كشف الفيلم الوثائقي "The Social Dilemma" للمخرج "جيف أورلوفسكي"، عن الضرر الذي تسببه منصات الشبكات الاجتماعية، مؤكدا عبر شهادات بعض المنشقين الذين أسماهم "أصحاب الضمير الحي" أن هذه الأضرار مثل الإدمان مقصودة وليست أخطاء عرضية جانبية.
ووفقا لصحيفة "نيويورك تايمز" و موقع "عربي بوست" فإن هؤلاء "يزعمون أن التلاعب بالسلوك البشري لتحقيق الربح جزء دقيق من (أكواد) هذه الشركات لتحقيق أهداف انتهازية محددة: مواصلة التقليب في الصفحات إلى ما لا نهاية وإظهار الإشعارات لضمان استمرار المستخدمين في تصفح هذه المواقع؛ وتستعين التوصيات الشخصية بالبيانات لا للتنبؤ بتصرفاتنا فحسب بل وللتأثير عليها، وهو ما يحوّل المستخدمين إلى فريسة سهلة لأصحاب الإعلانات والدعاية".
وقالت الصحيفة إنه "وعلى نهج فيلميه الوثائقيين اللذين يدوران حول تغير المناخ، (Chasing Ice) و(Chasing Coral)، يتناول (أورلوفسكي) واقعاً قد يبدو ضخماً ومجرّداً بحيث يتعذر على الشخص العادي فهمه، ناهيك عن الاهتمام به، ويبسطه إلى المستوى البشري.
وفي فيلم (The Social Dilemma)، يعيد تشكيل أحد أقدم رموز أدب الرعب –(دكتور فرانكشتاين)، العالم الذي تمادى في تجاربه كثيراً- ويسقطها على العصر الرقمي".
ونقل الفيلم شهادة عن "تريستان هاريس"، خبير أخلاقيات التصميم السابق في "جوجل" قال فيها: "لم يسبق في التاريخ أن اتخذ 50 مصمماً قرارات سيكون لها تأثير على ملياري شخص".
فيما قالت "آنا ليمبك"، خبيرة الإدمان في جامعة "ستانفورد"، أن هذه الشركات تستغل حاجة الدماغ التطورية للتواصل بين الأشخاص.
وقال "روجر ماكنامي"، أحد المستثمرين الأوائل في "فيسبوك"، إن "روسيا لم تخترق فيسبوك؛ لكنها استغلت الموقع فحسب".
وذهب فيلم The Social Dilemma إلى أبعد من ذلك عن طريق مزج هذه المقابلات مع مشاهد خيالية بطريقة إعلانات الخدمة العامة لعائلة من الطبقة المتوسطة طالتها عواقب إدمان الشبكات الاجتماعية. فتظهر موائد عشاء لا يتحدث أحد من الجالسين عليها، وابنة يافعة (صوفيا هامونز) تعاني من مشاكل تتعلق بنظرتها لنفسها وابن مراهق (سكايلر جيسوندو) تحوّله توصيات يوتيوب التي تروج لفكر غامض إلى متطرف.
وشدد المتحدثون في الفيلم على أن زيادة الأمراض النفسية يرجع لاستخدام الشبكات الاجتماعية بدرجة كبيرة، لكنهم لا يعترفون بعوامل أخرى مثل تفاقم انعدام الأمن الاقتصادي كما يعرض الفيلم الاستقطاب وأعمال الشغب والاحتجاجات على أنها أعراض لعصر الشبكات الاجتماعية دون سياق تاريخي.
وبحسب الصحيفة فإن فيلم (Social Dilemma" نجح إلى حد كبير في دق ناقوس الخطر حول تعمق جمع البيانات والتكنولوجيا التي تتلاعب بحياتنا الاجتماعية وغيرها.
زمان الوصل - رصد
تعليقات حول الموضوع
لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية