أدخل كلمات البحث واضغط على إدخال.

ماذا لو فعلها ترامب أو الفيروس؟*

ترامب - جيتي

تتوجه أنظار العالم كله نحو أمريكا لمتابعة وضع رئيسها دونالد ترامب، المصاب بفيروس كورونا والقابع في إحدى المستشفيات العسكرية.. يحصون أنفاسه الصاعدة والهابطة، ويستمعون إلى دقات قلبه، ويقيسون درجة حرارة جسده، كل لحظة ، بينما لم يفعلها العالم عندما أصيب رئيس الوزراء البريطاني بذات الفيروس أو غيره من مسؤولي الدول الكبرى.. وهذا إن دل على شيء فإنما يدل على عظمة هذه الدولة وقوتها، إلى الدرجة التي قد تدفع المواطن العادي في الصومال للاعتقاد بأن مستقبله ومصيره كله متعلق بما سينتهي عليه هذا الصراع بين الرئيس والفيروس، وأيهما سوف يقضي على الآخر..!

لذلك ومنذ أعلن ترامب عن إصابته بفيروس كورونا وزوجته قبل أربعة أيام، والمحللون الاستراتيجيون وغير الاستراتيجيين، يتحدثون في هذين السيناريوهين، ويقيمون الدنيا ولا يقعدونها، في كلا الاحتمالين، أي في حال انتصر ترامب على الفيروس، أو في حال أن هذا الأخير قضى عليه.. فهو في الحالة الأولى سوف يفوز في الانتخابات الأمريكية القادمة، وسوف يدفعه ذلك للتوحش أكثر وتنفيذ سياساته العدوانية التي لم يستطع تمريرها في الولاية الأولى، ومنها فتح المواجهة مع الصين وإيران.. أما في الحالة الثانية، فإن موت رئيس أمريكي بـ "فيروس صيني" سوف يكون له تداعيات كبيرة على العلاقات الدولية، وقد يؤدي ذلك بالفعل إلى مواجهة كبرى بين البلدين، لا يستبعد أن تستخدم فيها الأسلحة بما فيها تلك المحرمة دوليا.
ويرى المحللون أنه حتى في حال نجاح "جو بايدن" فإن ذلك سوف يضعه أمام استحقاقات الثأر لموت رئيس أمريكي بخطأ صيني، ومهما حاول فإنه لن يكون قادرا على الهروب من هذه المواجهة، التي من وجهة نظرهم لا بد أن تحصل، ليس ثأرا لموت الرئيس فحسب، وإنما لأن هذا هو مخطط الإدارة الأمريكية الرئيس منذ العام 2009، عندما تولى الرئيس أوباما السلطة، والذي أعلن الانسحاب من كل مناطق الصراع في الشرق الأوسط، والتفرغ للمواجهة مع الصين.

على أي حال يطول الحديث في النقطة السابقة، لكن دعونا نناقش الاحتمال الثاني، وهو أن يقضي الفيروس على الرئيس، باعتبار أن الكثيرين يرجحونه أو يتمنونه، نظرا للضغوط النفسية الهائلة التي يتعرض لها ترامب، وهو يشاهد العالم كله يتابع أخبار تفاصيل صحته لحظة بلحظة، فهذه لوحدها من أبرز الأسباب التي قد ضعف مناعته وقدرته على مقاومة الفيروس، بحسب ما يذهب العديد من الخبراء.

بالإضافة إلى ذلك فإن الكثيرين بدأوا يستعينون بتنبؤات العرافين والدجالين، التي كانت تشير ومنذ عدة أشهر، بأن حدثا كبيرا سوف يضرب العالم، من خلال موت رئيس دولة عظمى، أو حادثة تصيب دولة عظمى.. وكأنهم يشيرون إلى هذا الحدث بالذات.

وشخصيا استمعت لهذه التنبؤات مطلع الشهر الماضي، وهي مثيرة للاهتمام بالفعل، وتدفع المرء لأن يتوقع الأسوأ.

ومن وجهة نظري أن مطبخ الإدارة الأمريكية، يتحكم بصحة ترامب وفقا لسيناريو ما هو الأفضل لمصلحة أمريكا، فهو الوحيد الذي سوف يقرر إن كان يريد أن يبقى ترامب على قيد الحياة، أو أن يفارقها.. فهو برأيي، مطبخ لا يمكن أن يفوت هذه الفرصة، سيما وأن الأمر يتعلق اليوم باستمرار سيادة أمريكا على العالم، وليس ببقاء بشار الأسد في السلطة.. كما نفكر نحن..؟!

أعتقد أننا لا يمكن أن نتوقع سلوك الإدارة الأمريكية، سوى بالعودة إلى دراسة فترتي ولاية أوباما، التي رسم فيها الخطوط العريضة للمواجهة مع الصين، عبر سنوات طويلة، ثم جاء ترامب لينفذ هذه الاستراتيجية بالبلطجة، وبضربة واحدة.. فهي وحدها، أي الإدارة الأمريكية، التي ستقرر إن كانت ستستمر بسياسات ترامب أم ستعود إلى سياسة أوباما.

*فؤاد عبد العزيز - من كتاب "زمان الوصل"
(313)    هل أعجبتك المقالة (336)

أبو جهل

2020-10-05

من هي الإدارة الأمريكية؟ وهل تعتقد حقاً أن في الولايات المتحدة رجلاً أقوى من الرئيس نفسه؟.


التعليقات (1)

تعليقات حول الموضوع

لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية
*يستخدم لمنع الارسال الآلي