يُعد قائد الجناح العسكري لما يُدعى بـ"حركة فلسطين الحرة" في مخيم اليرموك -جنوب دمشق- "سائد عبد العال" من أكبر عتاة الشبيحة الذين يقاتلون باستماتة إلى جانب قوات النظام منذ سنوات.
ويتهمه ناشطون بارتكاب العديد من جرائم القتل والتصفية بحق المعارضين الفلسطينيين له قبل السوريين، وبالمسؤولية عن حصار مخيم اليرموك ومنع دخول أي مواد غذائية إليه طوال فترة الحصار، وكان عبد العال وهو ابن "محمد عبد العال" الذي كان عضواً في القيادة القطرية ثم أصبح عضواً للقيادة القومية بمنظمة التحرير الفلسطينية قبل أن يتقاعد كان ابنه من أوائل من حملوا السلاح وأطلقو النار على المتظاهرين السلميين في المخيم والجوار، وانضم فيما بعد إلى تنظيم "حركة فلسطين حرة" الذي يُطلق عليه أيضاً اسم "سرايا العودة" وهي ميليشيا تقاتل الى جانب النظام السوري منذ بداية الانتفاضة عليه.
وروى مصدر فضّل عدم ذكر اسمه من مخيم اليرموك لـ"زمان الوصل" أن عبد العال كان يعمل تحت إمرة "ياسر قشلق" أحد قادة الشبيحة الفلسطينيين في سوريا وهما من أدخل تنظيم "الدولة" إلى المخيم ومارسا جرائم قتل كان المصدر -كما يقول- شاهداً عليها ومنها حرق عائلة فلسطينية بكاملها خرجت من مخيم اليرموك تبحث عن الأمان عند حاجز حجيرة الذي كان يقع تحت سيطرة عناصره وعناصر قشلق (جماعة أحمد جبريل)، ولعب دوراً في تسليم الناشطين لمخابرات النظام وتصفيتهم ومنهم الناشط "نيراز سعيد" بمساعدة مدير جمعية "جفرا" التي يترأس مجلس إدارتها "محمد جلبوط".
وكشف المصدر أن "عبد العال" مارس التشبيح والقتل بحق الكثير من المدنيين حتى أنه قتل "عمر قدورة" بعد إطلاق النار على مركبته بحجة عدم التوقف لإشارتهم عند حاجز "البطيخة" -مدخل مخيم اليرموك- الذي يقع تحت سيطرتهم ليتضح أن هناك خلافاً شخصياً بين "عبد العال" وصاحب المركبة.. كما قام "سائد عبد العال" باستخدام "مفيد سلام" لاغتيال "حسام جلبوط" الاقتصادي المعروف بدعمه للحراك السلمي داخل المخيم، بإطلاق النار على سيارته أمام مطعمه بأول شارع "لوبيا"، حيث قتل سائقه ونجا "الجلبوط"، وأطلق عناصر "عبد العال" النار على سيارة إسعاف كانت تتبع للهيئة الخيرية، وأصيب مسعف حينها لنفس الأسباب على أحد حواجزهم، وساهم هذا الحاجز-بحسب محدثنا- في اعتقال أكثر من 3 آلاف فلسطيني بمساعدة الشبيح الملقب بالملثم "محمود قاسم سويدان" الذي يعيش في السويد بعد أن حصل على جنسيتها رغم تاريخه التشبيحي.
*قتل مديرة مشفى
وفي آب أغسطس 2012 أطلق مسلحون من 3 سيارات مرسيدس النار على سيارة تقل مديرة مشفى "فايز حلاوة" العسكري التابع لجيش التحرير الفلسطيني الدكتورة العميد (منى السايغي) وتم ضرب سائقها والاعتداء عليها بطريقة وحشية ورميها فيما بعد في إحدى صناديق السيارات، وقد اتهم وقتها الجيش الحر بعملية اختطافها، ليتبين فيما بعد أن من قام بعملية الخطف هو (سائد عبد العال).
وكان نائب مدير المستشفى العميد "أنور مصباح السقا" قضى في الخامس من يونيو/ حزيران الماضي 2012 إثر تفجير عبوة ناسفة بسيارته في منطقة برزة أثناء إيصاله ابنته إلى تقديم امتحانات الشهادة الثانوية، والتي أصيبت بجروح بالغة وفيما اتهم النظام ووسائل الإعلام التابع له "الجيش الحر" آنذاك بقتله وجه ناشطون أصابع الإتهام إلى "سائد عبد العال" ومليشياته التي دأبت على تنفيذ مثل عمليات الاغتيال هذه بدم بارد.
ووفق مصدر سابق أفاد لـ"زمان الوصل" إن "عبد العال" وبعد تذمر سائقه ومنفذ عملياته السوداء "جهاد كعوش" استعان بلاعبي كمال الأجسام في مخيم اليرموك بدلاً عنه ومنهم "جهاد الجمباظ" الموجود في ألمانيا منذ العام 2014 وبمساعدة مالية من رئيس حركة فلسطين حرة "ياسر قشلق" الذي قدّم لعبد العال مئة قطعة سلاح، وعناصر، و8 سيارات أمنية تحمل الرقم 229 (000) للسيارات الثقيلة، و(213) للسيارات الخفيفة، استخدم إحداها لإغتيال سائقه وأمين أسراره كعوش...وقالت زوجة كعوش: "قلو سائد حط السيارة عندك اليوم قدام البيت وبس تغسلها دقلي"، وهكذا تخلص "عبد العال" من سائقه وأمين أسراره.
*قوام ميليشيا "عبد العال"
وتتألف ميليشيا "عبد العال" من أكثر من 200 عنصر يعملون بإمرة المخابرات الجوية إضافة إلى عناصر مدربة كقناصة من عناصر الصاعقة البالغ عددهم 22 بين مرافق وحارس وقناص و7 نساء إحداهن كانت تقف على حاجز طلعة الإسكان في المزة، واثنتان منهما تقفان على حاجز اليرموك إحداهما مقنعة وأخرى تدعى "منى طه" تدير كل العمليات اللوجستية.
وتمكن المرافق الشخصي لعبد العال الشبيح "أحمد العودة" من الهروب إلى تركيا قبل أن يواجه مصيراً مثيلاً، ووفق ناشطين يعيش "العودة" في اسطنبول– اسنيورت ويتجهز لمغادرتها والفرار إلى اليونان بالتنسيق مع شبكة ميليشيات الشبيحة في برلين التي ساعدت "سويدان" من قبل، فيما بقي "عبد العال" يمارس القتل والتشبيح في مخيم اليرموك وغيره من المناطق.
وأكد المصدر أن عبد العال تمكن من تهريب أمواله التي نهبها من تشبيحه على الفلسطينيين والسوريين طوال السنوات الماضية وتسجيلها بأسماء أبنائهم وزوجاتهم في المصارف الأوروبية وأمريكا، حيث تعيش ابنة له متزوجة من أمريكي الأصل رغم إدعاء الفصائل الفلسطينية المقاتلة إلى جانب النظام عداءها لأمريكا، ويعيش ابن ثان له حياة مرفهة في أمريكا، وله شقيق كان يعمل في الأونروا وشقيقة في السويد.
وكشف المصدر أن شقيقته تلقت منذ فترة أموالاً طائلة يرجّح أن تكون من شقيقها لتضعها باسمها في السويد.
فارس الرفاعي - زمان الوصل
تعليقات حول الموضوع
لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية