أدخل كلمات البحث واضغط على إدخال.

جلالة القارىء السوري.. د.محمد الأحمد*

أرشيف

أرسل إليك التحية والتمنيات الطيبة أولاً ، مع أنني أعلم أنك لست بخير، وأن الدنيا تمد لك لسانها، وهكذا هي غالبية الشعب السوري المقهور.

هذا بشار الأسد يعيش في عالمه الخاص، وهو بالفعل لا يشعر مطلقاً بأنه صار (كارثة) على نفسه وعلينا، وأنه كان بإمكانه على الدوام أن يبادر لحل المشكلة الوطنية، لابل وهو لا يزال محاطاً بمجموعة من المنافقين التي تزين له حتى قطع رأس طفلة بقذيفة وهي تبحث عن الخبز في (حاوية الزبالة)، فيأتي كل كلامه عندما يتحدث للناس من خارج الواقع، أو الإحساس بالمعذَّبين والمقهورين.

أما المجتمع الدولي، فهو بلا أخلاق قطعاً، و ما التعويل على ضميره وشفائه الآن من مرض التنكر لعذاباتنا، إلا وهم ! فهاهو (بوتين) يقف في بيلاروسيا مع مشروع (قاتل) جديد، و العالم يستنكر فقط..لا بل وهاهي محكمة (الحريري) تشي بكل شيء، كل شيء، فماذا نريد لفهم ما يحصل أكثر من هذا المقياس؟

تقول المحكمة: لقد قام (الفرد) سليم عياش بقتل رفيق الحريري وكل هؤلاء الناس، بشكل فردي، وكأن الأمر لا يعدو كونه خلافاً شخصياً بينهما على ملكية عقارية أو على شيء آخر .. يا للفاجعة !!

ثم انظر أيها القارىء الكريم إلى وجه القاضي وهو ينطق الحكم، فوجهه كان يعبر أكثر من فمه، حيث كان من الواضح أنه ينفذ صفقة متفق عليها.
و حتى تحدث هكذا صفقة، في هذا التوقيت بالذات، فهذا يعني وبما أن أصحاب الصفقة، هم نفس المنخرطين في الشأن المأساوي السوري، فإن نمط تفكيرهم مقروء، ومعروف وهو يفسر مآلات القضية السورية.

جلالة القارىء:
إن أحد أسباب ما يحصل هو ضعفنا كمعارضين ، فلايمكن للقضية السورية أن تأخذ منحى آخر لمصلحة الشعب السوري ، ما دمنا نحن لا نتعاطى مع قضيتنا كما يجب !!... ففي عناصر أزمة السوريين الذاتية تتجلى الحقائق التالية:
1 - لا يتوفر للسوريين جسد سياسي معارض فاعل، وما هو موجود أسير ويعمل للغير أولاً.
2 - أغلب النخب السورية المعول عليها أنانية، وتفكر في (أناها) قبل سورية
3 - المرض الطائفي والمذهبي يحول الوضع السوري باتجاه آخر غير معركة النضال من أجل الحرية.
4 - القوى الاقتصادية السورية غير منخرطة في النضال الوطني – إلا ما ندر-
5 - هناك حرب خفية في الواقع السوري على كل طاقة وطنية حقيقية تتمتع بالقدرة على الطيران الحر، و الأداء النظيف حتى في قوت عائلاتها.

في هذه النقاط الخمس، يكمن وجعنا و عدم قدرتنا على التأثير كما يجب في الداخل، وعلى الدول الأجنبية، والحصول على دعم بالاتجاه الصحيح، وما لم نكسر هذا الواقع، ونخلق مشروعاً وطنياً معارضاً لا يتصف بالأسر والتبعية، لا يمكن أن يتغير واقع الحال.

إن كاتب هذه السطور يعد القارئ الكريم بأن عملاً سورياً معارضاً يتصف بالعلمية، والهدوء والروية والحكمة في التعاطي مع المسألة السورية هو قاب قوسين أو أدنى من لحظة الولادة، فبرغم كل الصورة المؤلمة التي أوردتها في مقالتي هذه، أريد أن أقول إن شعبنا خلاق ولا يعرف المستحيل، ولقد أدرك مواطن الخلل.

*من كتاب "زمان الوصل"
(254)    هل أعجبتك المقالة (284)
التعليقات (0)

تعليقات حول الموضوع

لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية
*يستخدم لمنع الارسال الآلي