أدخل كلمات البحث واضغط على إدخال.

عسل لافروف وسمنة المعلم... د.محمد الأحمد*

لافروف والمعلم - جيتي

يخطىء كثيراً من يظن بأن عسل لافروف، مزج بسمن وليد المعلم منذ أيام في دمشق، برغم توزيع الابتسامات المجانية. فلقد وجه كلا الطرفين للآخر، ركلة تحت الحزام بتفويض (عمال الصحافة) الذين لا يقتربون من مهنة الصحافة، إلا في الشكل حيث مهمتهم، رضى (المعلم).

أول من ركل في المؤتمر الصحفي (مكلفاً) هو الصحفي (كنان محمد) حيث سأل لافروف عن اتفاق موسكو بين قدري جميل وإلهام أحمد، وكأني بالسلطة عبر (كنان) تريد أن تذكر أيضاً باتفاق (جميل وعبيدة نحاس) منذ عدة أشهر، واللقاء معنا كمعارضين وطنيين مع البعثة الدبلوماسية الروسية في حنيف، وتسأل باندهاش حليفها الأول: (ما الذي يجري من خلف ظهرنا يا شباب؟!!)

الركلة الرد جاءت بنفس الطريقة، ومن الصحفية الروسية (آنا ميخايلوفا) التي سألت وليد المعلم (مبيض وجه النظام) إن كانت الانتخابات الرئاسية القادمة ستكون (نزيهة)؟! فأجاب تماماً و كأن السؤال كان: (كيف حال نزيهة؟) قائلاً: نزيهة بخير وعال العال.

ثالثة الأثافي كانت سؤال تلفزيون "سما" للروس إن كانوا يعملون فعلاً لإخراج إيران من سورية؟

وهكذا ولأول مرة نكون أمام مؤتمر صحفي، يحاول فيه بائعا السمنة والعسل أن يقولا لنا: (نحن سمنة وعسل)، بيد أن الأمور ليست كذلك مطلقاً.

فلقد رشحت أخبار من دمشق تتحدث بالفعل، عن إبلاغ روسي للسلطة بضرورة التقدم في العملية السياسية، بشكل جدي.

لكن هنا لا يخفى على أحد أن سلسلة من الطلبات الاقتصادية والمالية طلبها الروس من حليفه وقدمت للسلطة قائمة بالمطالب، التي لو نفذتها سيعني هذا أن صفقة بيع ضارة جداً بالمصلحة الوطنية تجري، وأن السعر هو السكوت السياسي عن استمرار الأمر الواقع !! وبالذات عن انتخابات الرئاسة القادمة.

لا يعرف التاريخ، لا العالمي ولا السوري نفسه، مشهداً أكثر سوءاً من هذا الذي نعيش، فبينما كان بمقدور السلطة على الدوام أن تتخلى عن صلفها وعنادها وحماقاتها بحق هذا الشعب، وتقدم على التنازل له، بدلاً من التنازلات المهينة للأجنبي أياً كان الأجنبي، يستمر (البازار) التاريخي -أيها السادة- بازار البيع والشراء، والبائع فيه لا يملك حق البيع أصلاً فلم يفوضه الشعب، ومثل هذه الصفقات التاريخية، إذا عرضت على أي وطن لا تمر بلا استفتاء شعبي مبدئياً!

من هنا على الجانب الروسي، أن يعلم أن السلطات السورية لا تمتلك التفويض اللازم لتوقع ما تشاء معه، فسورية ليست مزرعة، حتى ولو حكمت كمزرعة منذ عقود.

إذن عليه أي على الجانب الروسي ألا يعول على بيع حماية النظام، مقابل أخذ خيرات سورية، بدون مقابل وشعبها في ذيل القائمة العالمية في مستوى العيش والمعيشة، ولو فعل وبقي على هذا النمط من السلوك، ودون الضغط الفعلي لتحقيق وطن جديد، ستصبح شراكته مع السلطة لا تدخلاً عسكرياً فقط، بل إن روسيا بما تفعل تجلس هي أيضاً في مقعد المستغل الذي يأكل خبز جياع السوريين.

*من كتاب "زمان الوصل"
(263)    هل أعجبتك المقالة (237)
التعليقات (0)

تعليقات حول الموضوع

لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية
*يستخدم لمنع الارسال الآلي