تعيد المعارضة السورية تكرار قاعدة الخيبة للمرة الألف، فهي لم تستطع وربما لم تفكر بتقديم فائدة سياسية واحدة ذات مضمون ومعنى للشعب السوري، خلال السنوات العشر العجاف كلها!، وذلك لأن الانتقال من واقع الكلام النظري، واستخدام أسلوب زيارة المسؤولين العالميين والإقليميين (فقط) جعل من المؤسسات المعارضة، مجموعات (كرافات) سياسية ليس إلا ! حتى لا نخوض في أمور أخرى.
سوف يأتي على السوريين في العام القادم 2021، وبالضبط في شهر (أيار) استحقاق هام للغاية، وهو استحقاق الانتخابات الرئاسية..حيث يرى كاتب هذه السطور، ضرورة استغلال المناسبة لتغيير النظام عبر تغيير الرئيس بالانتخاب، وذلك عبر النضال لتحقيق الأهداف التالية:
1 – النضال مع الأمم المتحدة والدول الكبرى للضغط على الروس، والنظام لقبول إشراف دولي على الانتخابات، والخروج بمعايير انتخابية شرعية، وتغيير قانون الانتخاب الحالي المصمم على قد بشار الأسد، الذي يستعين بمجلس الشعب (اللاشرعي)، حيث يشترط على المرشح أن يحصل على موافقة خمسة وثلاثين عضواً من (مجلس أمراء الحرب) هذا.
2 – ضمان حق التصويت لكامل الشعب السوري خارج البلاد وداخلها في كافة المناطق.
3 – العمل الجاد كمعارضة للاتفاق على مرشح رئاسي واحد، وذلك عبر القيام بكل ما يتطلبه الأمر للوصول للتوافق على شخصية معارضة منافسة لرأس النظام، حتى لو تطلب الأمر إجراء انتخابات، أولية خارج البلاد، عبر استخدام التقنيات الرقمية وذلك بمساعدة دولة حيادية، مثل السويد أو النروج أو فنلندة، علماً أننا درسنا الموضوع، وإمكانياته الفنية، ووصلنا بالفعل إلى أنه بالإمكان إجراء هكذا انتخابات، ويتطلب الأمر مساعدة المجتمع الدولي للسماح للسوريين المتواجدين في دول الشتات، بممارسة حقهم هذا.
إن تحقيق هذه النقاط الثلاث، يمكن اعتباره أهم خارطة طريق الآن للائتلاف، أو هيئة التفاوض، أو باقي المنصات...بدلاً من الاستعراض المكتبي (الطقسي البلا طائل)، وتبادل الرئاسات وتحويل قضية المعارضة إلى مؤسسات لا تحقق أهداف الشعب السوري.
---
لمَ لا نرى تنافساً سورياً لاختيار مرشح رئاسي؟؟، تتقدم فيه سيدات وسادة من السوريين الذين يجدون في أنفسهم المقدرة على قيادة البلاد، في المرحلة القادمة!؟
فمجرد تغيير الرأس في بلدنا سيعني بالضرورة تغيير النظام، لا بل إن إجراء انتخابات بإشراف دولي والحرص على نزاهتها، يعتبر بحد ذاته إسقاطاً لمنظومة التزوير الدائمة، واعتقال الرأي وإرادة الناس الحرة.
إن ظهور بشار الأسد بالأمس بهذه الصورة كرئيس منهك، ليس حالة بيولوجية فقط – صدقوني – فالنظام كله منهك تماماً، ولا يبقيه في مكانه إلا مجموعة عوامل أهمها الخارجي، والآخر هو الأداء المعارض المخيب للآمال، والذي يضع عقله في صندوق لا يريد أن يخرج منه !
لقد باتت اللحظة أكثر من ناضجة، أولاً للتفكير من خارج الصندوق ، ولمساعدة رأس النظام نفسه على (النزول من على الشجرة)، وذلك عبر ممارسة البراغماتية وفنون الممكن السياسية، وترك النطح والاستعصاء الوظيفي.
أنزلوه من على الشجرة.. د. محمد الأحمد*

*من كتاب "زمان الوصل"
تعليقات حول الموضوع
لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية