أدخل كلمات البحث واضغط على إدخال.

موجة الحرّ تفاقم معاناة النازحين في مخيمات ريف حلب

تتعرض معظم المناطق السورية لموجة حر شديدة - زمان الوصل

يتأثر سكان المخيمات العشوائية المنتشرة في أنحاء متفرقة من الشمال السوري في هذه الأيام بموجة حرّ شديدة، تجاوزت درجات الحرارة فيها أربعين مئوية، وسط ظروف معيشية صعبة لقاطني تلك المخيمات وضعف كبير في استجابة المنظمات الإنسانية لاحتياجاتهم.

"عبد الحميد المحمد" أحد مهجّري ريف حمص الشمالي المقيمين في مخيم "الزيتون" بريف حلب الشمالي، تحدث لـ"زمان الوصل"، عن واقع النازحين في المخيم في ظل الظروف الحالية، موضحاً أنّ الحرّ لا يطاق ونهارهم لا يكاد يمضي إلاّ بشق الأنفس، فدرجات الحرارة تتجاوز الأربعين خارج خيام النازحين، أمّا داخلها فهي أعلى بكثير، ذلك أنّ الخيمة تتحول إلى ما يشبه البيت البلاستيكي، وهو ما يدفع قاطنيها إلى مغادرتها والإقامة تحت ظلّ الأشجار الموجودة في محيط المنطقة.

وأضاف أنّ "غياب المنظمات وعدم توفر المياه والكهرباء يضاعفان من معاناة الأهالي داخل المخيم الذي يبلغ عدد العائلات فيه نحو 120 عائلة. فيما يحرم ارتفاع أسعار البطاريات وألواح الطاقة الشمسية جزءاً كبيراً من نازحي المخيم من امتلاك وسائل التبريد كالمراوح، حيث يبدأ سعر البطارية من النوع الجيد 30 دولاراً، وصلاحيتها بالكاد تدوم لعام واحد".

وأشار "المحمد" إلى أنّ أهالي المخيم يتبعون أساليب بدائية للتغلب على ارتفاع درجات الحرارة الشديدة، فهم يلجؤون إمّا إلى استخدام "طشت" مياه في الخيام لاستحمام الأطفال وتبريدهم، أو أنّهم يقومون بتبليل بعض الأقمشة بالمياه ووضعها على رؤوس الأطفال ليخففوا عنهم ما يجدونه من حرارة الجو.

وأردف "عبد الحميد" بالقول: "يتجنب سكان المخيم كذلك الخروج أو التنقل بين أرجاء المخيم في فترة الظهيرة التي ترتفع فيها حرارة الشمس، حيث يلوذون مع أبنائهم إلى أماكن أكثر برودة كظل الأشجار المحيطة فراراً من حرارة الهواء داخل الخيام".

بدورها أشارت السيدة "فاطمة" وهي أمٌ لثلاثة أطفال تقطن في أحد المخيمات العشوائية المحيطة بمدينة "أعزاز" شمال حلب، إلى أنّ غالبية الأطفال في المخيمات ولاسيما حديثي الولادة يعانون ومنذ عدّة أسابيع من أمراض التهاب الأمعاء والإسهال والجفاف بسبب ارتفاع درجات الحرارة واهتراء الخيام.

وتشكو "فاطمة" معاناتها من الحرّ وصعوبات الحياة كنازحة بالقول "لدي طفل عمره 6 أشهر، وهو يتعرض لحالات إسهال وجفاف متكررة جراء ارتفاع درجات الحرارة وعدم امتلاك عائلتها لخيمة جيدة تقي أطفالها شدة الحرارة، في ظل ارتفاع تكاليف المعاينة الطبية وضعف استجابة المنظمات الإنسانية لمعاناة قاطني المخيم".

إضافةً إلى حياة النزوح القاسية التي تعيشها عائلة "فاطمة"، فإنّ أطفالها محرومون-كما تقول لـ"زمان الوصل"- من أبسط الاحتياجات الأساسية داخل المخيم، كما أنّ عائلتها مجبرة على البقاء في المخيم لأنّه لا قدرة لزوجها على دفع بدل إيجار منزل مناسب للعائلة خارج المخيم.

أمّا الحاجة "أمينة" التي تقطن مع أولادها في مخيم "الكناوي" الذي يقع شمال غرب مدينة "جرابلس"، فقد لجأت إلى التخفيف من حرارة مياه الشرب من خلال وضع قطعة قماشية على جرة فخارية متوسطة الحجم، حيث تقوم بتبلليها بالماء بين الحين والآخر؛ ثمّ تقوم بوضعها أمام الهواء ما يخفف من حرارتها قليلاً، حالها في ذلك حال بقيّة قاطني المخيم.

وأكدّت "أمينة" في حديثها لـ"زمان الوصل" أنّ عدم توفر الكهرباء داخل المخيم يزيد من معاناة عائلتها وجيرانها في الخيام، لأنّها تحرمهم من الحصول على مياه باردة للشرب، وتزيد من قلقهم ليلاً، لأنهم لا يتمكنون من رؤية الحيوانات الزاحفة أو الحشرات السامة التي تتسلل من جحورها بحثاً عن أماكن أكثر برودة يمكن أن تكون خيمة.

وتتعرض معظم المناطق السورية لموجة حر شديدة، حيث ستتراوح درجات الحرارة -حسب خبراء أرصاد محليين- من 40 إلى 43 درجة في أغلب المحافظات السورية، وليلًا من 25 إلى 30 درجة، بينما سترتفع إلى ما يزيد على 46 درجة في منطقة الجزيرة والمنطقة الشرقية، ولن تنحسر الموجة الشديدة الحرارة قبل 9 من شهر أيلول/ سبتمبر الجاري.

وبحسب المديرية العامة للأرصاد الجوية فمن المتوقع أن ترتفع الحرارة خلال اليوم الخميس وغداً الجمعة لتكون أعلى من معدلاتها بسبع إلى عشر درجات، وسط تحذيرات أطلقتها المديرية من التعرض المباشر لأشعة الشمس خلال فترة الذروة.

وليست المرة الأولى التي تشهد فيها سوريا مرتفعاً جوياً خلال الصيف الحالي، إذ شهدت عموم الأراضي السورية ومعظم مناطق حوض المتوسط في تموز/ يونيو الماضي ارتفاعاً كبيراً بدرجات الحرارة، الأمر الذي أثقل كاهل المدنيين في عموم مناطق الشمال السوري، مع انعدام وسائل التخفيف من درجات الحرارة العالية.

زمان الوصل
(196)    هل أعجبتك المقالة (268)
التعليقات (0)

تعليقات حول الموضوع

لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية
*يستخدم لمنع الارسال الآلي