لم يكن الطفل "فواز الكعبان" من ريف دير الزور قد أكمل 13 من عمره حين اعتقله تنظيم "الدولة" سنة 2014 أثناء معركة "الصور"، وحينها وردت أنباء عن قيام التنظيم بقتله مع العشرات من أبناء المدينة وريفها والكثير منهم بمثل عمره ليتضح بعد أيام أنه لا يزال على قيد الحياة في سجون ميليشيا "قسد" في مدينة "الطبقة"، وكانت مصادر حقوقية قد أكدت في كانون الثاني يناير /2019 أن التنظيم تعمد نقل نحو 400 معتقل ومختطف لديه، عبر نهر الفرات إلى جيبه في باديتي حمص ودير الزور غرب نهر الفرات، بالإضافة لقيامه بإطلاق سراح مئات آخرين كانوا معتقلين لديه، وبين المعتقلين من جرى إعدامهم، ولا تزال أسئلة ذويهم تثقل صدورهم حول مصير أبنائهم، فيما إذا كانوا معتقلين أو جرى إعدامهم أو أنه أطلق سراحهم نحو مجهول لم يعرفوه حتى الآن.
وروى الناشط "وسام العربي" أن "فواز " الذي ينحدر من بلدة "الحصين" في ريف دير الزور الشمالي فُقد عام 2014 وبحث عنه ذووه مطولاً بداية في مدينة "الشدادي"، فقيل لهم إنه لدى تنظيم "الدولة" وسيتم القصاص منه وفعلاً حصل القصاص بحق العشرات من المعتقلين معه واعتقد أهله أنه قد قُتل.
وأضاف محدثنا أن والد "فواز" ذهب بعدها إلى أحد الوجهاء ويدعى "ح. ر" الذي يعمل لصالح تنظيم "الدولة"، فأكد له أن ابنه لم يتم القصاص منه وأنه حمله شخصياً إلى الرقة بسيارته مع غيره من المعتقلين.
وتابع محدثنا أن ذوي الطفل تابعوا البحث عنه في الرقة، ولكنهم لم يصلوا إلى نتيجة إلى أن أكد لهم أحد أبناء قرية "الحصين"، الذي يعمل مع التنظيم أيضاً وذهب إلى الرقة بمهمة حينها أن "فواز" موجود هناك، ولكنه لم يتمكن من رؤيته بل تحدث معه من خلف حاجز -كما قال-.
بعد أن سيطرت "قسد" على الرقة تم العثور على 400 سجين كانوا لدى تنظيم "الدولة"، وتم وضعهم في قبو الملعب البلدي في الرقة، وادعت هذه القوات حينها أنهم سيخضعون لتأهيل صحي ثم يجري إطلاق سراحهم، ولكن شيئاً من ذلك لم يحصل، وبعد سنوات وردت أخبار أن الـ 400 معتقل لازالوا على قيد الحياة.
وأردف المصدر أن ذوي "فواز" ذهبوا إلى قسم الأرشيف التابع لـ"قسد" في مدينة "الطبقة"، وتم العثور على اسمه ضمن معتقلي سجن الأحداث بالطبقة وعند ذهابهم إلى قائد السجن أكد وجوده، ولكنه منعهم من رؤيته لأنه –حسب قولهم- غير محكوم، وتم تصوير ملفه في الأرشيف، وبعد انتشار فيروس "كورونا" لم يعد هناك إمكانية للتواصل من أجله.
فارس الرفاعي - زمان الوصل
تعليقات حول الموضوع
لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية