اغتيال الحريري للمرة الثانية..*

سليم عياش "القديس" كما يسميه حزب الله، أدانته المحكمة الدولية الخاصة بلبنان باغتيال رئيس الوزراء اللبناني الأسبق رفيق الحريري.

قرار المحكمة الذي جاء بعد ساعات طويلة من قراءة حيثيات الحكم، شكل مفاجأة للجميع، وربما غير مقنع لمن هم غير قانونين مثلي، وبدا من خلاله أن "القديس" عياش خارجا من كل السياقات السياسية في جريمة هي أصلا سياسية بامتياز.

المحكمة التي أنشئت لتحاسب أشخاصا وليس دولا وكيانات سياسية، بنص قرار الإنشاء، هي نفسها التي أشارت إلى تبرئة النظام السوري وحزب الله الذي ينتسب اليه سليم عياش تنظيما وولاء.

القضية لم تنتهِ بعد، فهناك العديد من الشخصيات التي اغتيلت خلال الشهور التي تلت اغتيال الحريري الأب، مثل سمير قصير وجبران تويني وغيرهم بالاضافة لمحاولة اغتيال النائب مروان حمادة، وربما تقدم هذه المحكمة بعد سنوات طبعا، ما هو جديد حول المنفذين والجهات التي أصدرت إليهم أوامر التنفيذ، فلاشك أن من نفذ تلك الاغتيالات ابتداء من الحريري، لم ينفذها بقرار شخصي وبدوافع شخصية.

سعد الحريري، ولي الدم، رضي كعادته، بسقف منخفض حتى في تعليقه على قرار المحكمة الذي أثار سخط الكثيرين، من قرار وضع الجريمة السياسية كلها في شخص "القديس" سليم عياش.

بالمفهوم الجنائي والشخصي، الحريري ولي الدم، وله ولعائلته الرضا بما صدر عن المحكمة أم لا، ويبدو أنه رضي بما صدر، والأمر كذلك بالمفهوم السياسي أيضا، فعائلة الحريري هي من يقود تيار المستقبل، وسعد الحريري نفسه توجه إلى حزب الله بلهجة "رومانسية"، داعيا إياه إلى "التضحية" وتسليم سليم عياش "القديس"، وهي دعوة لن يلبيها حزب الله حتى لو اضطر أن يدخل لبنان بحرب أهلية جديدة.

قتل رفيق الحريري حين أراد الخروج عن القرار السوري الإيراني في لبنان، وها هو اليوم وفي يوم محاكمة قتلته بعد أكثر من 15 عاما على تفجير 14 شباط، تقدم المحكمة تبرئة للنظام الذي أطاح بكل الذين كانوا متهمين بالتورط بالاغتيال، "آصف شوكت، رستم غزالي، جامع جامع.. وغيرهم"، وهاهي أيضا تقدم التبرئة لقيادة حزب الله، حامية القديس "سليم عياش".. وكأن الحريري اغتيل مرتين..