لم يوفر النقد نتائج مهرجان دمشق السينمائي، خصوصاً فيما يتعلق بالفيلم السوري «مرة أخرى». لمخرجه جود سعيد، الذي فاز بجائزة لجنة التحكيم الخاصة ضمن فئة الفيلم الروائي الطويل، إضافة لفوزه بجائزة أفضل فيلم عربي، بعد توقعات معظم النقاد بفوز الفيلم المصري «المسافر» لأحمد ماهر أو «واحد صفر» لكاملة أبو ذكرى بالجائزة.
وفيلم «مرة أخرى» يتحدث عن الاحتلال الإسرائيلي للبنان، والوجود العسكري السوري، والحرب الأهلية، والإسقاطات على العلاقات السورية اللبنانية الحالية، من خلال قصة حب بين شاب سوري وفتاة لبنانية تعمل في سوريا خلال حرب يوليو عام 2006، كما يطرح الفيلم سؤالا حول مصير هذه العلاقات، ملمحا إلى مستقبل أفضل بين البلدين.
لكن محمد الأحمد مدير المؤسسة العامة للسينما منتجة الفيلم بالتعاون مع شركة سوريا الدولية، يستبعد فرضية «المجاملة» للدولة المضيفة بمنح فيلمها جائزتين، موضحا أنه يعمل ضمن «جو مؤسساتي»، ولم يحضر حتى «اجتماعات لجان التحكيم».
ففيلم المسافر مؤهل أيضا «للفوز بجائزة أفضل فيلم روائي»، كما يعتقد الأحمد، الذي «فوجئ «بعدم التفات النقاد إليه، وخروجه «من المولد بلا حمص».
المخرج جود سعيد يعلق في حديثه لـ «العرب» على ما تردد من وجود بصمات إخراجية واضحة لعبداللطيف عبدالحميد في فيلمه -خاصة أن عبدالحميد مثل في الفيلم أيضا- بقوله: «يشرفني العمل مع عبداللطيف»، متمنيا أن يحتضن الفيلم لأنه «فيلم سوري بامتياز».
وخاب أمل عشاق السينما بعدم مشاركة الفيلم السوري «الليل الطويل» لحاتم علي، خاصة بعد فوزه بجوائز عدة في مهرجانات عالمية وعربية، والسبب حسب تعبير بعض النقاد: «مناقشة الفيلم قضية المعتقلين السياسيين في السجون السورية». إلا أن الرد يأتي سريعا من محمد الأحمد، موضحا أن الفيلم عرض في العديد من المهرجانات و «أصبح قديما»، فهو يريد أفلاما سورية تعرض لأول مرة، ثم إنه «لا يريد أن يخسر وجود حاتم علي في لجنة تحكيم الأفلام الروائية الطويلة».
وبعيد اختتام المهرجان عقد محمد الأحمد مدير المهرجان مؤتمرا صحافيا، رد فيه على بيان مقاطعة مهرجان دمشق السينمائي، الذي أصدرته مجموعة من الفنانين السوريين أهمهم: المخرج عمر أميرلاي ونبيل المالح ومحمد ملص، اعترضوا فيه على عدم وجود صناعة سينمائية وسيطرة الروتين والبيروقراطية على عمل المؤسسة العامة للسينما، وإقصاء أهم السينمائيين السوريين.
ومع إقرار الأحمد «ببعض الأخطاء»، وأن دمشق تخلفت عن «ركب السينما العالمية»، إلا أنه أوضح أن معظم الفنانين يحاربون المهرجان لأسباب شخصية بحتة. وتساءل الأحمد: «هل هكذا تصفى المسائل؟»، مبديا إعجابه بموقف الفنان السوري بسام كوسا، الذي رفض التوقيع على البيان «رغم الخلافات الشخصية بيني وبينه»، مضيفا: «احترمت كوسا عندما قال: إنه لا يستطيع أن يوقع، لأن المهرجان ليس مناسبة محمد الأحمد».
ووضع الأحمد اللوم على القطاع الخاص، لدوره في تراجع السينما السورية، قائلاً: «لا يمكن النهوض بالمشروع السينمائي السوري بالقطاع العام وحده»، فالمشكلة حسب تعبيره «مشكلة صالات لأنها سوق تصريف للفيلم».
غير أن الأحمد اعتبر الدورة الحالية للمهرجان «طيبة»، بداية من الضيوف والأفلام المختارة، وإصدار نحو 25 كتابا عن الفن السابع، «لم يستطع إليها سبيلا أي من مهرجانات السينما على وجه البسيطة» حسب قوله.
وكشف الأحمد أنه فعل كل شيء بميزانية «لم تتجاوز المليون دولار»، في حين كلف مهرجان قطر حسب قوله نحو 40 مليون دولار، وأبوظبي 32 مليون دولار، وقرطاج 3 ملايين دولار.
وكان الفيلم الكوري «الجبل الأجرد» لمخرجه سو يونغ كيم قد فاز بالجائزة الذهبية للأفلام الروائية الطويلة، «لبساطته في الإخراج، وتذكيره بأننا لكي نقبل الآخر يجب قبل كل شيء أن نحب الآخر»، بحسب رأي المخرج الفرنسي ريجي فارنييه، رئيس لجنة تحكيم الأفلام الروائية الطويلة، خلال توزيع جوائز مهرجان دمشق السينمائي السابع عشر، في حفل اختتام انطلق بمختارات من عرض «الملكة ضيفة خاتون»، قدمتها فرقة إنانا للمسرح الراقصة على مسرح دار الأوبرا بدمشق.
أما الجائزة الفضية، فذهبت للفيلم الإيراني «عشرون» للمخرج عبد الرزاق كاهاني، سلمها له المخرج الهندي أكبر خان، وهو فيلم «أشخاصه من الناس العاديين. أفراد غير معروفين. معركة تدور يوميا للبقاء على الحياة. استطاع أن يقارب بين الشخصيات وبيننا»، حسب فارنييه.
ولأنه امتزج بالحب والكراهية، الجمال والقبح، الحياة والموت، الصداقة والخيانة، كما أشار فارنييه، فاز الفيلم المغربي «الدار السوداء» لنور الدين الخماري بالجائزة البرونزية، التي تسلمتها الفنانة المغربية ميساء المغربي.
وقبل أن يقدم الفنان المصري حسين فهمي جائزة مصطفى العقاد لأفضل إخراج، للمخرج البرازيلي ماركو بيتشس، عن فيلمه «مراقبو الطيور»، قال فهمي إن «جائزة العقاد تمثل الكثير بالنسبة لي، فهو زميل وأخ وصديق، ما زلت أشعر أنه بيننا».
وتقاسم الفنانان فلاديمير إيلين وإليكسي فيرتكوف جائزة أفضل ممثل، عن دورهما في الفيلم الروسي «العنبر رقم 6» لمخرجه كارين شاخنازاروف.
ولأنها حسب لجنة التحكيم، جسدت الحب والرغبة والانهيار، «إلى أن ضاعت هي نفسها»، حصلت الممثلة الإيطالية جيوفانا ميزوجورنو على جائزة أفضل ممثلة للأفلام الروائية الطويلة، عن دورها في فيلم «الانتصار» لماركو بيلوكيو.
كما خصص القائمون على المهرجان جائزتين خاصتين للفيلم العربي، الأولى نالها الفيلم المصري «واحد صفر» لكاملة أبو ذكرى، والثانية للفيلم المغربي «الدار السوداء» تسلمها الباحث السينمائي المغربي حمادي كيروم، الذي أوضح أن الفيلم انتقد بشكل قاس في المغرب، بسبب حواره القاسي والعالي حسب تعبيره.
أما بالنسبة للأفلام القصيرة، فذهبت الجائزة الذهبية للفيلم القصير الألماني «واجه» لمخرجيه سوبيريو سين وناجاف بيلغرامي، وحصل الفيلم الصيني «وداعا» لسونغ فانغ على الجائزة الفضية، وكانت الجائزة البرونزية من نصيب الفيلم السوري «أفكار صامتة» لأنطوان عنتابي، فيما حصل الفيلم الأوكراني «بداية دوفيشينكو» لفاسيلي دومبرو فسكي، على جائزة لجنة التحكيم الخاصة للأفلام القصيرة.
يشار إلى أن جائزة مهرجان دمشق السينمائي، التي صممها النحات السوري رامي وقاف، تمثل قاعدة مكونة من بكرات سينمائية، ثم وردة دمشقية يفوح منها العطر، ليصل على شكل شريط سينمائي ينتهي إلى يدي امرأة تمثل سوريا
وفيلم «مرة أخرى» يتحدث عن الاحتلال الإسرائيلي للبنان، والوجود العسكري السوري، والحرب الأهلية، والإسقاطات على العلاقات السورية اللبنانية الحالية، من خلال قصة حب بين شاب سوري وفتاة لبنانية تعمل في سوريا خلال حرب يوليو عام 2006، كما يطرح الفيلم سؤالا حول مصير هذه العلاقات، ملمحا إلى مستقبل أفضل بين البلدين.
لكن محمد الأحمد مدير المؤسسة العامة للسينما منتجة الفيلم بالتعاون مع شركة سوريا الدولية، يستبعد فرضية «المجاملة» للدولة المضيفة بمنح فيلمها جائزتين، موضحا أنه يعمل ضمن «جو مؤسساتي»، ولم يحضر حتى «اجتماعات لجان التحكيم».
ففيلم المسافر مؤهل أيضا «للفوز بجائزة أفضل فيلم روائي»، كما يعتقد الأحمد، الذي «فوجئ «بعدم التفات النقاد إليه، وخروجه «من المولد بلا حمص».
المخرج جود سعيد يعلق في حديثه لـ «العرب» على ما تردد من وجود بصمات إخراجية واضحة لعبداللطيف عبدالحميد في فيلمه -خاصة أن عبدالحميد مثل في الفيلم أيضا- بقوله: «يشرفني العمل مع عبداللطيف»، متمنيا أن يحتضن الفيلم لأنه «فيلم سوري بامتياز».
وخاب أمل عشاق السينما بعدم مشاركة الفيلم السوري «الليل الطويل» لحاتم علي، خاصة بعد فوزه بجوائز عدة في مهرجانات عالمية وعربية، والسبب حسب تعبير بعض النقاد: «مناقشة الفيلم قضية المعتقلين السياسيين في السجون السورية». إلا أن الرد يأتي سريعا من محمد الأحمد، موضحا أن الفيلم عرض في العديد من المهرجانات و «أصبح قديما»، فهو يريد أفلاما سورية تعرض لأول مرة، ثم إنه «لا يريد أن يخسر وجود حاتم علي في لجنة تحكيم الأفلام الروائية الطويلة».
وبعيد اختتام المهرجان عقد محمد الأحمد مدير المهرجان مؤتمرا صحافيا، رد فيه على بيان مقاطعة مهرجان دمشق السينمائي، الذي أصدرته مجموعة من الفنانين السوريين أهمهم: المخرج عمر أميرلاي ونبيل المالح ومحمد ملص، اعترضوا فيه على عدم وجود صناعة سينمائية وسيطرة الروتين والبيروقراطية على عمل المؤسسة العامة للسينما، وإقصاء أهم السينمائيين السوريين.
ومع إقرار الأحمد «ببعض الأخطاء»، وأن دمشق تخلفت عن «ركب السينما العالمية»، إلا أنه أوضح أن معظم الفنانين يحاربون المهرجان لأسباب شخصية بحتة. وتساءل الأحمد: «هل هكذا تصفى المسائل؟»، مبديا إعجابه بموقف الفنان السوري بسام كوسا، الذي رفض التوقيع على البيان «رغم الخلافات الشخصية بيني وبينه»، مضيفا: «احترمت كوسا عندما قال: إنه لا يستطيع أن يوقع، لأن المهرجان ليس مناسبة محمد الأحمد».
ووضع الأحمد اللوم على القطاع الخاص، لدوره في تراجع السينما السورية، قائلاً: «لا يمكن النهوض بالمشروع السينمائي السوري بالقطاع العام وحده»، فالمشكلة حسب تعبيره «مشكلة صالات لأنها سوق تصريف للفيلم».
غير أن الأحمد اعتبر الدورة الحالية للمهرجان «طيبة»، بداية من الضيوف والأفلام المختارة، وإصدار نحو 25 كتابا عن الفن السابع، «لم يستطع إليها سبيلا أي من مهرجانات السينما على وجه البسيطة» حسب قوله.
وكشف الأحمد أنه فعل كل شيء بميزانية «لم تتجاوز المليون دولار»، في حين كلف مهرجان قطر حسب قوله نحو 40 مليون دولار، وأبوظبي 32 مليون دولار، وقرطاج 3 ملايين دولار.
وكان الفيلم الكوري «الجبل الأجرد» لمخرجه سو يونغ كيم قد فاز بالجائزة الذهبية للأفلام الروائية الطويلة، «لبساطته في الإخراج، وتذكيره بأننا لكي نقبل الآخر يجب قبل كل شيء أن نحب الآخر»، بحسب رأي المخرج الفرنسي ريجي فارنييه، رئيس لجنة تحكيم الأفلام الروائية الطويلة، خلال توزيع جوائز مهرجان دمشق السينمائي السابع عشر، في حفل اختتام انطلق بمختارات من عرض «الملكة ضيفة خاتون»، قدمتها فرقة إنانا للمسرح الراقصة على مسرح دار الأوبرا بدمشق.
أما الجائزة الفضية، فذهبت للفيلم الإيراني «عشرون» للمخرج عبد الرزاق كاهاني، سلمها له المخرج الهندي أكبر خان، وهو فيلم «أشخاصه من الناس العاديين. أفراد غير معروفين. معركة تدور يوميا للبقاء على الحياة. استطاع أن يقارب بين الشخصيات وبيننا»، حسب فارنييه.
ولأنه امتزج بالحب والكراهية، الجمال والقبح، الحياة والموت، الصداقة والخيانة، كما أشار فارنييه، فاز الفيلم المغربي «الدار السوداء» لنور الدين الخماري بالجائزة البرونزية، التي تسلمتها الفنانة المغربية ميساء المغربي.
وقبل أن يقدم الفنان المصري حسين فهمي جائزة مصطفى العقاد لأفضل إخراج، للمخرج البرازيلي ماركو بيتشس، عن فيلمه «مراقبو الطيور»، قال فهمي إن «جائزة العقاد تمثل الكثير بالنسبة لي، فهو زميل وأخ وصديق، ما زلت أشعر أنه بيننا».
وتقاسم الفنانان فلاديمير إيلين وإليكسي فيرتكوف جائزة أفضل ممثل، عن دورهما في الفيلم الروسي «العنبر رقم 6» لمخرجه كارين شاخنازاروف.
ولأنها حسب لجنة التحكيم، جسدت الحب والرغبة والانهيار، «إلى أن ضاعت هي نفسها»، حصلت الممثلة الإيطالية جيوفانا ميزوجورنو على جائزة أفضل ممثلة للأفلام الروائية الطويلة، عن دورها في فيلم «الانتصار» لماركو بيلوكيو.
كما خصص القائمون على المهرجان جائزتين خاصتين للفيلم العربي، الأولى نالها الفيلم المصري «واحد صفر» لكاملة أبو ذكرى، والثانية للفيلم المغربي «الدار السوداء» تسلمها الباحث السينمائي المغربي حمادي كيروم، الذي أوضح أن الفيلم انتقد بشكل قاس في المغرب، بسبب حواره القاسي والعالي حسب تعبيره.
أما بالنسبة للأفلام القصيرة، فذهبت الجائزة الذهبية للفيلم القصير الألماني «واجه» لمخرجيه سوبيريو سين وناجاف بيلغرامي، وحصل الفيلم الصيني «وداعا» لسونغ فانغ على الجائزة الفضية، وكانت الجائزة البرونزية من نصيب الفيلم السوري «أفكار صامتة» لأنطوان عنتابي، فيما حصل الفيلم الأوكراني «بداية دوفيشينكو» لفاسيلي دومبرو فسكي، على جائزة لجنة التحكيم الخاصة للأفلام القصيرة.
يشار إلى أن جائزة مهرجان دمشق السينمائي، التي صممها النحات السوري رامي وقاف، تمثل قاعدة مكونة من بكرات سينمائية، ثم وردة دمشقية يفوح منها العطر، ليصل على شكل شريط سينمائي ينتهي إلى يدي امرأة تمثل سوريا
العرب - عمر عبداللطيف
تعليقات حول الموضوع
لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية