أدخل كلمات البحث واضغط على إدخال.

لبنان لا ينعم بالسلام على أنقاض نهر البارد .. ميكيلي جورجو

 

كان صوت اطلاق الرصاص ما زال مسموعا حتى الامس القريب في مخيم نهر البارد للاجئين الفلسطينيين, الواقع بالقرب من مدينة طرابلس. صليات معزولة اطلقها بعض عناصر فتح الاسلام المرتبطة بتنظيم القاعدة, الذين اصبحوا معزولين داخل المخيم الذي تحول الى انقاض بعد ما يزيد على ثلاثة اشهر من المعارك, خاصة نتيجة القصف المدفعي, وغارات الطائرات العمودية.

 

 ولكن المعركة قد انتهت على امل ان تكون هي النهاية لتلك المجزرة التي حدثت. وكان يوم الاحد, اخر الايام المئة وخمسة من الاشتباكات, قد سجل مقتل ما لا يقل عن 70 عنصرا ملشياويا, وقت محاولتهم اختراق الحصار الذي فرضه الجيش اللبناني, والهروب عن طريق البحر. وبعد التعرف على جثة زعيم منظمة فتح الاسلام, شاكر العبسي, (التي افادت اخر الانباء باستدعاء زوجته من جديد بعد النتيجة السلبية التي اظهرتها تحليلات الحمض النووي, الخاصة بعملية التشخيص), تم العثور بعد ذلك على جثة الناطق الرسمي باسم المجموعة ابو سليم طه, الذي كان له دور في الايام الاخيرة السابقة على الاعلان عن انتهاء القتال, حيث لعب دور الوسيط من اجل العمل على اخراج عائلات المقاتلين. وليس معروفا الرقم النهائي للضحايا. فلا يعرف سوى عدد الجنود الذين سقطوا في المعارك. حيث وصل الى 163 او اصبح يزيد قليلا, جراء عمليات التمشيط التي ما زالت جارية بحثا عن الفارين. وغير مؤكد الرقم العائد لاتباع القاعدة. وملتبس ذلك الخاص بالمدنيين الفلسطينيين. فتقدره بعض المصادر بما يزيد على العشرين. ويأمل في ان يفي رئيس الحكومة اللبنانية فؤاد السنيورة, بالوعد الذي التزم بموجبه بضمان اعادة بناء مخيم اللاجئين, حيث كان يعيش ما يقارب 40 الف فلسطيني (وبالمناسبة, فان الامم المتحدة بحاجة الى اكثر من 50 مليون دولار, وعاما الى عامين لاجل اعادة اسكان اناس كثيرين من الذين يخشون ان يكون متوجبا عليهم مواجهة نزوح جديد مرعب.

 

ومن بين العديد من الشكوك, هناك نقطتان في غاية الاهمية والوضوح: ان مقتل قادة فتح الاسلام, يترك مسألة الغموض الذي يلف هذه المنظمة الصغيرة (المتفرعة في البلاد)  قائمة من غير حل. وكذلك المساعدات التي من المفترض ان تكون قد حصلت عليها من لدن مسؤولين في حزب الحكومة, تيار المستقبل, بالتساوي كذلك مع بهية الحريري, شقيقة "الرئيس الشهيد" رفيق الحريري, الذي كان قد اغتيل في 14 شباط 2005 وسط بيروت. وكان مما كتبه على صفحات النيويوركو في بداية العام, الصحافي الامريكي الواسع الاطلاع, سيمور هيرش, ان اوساطا سنية موالية للحكومة, كانت قد زودت ومولت (بمباركة الولايات المتحدة الامريكية) مجموعات اسلامية راديكالية تعمل في لبنان, بهدف استخدامها ضد حزب الله. لذا, فان من المحتمل ان يكون شاكر العبسي ورجاله, قد حملوا معهم الى القبر كمية لا بأس بها من الاسرار. ولهذا السبب جاءت مطالبة التيار الوطني الحر بزعامة الجنرال السابق ميشيل عون, حليف حزب الله, بضرورة تسليط الضوء على فتح الاسلام, وتعميق البحث بشأن بعض العلاقات المشبوهة. هذا ومن المفيد القول ان انتهاء المعارك كان قد عزز من هيبة الجيش الوطني, وقائده ميشيل سليمان على وجه الخصوص. تلك الشخصية المستقلة في المجمل, التي من الممكن ان تتبوأ منصب رئاسة الجمهورية, فيتم وضع حد للشلل السياسي المستمر منذ تسعة اشهر, نتيجة الخلاف على تسمية رئيس الجمهورية القادم.

 

وقد تحدث الجنرال سليمان قبل عدة ايام بنفس شخصية الرئيس, داعيا الاحزاب السياسية المتخاصمة الى استثمار الانتصار الذي تحقق ضد فتح الاسلام من اجل وضع حد للازمة. وفي مقابلة له مع صحيفة السفير, لم ينف قائد الجيش اللبناني ما يدور من احاديث بشأن امكانية اعلان ترشيحه, مناشدا في الوقت نفسه جميع الشخصيات السياسية بوجوب العمل على تقديم تنازلات متبادلة, حفاظا على الوحدة الوطنية, التي ضحى الجنود من اجلها في نهر البارد. كلمات تقدم دعما للتسوية التي طرحها مؤخرا رئيس مجلس النواب, الزعيم الشيعي نبيه بري, اثناء خطاب القاه امام تجمع لانصار حركة امل في بعلبك, احياء لذكرى اختفاء مؤسس الحركة الامام موسى الصدر, حيث اكد بري ان المعارضة بقيادة حزب الله "لم تعد راغبة بتشكيل حكومة جديدة, او توسيع الحالية, قبل اجراء الانتخابات الرئاسية, مطالبا مقابل ذلك التنازل ان يتم انتخاب الرئيس الجديد, وفقا لما ينص عليه الدستور, بحضور اغلبية ثلثي اعضاء المجلس النيابي البالغ عددهم .128 وليس من خلال اغلبية النصف +,1 تبعا لما تطرحه الاحزاب المشاركة في حكومة السنيورة الموالية لامريكا. واكد بري على انه في حالة ما تم الاتفاق بشأن الثلثين, فلن تكون هناك مشكلة بخصوص توجيه الدعوة الفورية للمجلس للانعقاد, وهو الذي لم ينعقد منذ شهر تشرين الثاني الماضي. ويدور الخلاف بين الزعماء السياسيين لكلا المعسكرين حول اختيار مرشح توافقي بدلا من رئيس الجمهورية الحالي اميل لحود. ولم ينس بري القول بهذا الصدد: "انها مبادرة لبنانية خالصة". مشيرا لتدخل الامريكان, الذين, ومن خلال سفيرهم في بيروت, وحليفهم الدرزي وليد جنبلاط, مستمرون في مواصلة الضغط على السنيورة, لاجل الحليلولة دون التوصل الى اتفاق مع منظمة حزب الله, هذا, ولم يأت اي رد حاسم من قبل احزاب الحكومة على اقتراح بري.

 فقط باستثناء اعلان بطرس حرب عن ترشيح نفسه لمعركة الرئاسة بشكل رسمي.

 

وبمناسبة الزيادة التي قام بها الى بيروت قبل عدة ايام مفوض الشؤون الخارجية في الاتحاد الاوروبي خافيير سولانا, فإن هناك من يعتقد انها من الممكن ان تفيد لمعرفة ما اذا كانت اوروبا ستنأى بنفسها مبتعدة عن واشنطن, وذلك على ضوء الانفتاحات التي ابداها الرئيس الفرنسي الجديد نيكولاس ساركوزي, تجاه المعارضة اللبنانية, والحكومة السورية, متبنيا خطا اكثر براغماتية بالمقارنة مع سلفه جاك شيراك.

 

 

عن المانيفيستو الايطالية
(127)    هل أعجبتك المقالة (131)
التعليقات (0)

تعليقات حول الموضوع

لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية
*يستخدم لمنع الارسال الآلي