أدخل كلمات البحث واضغط على إدخال.

المقداد عصف بآمالنا... لن نرد عسكرياً على الصهاينة ....د . عوض السليمان

حول سؤال عن الردّ السوري المحتمل على العدوان الصهيوني الجوي على سورية، ردّ السيد فيصل المقداد، نائب وزير الخارجية ، أن بلاده لن ترد على اختراق الطائرات الصهيونية للمجال الجوي السوري، مع الحفاظ في الوقت نفسه على قوة موقف دمشق!!.

أي قوة يا أستاذ فيصل لدمشق دون الرد العسكري المباشر والواضح. كان يتوجب على الصواريخ السورية أن تصل تل أبيب قبل أن تعود الطائرات الصهيونية إلى قواعدها. وإذا كنتم تؤمنون بالرد، على الأقل، بالمثل، فكان على الطيران الحربي أن يحلق فوق فلسطين المحتلة ويفرغ حمولته من الوقود وخزائن الذخيرة، قبل أن يعود أدراجه كما فعل العدو تماماً.

ولا شك، أن المتابع لتعليقات السياسيين في دمشق، سيلاحظ، وبمنتهى السهولة، الفارق في النبرة، بين التصريحات التي تبعت الاعتداء مباشرة، وبين تلك التي أذيعت بعد عدة أيام.

ولم ننس بعد ما قاله السيد فاروق الشرع، "أستطيع القول الآن انه تجري في دمشق دراسة لسلسلة من الردود على أعلى المستويات السياسية والعسكرية، وستظهر النتائج قريبا".

والحقيقة أن نبرة صوته ولغة التحدي كانت بارزة في أقواله، وكلمة "قريباً" التي ذكرها الشرع لا تدع مجالاً للشك عند المتلهف مثلي، أن الحرب واقعة هذا اليوم أو غداً صباحاً.

كذلك فإن البيان العسكري السوري، أذيع بلهجة مختلفة عما تعودنا عليه في السابق. ليس فحسب، ففي الرسالة السورية الموجهة للأم المتحدة، قالت دمشق، إن " العواقب ستكون مأساوية إذا استمر المجتمع الدولي بصمته على الممارسات الإسرائيلية".

وقد عنونت إحدى الصحف خبراً رئيسياً " بان كي مون منزعج للغاية من الموقف ويدعو سورية لضبط النفس". والحقيقة أن هذا العنوان، أشعرنا ببعض الغبطة، فلعلها المرة الأولى ومنذ عهد طويل، التي تطالب فيها سورية بضبط النفس.

لقد أوحت رسالة الخارجية السورية إلى الأمم المتحدة، وكذلك زيارة المعلم إلى تركيا، واجتماعه بسفراء الاتحاد الأوروبي، واتصاله بخافيير سولانا، ووصول الكسندر سلطانوف المبعوث الخاص للرئيس الروسي، إلى دمشق، أوحى بأن الحرب قادمة لا محالة، وأن سورية قامت بكل هذه الاتصالات لتوضيح موقفها بأنها اليوم مضطرة للرد على العدو الذي اخترق مجالها الجوي دون سبب ولا سابق إنذار. وأوحى كل هذا أن سورية لن تسكت هذه المرة وليحدث ما يحدث.

سيطرت أجواء الحرب على مخيلتنا، وصرنا نراها في المنام كما يرى الموظف المدين في ليله راتبه وقد ارتفع، والأسعار وقد طرحت أرضاً. وألهب المشاعر أكثر أن رمضان قد هل ّ هلاله، فقلنا لعل الحرب قادمة في رمضان، كحرب تشرين التي وقعت في العاشر من هذه الشهر الكريم. ولكن!!

في لعبة السياسة يضيع كثير من كرامة الشعوب وكبريائها. نحن نعلم، أن لدى سورية طرقاً أخرى للرد على العدوان الصهيوني، ونعلم أن لها من يؤيدها في لبنان وفي فلسطين وفي العراق أيضاً، ونعلم أنها تستطيع توجيه ضربات مؤلمة للعدو في تلك المناطق، دون ظهور البصمة السورية الواضحة مع الحدث.
وهذا ما يقوله كثير من المتابعين للأحداث في المنطقة.

وفي لعبة السياسة، قد تتنازل سورية عن رد عسكري، مقابل مكاسب سياسية لا يعرفها البسيطون مثلي، قضية اغتيال الحريري مثلاً، اختيار الرئيس اللبناني الجديد، انفتاح أوروبي، وخاصة فرنسا باتجاه سورية، غض بصر أمريكي حول كثير من القضايا العالقة بين سورية وإرهابيي الإدارة الأمريكية. ولا يزال هناك الكثير من أمثلة هذه المكاسب، التي قد تطيح بفكرة الرد العسكري تماماً من الأجندة السورية.

ويذهب بعض المحللين أبعد من ذلك، فيقول إن الحكومة السورية قصدت هذه المرة المبالغة في التعليق على حادث الاعتداء، فقامت بكل هذه الاتصالات المكثفة، ومخاطبة الأمم المتحدة، وإعلانها مباشرة عن حدوث الخرق والتحدث عنه بلغة التحدي وعدم الصبر على العدو. بقصد تحقيق مكاسب سياسية كالتي ذكرناها، ولم يكن في نيتها الرد أصلاً على ذلك الاعتداء.

وبكل حال، فلا شك أن السياسة السورية الهادئة عموماً، استفادت من هذا العدوان بشكل أو بآخر، وقد تكون بالفعل قد حققت بعض ما تصبو إليه. وهذا بالضبط ما يقوله العقلاء والمتزنون، ويقولون، إننا لسنا في حالة استعداد لأية معركة مع العدو في ظل الضعف العربي والعلاقات العربية الموبوءة، وفي ظل اهتمام كل بلد عربي بإثبات حسن النوايا للصهاينة أولاً ولأمريكا ثانياً. وكذلك في ظل السيطرة المطلقة لصناع الموت الأمريكان على العالم شرقه وغربه.

ويقوم العقلاء عادة بمداخلات هادئة حول القوة العسكرية للصهاينة وأمريكا من ورائها، وحول القوة بلا قوة لدولة صغيرة كسورية تعاني من ضغوط عربية قبل أن تعاني من ضغوط صهيو – أمريكية.

الحقيقة أنني لست عاقلاً إذا كان العقل ما تقدم!!. فأمريكا مصدر الإرهاب، تعاني اليوم من الآلام المبرحة في العراق على يد المقاومة العراقية الباسلة، وما كل هذه الخطابات والتقارير أمام الكونغرس إلا لذر الرماد في العيون وستر ما يتعرض له الإرهابيين الأمريكان في بلاد الرافدين. والصهاينة كشفوا عن قوتهم في معركة تموز الأخيرة ضد حزب الله، لما رُدّوا على أعقابهم خاسرين، كاشفين بذلك هوانهم وضعف مؤسستهم العسكرية والسياسية. ونحن لن نخسر شيئاً إذا خضنا الحرب ضد هذه العدو. أصلاً ليس هناك ما نخسره، ولن يفيدنا انتظار الشرعية الدولية العاقر بشيء، فلن تعود الجولان كما لن يعود اللاجئون الفلسطينيون إلا بقوة السلاح. وعلى العكس من ذلك فإن أي معركة نخوضها ضد الصهاينة ستعيد لنا هيبتنا، وتلفت نظر العالم لنا، فالعالم لا يحترم إلا القوي، ومعركة كهذه سترفع رؤوسنا وتعيد لنا كرامتنا.

يكفي أن توحد حرب كهذه الأمة العربية والإسلامية ولو بمشاعرها، وتوحد أيضاً الصف الداخلي السوري وتجعل الشباب في مستوى التحديات. فالحديث عن أهمية الشذوذ الجنسي لتطير المجتمع أصبح احترافاً عند بعض الصحف المحلية، أ فليس خيراً من الحديث عن الشذوذ، الحديث عن المعركة ورفع معنويات الناس وربطهم بوطنهم وأرضهم؟.

مرة أخرى وليست أخيرة، أذكّر الرئيس الأسد، أن والده الراحل شن هذه المعركة في رمضان، وليته يفاجئنا بمثلها.

في كل صباح عندما نستيقظ من النوم، أول شيء نفعله بعد ذكر الله، هو أننا نتساءل، هل نشبت الحرب، ويكون الجواب في بعض صحفنا الإلكترونية، أن الشذوذ الجنسي ليس بمرض بل هو أمر طبيعي وميل فطري لا غبار عليه!!. ويا خوفي على المَعَز؟!.






فرنسا - زمان الوصل
(140)    هل أعجبتك المقالة (147)

صديق

2007-09-14

د . عوض اليقين الوحيد عند السوريين ان لا حرب ابدا لامع اسرائيل ولا غيرها الامور ستبقى معلقة هكذا رحل من كان يصنع الحروب ويرد على الضيم .


عمر عبد اللطيف

2007-09-14

اتاذي الكريم اين الامال اصلا حتى يعصف بها المقداد وغيره..... الاناء ينضح بما فيه.


عزام الحايك

2007-09-14

يا سيدي الكريم اي امال اتصدق يا سيديعوض كلام الشرع .


عاصم جمول

2007-09-15

نعم دكتور عوض انتظرنا جميعنا عاصفة من التنديد والشجب والاستنكار والإدانة وهذا ما حدث. نحن يا دكتور"أقصدالشعب" كذلك الجندي الذي ذهب ليقاتل فلم يجد معركةو عاد منتصراًَ..


السوري ماغيرو .

2007-09-15

ماشاء الله .. ماهذا .. ؟ البعض منظر استراتيجي والبعض الآخر يسقط موقفه الشخصي وخلفيته السياسية على الأمر .. العاطفة وردة الفعل لاتنتج شيئاً وهذا ماتريده اسرائيل .وبعض حلفائها . لو كنت تعيش هنا يادكتوووووور هل كنت تتبنى نفس الخطاب .. الواقع هو غير التنظير من باريس .. هذه وجهة نظرك وامنياتك وأنا أحترمها , ولكن هنا ..في هذا المجال لامكان للعواطف والأماني .. الأمور تدرس بدقة وبحسابات واقعية ومنطقية .. نعم قد تكون سوريا قد حصدت بعض النتائج السياسية .. ولكن الذهاب الى معركة يحدد العدوتوقيتها وخياراتها هو غياء . .


التعليقات (5)

تعليقات حول الموضوع

لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية
*يستخدم لمنع الارسال الآلي