في محاولة منها للتكيّف مع ظروف الحجر المنزلي التي فرضتها جائحة "كورونا" على الأطفال في كافة أنحاء العالم. وتحقيق حالة التباعد الاجتماعي أطلقت الفنانة التشكيلية السورية "سلام القطيفان" مشروعاً فنيا لتعليم الأطفال الرسم عن بعد من خلال شبكة الأنترنت، ويتضمن المشروع الذي يشارك فيه أطفال سوريون من مختلف بلدان اللجوء مبادىء احترافية تتعلق بأساليب الرسم العادية والتكوين والتلوين وصولاً إلى مرحلة الرسم الرقمي وتعليم المبادىء الأولية في التشريح والنسب بهدف الاستثمار السليم للوقت بعد أن أجبِروا على البقاء في بيوتهم.
وتنحدر سلام القطيفان وهي فنانة تشكيلية سورية من مدينة درعا 1989 ولم تكن قد تجاوزت الخامسة من عمرها عندما بدأت ميولها الفنية تظهر في الرسم على الدفاتر والكتب والحيطان والطرقات، وكانت كما تروي لـ"زمان الوصل" تخط ما تيسر لها من الخطوط والرسومات أينما حلت، وكبرت موهبتها معها يوماً بعد يوم ، وبعد انهائها المرحلة الثانوية التحقت بكلية الفنون الجميلة قسم الرسم والتصوير الزيتي بجامعة دمشق لتتخرج منها عام 2011 ودرست بعدها في "أكاديمية أرينا لصناعة الرسوم المتحركة" وعملت قطيفان في سوريا كمتطوعة ومدرّسة رسم مع اليونيسيف والهلال الأحمر والمكتب الدنماركي لشؤون اللاجئين. وكمعلمة رسم في معاهد الفنون التشكيلية والتطبيقية والنسوية في مدينتها درعا.

وحول الأسس التي اعتمدتها في تعليم الاطفال الرسم وكيف لمستِ تجاوبهم مع هذه التجربة أوضحت محدثتنا أنها اعتمدت مبدأ الترغيب واللعب والبساطة المطلقة شرحاً ورسماً، شفهياً وعملياً.. وقامت في البداية بعرض الأدوات اللازمة للرسم مع شرح موسع جداً عن كل أداة او لون، مضيفة أنها شرحت بشكل موسع عن أنواع الريش وطرق استخدامها وتنظيفها.. وفكرة عن الألوان وأنواعها، وطرق حلها واستعمالها. ودهشت-كما تقول- لتجاوب الأطفال معها واهتمامهم بدروسها وشغفهم للتعلم والعمل بالفن مما دفعها بقوة لدعمهم وتشجيعهم.

ولفتت محدثتنا إلى أن الحرب لم تمر مرور الكرام في نفوس الاطفال، ومن البديهي ان تخلف في نفوسهم الخوف والتوتر وقد تجلى ذلك واضحاً من خلال بحثهم عن الامان بين طيات خطوطهم. وكانت انفعلاتهم واضحة في رسوماتهم بعنف يدل على ضغوط نفسية مروا بها.، واكثر ما تجلى في اعمال الاطفال أبناء الحرب –حسب قولها - هو البحث عن حياة وردية تتخللها أحلامهم كأن يمتلك الطفل سيارته المفضلة أو منزلاً جميلاً أو عائلة سعيدة. وكان دورها هو محاولة التخفيف عن هؤلاء الأطفال وتشجيعهم على الرسم كي يخرجوا من دوامة هذه الإنفعلات المكبوتة والطاقات السلبية وليس هناك أفضل من الفن مساحة للتعبير والتفريغ لأن الفن في المحصلة رسالة جمالية أولاً وانسانية دائماً.
فارس الرفاعي - زمان الوصل
تعليقات حول الموضوع
لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية