أعلن فريق دولي من الباحثين نجاحهم في إنعاش ميكروبات صغيرة كانت عالقة في سبات في منطقة تبدو خالية من الحياة في قاع البحر لأكثر من 100 مليون سنة.
واستهدف الفريق من علماء اليابان وأميركا في دراستهم التي نشرت في دورية نيتشر كوميونيكيشنز (Nature Communications) بتاريخ 28 يوليو/تموز الجاري، معرفة ما إذا كانت الحياة المجهرية يمكن أن تبقى في ظروف أقل من أن تكون مضيافة تحت قاع المحيط الهادي.
وقال عالم الأحياء الدقيقة "يوكي مورونو" من الوكالة اليابانية لعلوم وتكنولوجيا الأرض البحرية "جامستك" (JAMSTEC)، الذي قاد الدراسة، فيما نقله تقرير موقع "ساينس ألرت" (Science Alert) "أردنا أن نعرف إلى متى يمكن للميكروبات أن تحافظ على حياتها في حالة انعدام الغذاء تقريبا".
وحصل العلماء على الرد التالي: يمكن إنعاش الميكروبات التي حوصرت في رواسب قاع البحر المودعة منذ 100 مليون سنة بتوفير الطعام المناسب وقليل من الأكسجين الإضافي. كان الأمر مثيرا للإعجاب، فالضغط هائل على الميكروبات في قاع البحر من كل تلك المياه المكدسة فوق قاع البحر، علاوة على نقص الأكسجين، ووجود عدد قليل من العناصر الغذائية الأساسية، وإمدادات الطاقة التي لا تكاد تذكر. عندما تنحصر الحياة في بيئات أخرى عالية الضغط، تتشكل الأحافير عادة بعد مليون سنة أو أكثر، لكن هذه الميكروبات القوية كانت حية للغاية.
ويقول زميل مورونو عالِم الأحياء الجيولوجية ستيفن ديهونت من جامعة رود آيلاند "كنا نعلم أنه كانت هناك حياة في الرواسب العميقة بالقرب من القارات حيث يوجد الكثير من المواد العضوية المدفونة.. لكن ما وجدناه هو أن الحياة تمتد في أعماق المحيط من قاع البحر وصولا إلى القاعدة السفلية الصخرية". تم أخذ التربة التي حوصرت فيها الميكروبات من رحلة استكشافية عام 2010 إلى منطقة دوامات جنوب المحيط الهادي (South Pacific Gyre)، وهي منطقة تبدو بلا حياة في وسط تيارات المحيطات الدائرية إلى الشرق من أستراليا، ومعروفة بأنها واحدة من أكثر المناطق محدودية في الطعام ونقصا في الحياة بالمحيط، فضلا عن دوامة القمامة، مع كل التلوث البلاستيكي الذي يجمعه المحيط على سطحه.
كجزء من رحلة عام 2010 على متن سفينة الحفر جيوديس ريزوليوشن (JOIDES Resolution)، استخرج الفريق نوى الرواسب التي تصل إلى عمق 75 مترا تحت قاع البحر، وعلى بعد حوالي 6 كيلومترات تحت سطح المحيط. أخذوا عينات من طين الرواسب البحرية القديمة، الذي يتراكم في أعمق وأبعد أجزاء من المحيط، وأصغر رشح طباشيري أحفوري، يتراوح عمره بين 4.3 ملايين عام و13 مليون سنة. وقد وجدوا في تلك العينات الميكروبات المستهلكة للأكسجين (والأكسجين المذاب) مباشرة في كل طبقة من النوى، من أعلى إلى أسفل، وفي كل موقع أخذوا فيه عينات في جنوب المحيط الهادي، لكن الميكروبات كانت مختبئة بأعداد منخفضة للغاية.
زمان الوصل - رصد
تعليقات حول الموضوع
لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية