أدخل كلمات البحث واضغط على إدخال.

كلمة وفاءْ ... نمرسعدي

 

الى روح الشاعر الدمشقي

الذي إحترف الهوى

نزار قباني

 

 

 

عُلواً جبهة الدنيا دمشقُ

فإنكِ حرةٌ لا تُسترقُ

ومعذرة القريض فكلُّ يومٍ

تغصُّ لهاته والدمعُ دفقُ

فلي عامٌ أحاولهُ رثاءً

وتعصيني قوافيٌّ ونطقُ

تلقّي نفحةً ضاءتْ وضاعتْ

على الأيامِ وأهفي يا دمشقُ

خذي المشتاقَ في أحضانِ زهرٍ

وغطيّهِ بأفئدةٍ ترّقُّ

وكيدي الموتَ سخريةً وكبراً

فهذا فارسٌ لا يسترقُّ

 

*******

 

بروحي جلقٌّ وإن إستقرّتْ

بيَ الغصاتُ والأضلاعُ حلقُ

أرى الشرفَ الرفيعَ بمنكبيها

عباءتهُ التي تسمو وترقو

وما لسواعدِ الأبطالِ فيها

كلالٌ كيفَ يضويهنَ رشقُ؟

هوايةُ كلِّ نفسٍ أن تضحّي

هنالكَ ..وأحترافُ الناسِ عشقُ

ولو تركَ الهوى مني بقايا

لقلتُ وقالَ عني فيكِ صدقُ

أراني فيكِ سوريا مُلقّى

أيصرخُ من دجى عينيكِ شوقُ؟

وما زالتْ بأعراقي حياةٌ

من الأجدادِ ثمَّ وفيكِ عتقُ

تمنيّني الشفاهَ منضّداتٍ  

وليسَ يفوتها في الطيبِ خلقُ

تمنيتُ الغداةَ يلفُّ وجهي

ثرى للعبقريةِ فيهِ عبقُ

ثرى قد غيبَّوا فيهِ نزاراً

وما يخلو من الجنباتِ خفقُ

بربكَّ يا نزارُ وما إلتقينا

وما أن ضمنَّا غربٌ وشرقُ

أتسمعُ كلمَّا رعدتْ ضلوعي

من الذكرى التي في الفكرِ برقُ ؟

وتبصرُ ما جرى مني سخيناً

وكيفَ يحوكهُ في العينِ عوقُ؟

أتذكرُ إذ طلعتَ وكانَ غيمٌ

يشفُّ خلالهُ القمرُ الأحقُّ ؟

تُزفُّ لكَ العرائسُ وهي تُجلى

وأنتَ لريحهنَّ المسكِ فتقُ

أجبني اليومَ والذكرى عذابٌ

تشقُّ على دمي فيما تشقُّ

أشحّوا بالصلاةِ عليكَ جهلاً

وما يدرونها فرضاً يحقُّ ؟

وما جاءَ الرسولُ بمثلِ هذا

ولكن عصبة خرجوا وشقّوا

سأعرفُ رغمَ خفيتهِ يهوذا

وشيكاً قبلَ أن بنداحَ غسقُ

وأعرفُ خنجرَ الوثنيِّ فيهم

ووهجُ اللوعةِ الحمراءِ دفقُ

توّجستُ المنايا والرزايا

كما خافت من البركانِ ورقُ

خيالي كانَ في تعبٍ مساءً

وقلبي لا كعادتهِ يدقُّ

ومدَّ الليلُ أحزاني كسربٍ

هنالكَ من عصافيرٍ تزقُّ

وعلقَّ لي الصباحُ دماً شفيفاً

على جيدِ السحابِ فمالَ عنقُ

فرُحتُ وذلكَ الدمُ من جراحٍ

حملتُ صليبها والحزنُ عمقُ

 

ربيع 1999

 

 

(137)    هل أعجبتك المقالة (121)
التعليقات (0)

تعليقات حول الموضوع

لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية
*يستخدم لمنع الارسال الآلي