يواصل الموثق السوري الشاب"تامر تركماني" مشروعه الذي نذر نفسه للقيام به خلال السنوات الماضية، وهو توثيق أحداث ومجريات ونتاجات الثورة السورية منذ أكثر من 9 سنوات، وفي هذا السياق تمكن مؤخراً من أرشفة ما يقرب من مليون و850 ألف فيديو من قنوات الثورة السورية على موقع (يوتيوب) وبدأت فكرة مشروعه الجديد كما يروي لـ"زمان الوصل" بعد أن بدأ موقع "يوتيوب" بحذف الفيديوهات التي يدعي مخالفتها لسياساته ومعاييره، وخاصة فيديوهات الشهداء والمجازر، فلجأ حينها إلى تحميل قنوات كاملة مختصة بالنشر عن الشهداء، وبعد أن وجد أن "يوتيوب" مستمر بحذف الفيديوهات المخالفة لسياساته، وخاصة فيديوهات الشهداء والمجازر عندها عمد إلى تحميل قنوات كاملة مختصة بالنشر عن الشهداء.
وبعد فترة خطرت بذهنه -كما يقول- فكرة أن يقوم بتحميل كل قنوات الثورة بكافة محتوياتها وتصنيفاتها وهكذا بدأ عمله وتطور بشكل كبير خلال ما يزيد عن 1200 يوم من العمل المتواصل.
ولفت "تركماني" إلى أن تركيزه في البداية كان على فيديوهات المجازر والشهداء فقط، ولكن عمله توسع بعدها ليشمل عمليات القصف الجوي والمدفعي والصاروخي والمظاهرات السلمية منذ بداية الثورة حتى اليوم وآراء السياسيين ومداخلات الناشطين الإعلاميين في الداخل السوري والكثير من التصنيفات الأخرى.

ونوّه الناشط الذي يعيش في تركيا إلى أن أولى الصعوبات التي واجهته منذ بداية عمله هي إمكانية الاحتفاظ بعدد نسخ أكثر من الملفات وهذا تطلب-كما يقول- وجود أجهزة تخزين إضافية تعذر الحصول عليها بسهولة، ولهذا تدخل بعض أصدقائه وقاموا بتزويده بها، ولكنه -كما يقول– لا يزال بحاجة إلى ذواكر خارجية لحفظ عدد أكبر من الفيديوهات والنسخ الأخرى منها رغم أن حجم ما هو محفوظ لديه يغطي حتى الآن 40 ألف غيغا بايت.
ونوّه تركماني إلى أن الشق الآخر من الصعوبات التي واجهته هو الخشية من أن يتم حذف ما لم يتم تحميله من محتوى على قناته من قبل إدارة "يوتيوب"، مشيراً إلى أن الكثير من الفيديوهات التي يضعها على قائمة الانتظار يتم حذفها من الموقع بشكل تعسفي للأسف.
وكشف الشاب الذي يلقبه ناشطون بذاكرة الثورة السورية أنه يعمل حالياً على إنشاء موقع كبير وشامل لكل ملفات الثورة للإفادة من المخزون الضخم الذي قام بأرشفته ويعمل على متابعته مع شقيقه الذي قام بدوره بحجز الموقع والأمور الخاصة به وترتيب الأقسام بداخله لتجهيزه للنشر.
وعبّر المصدر عن اعتقاده بأن الاستفادة من هذه الملفات قد لا تكون آنية أو غداً، وإنما مستقبلاً عندما يريد أي شخص أن يبحث عن أي مادة أو واقعة حصلت في الثورة ويريد استخراج ملفاتها وبياناتها من هذا الأرشيف عندها ستكون جميع المواد متاحة للتحميل لأي مستخدم.
ولفت إلى أن "أكثر الفيديوهات أهمية هي تلك التي تتحدث عن مجزرة وقعت في مكان ما، ويظهر فيها عدد الشهداء وأيضا الفيديوهات التي تلتقط صوراً للطائرة التي تقوم باستهداف المناطق السكنية التي تتسبب غاراتها بمجزرة، علاوة على المقاطع التي يتم تسريبها من أجهزة عناصر ميليشيات النظام عندما يقومون بالتعفيش أو إعدام أو تعذيب أي شخص، إضافة إلى أرشفة الصور الخاصة بالثورة السورية مع ذكر تاريخ التقاط الصورة ونبذة عنها وقصتها.
وإلى جانب ذلك يقوم "تركماني" حالياً بأرشفة المقالات والتقارير الصادرة عن المؤسسات الإعلامية والشبكات الإخبارية والمواقع المختصة بنقل أخبار الثورة السورية، كما قام بأرشفة ما يزيد عن 370 كتاباً صدر منذ بداية الثورة السورية إلى اليوم مع ذكر اسم المؤلف وتاريخ الإصدار ونبذة عن كل كتاب مع ملف الكتاب بشكل إلكتروني لقراءته، وكذلك أرشفة عدد كبير من الأبحاث والتقارير والدراسات التي تصدر عن المؤسسات والمنظمات العاملة على توثيق انتهاكات حقوق الإنسان في سوريا والمنظمات الدولية التي تصدر تقارير شهرية وسنوية وجميع المجلات والصحف والمطويات الخاصة بالثورة السورية منذ بدايتها وخاصة أن 90% منها توقف عن النشر بسبب انقطاع الدعم أو ماشابه ذلك ويزيد هذا الأرشيف على 11,500 ملف .
وأشار الموثق الشاب إلى أن "زمان الوصل" من المواقع الصحفية التي عمل على أرشفة مقالاتها الخاصة بالثورة السورية، حيث دأب على نسخ التقارير المنشورة فيه مع اسم الكاتب ورابط المقال على الموقع بالإضافة لتاريخ نشر المقال وحفظهم بصيغة PDF لعدم تلف المعلومات والحفاظ عليها، ولإتاحة فرصة البحث بسهولة يقوم بجدولة المقال مع تاريخه واسم صاحبه على ملف "اكسل".
فارس الرفاعي - زمان الوصل
تعليقات حول الموضوع
لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية