوى الحقيقة.


زمان الوصل
(152)    هل أعجبتك المقالة (164)
التعليقات (0)

تعليقات حول الموضوع

لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية
*يستخدم لمنع الارسال الآلي