أدخل كلمات البحث واضغط على إدخال.

تباً للرأس والذيول... حسين الزعبي*

قبيل ساعات من "العملية" التي أنكرت ميليشيات حزب الله الإيراني في لبنان، تنفيذها على الحدود مع فلسطين المحتلة، كانت الصحف تعج بالمقالات التي تحاول الاجابة على سؤال: هل سيرد حزب الله على مقتل احد عناصره في سوريا جراء قصف اسرائيلي؟

حزب الله، رد بما اعتقد انه يحفظ ماء وجهه، فربما مازال يعتقد أن له في قلوب الناس ما يبقي في وجهه ماء، لكن "هيهات" فكله أريق في أزقة بيروت التي اجتاحتها جحافله في العام 2007 وعلى الطرقات المؤدية إلى المدن السورية التي تحولت إلى خرائب مهجورة.

حزب الله، الذي مازال يحاول الإثبات لحاضنته وللآخرين أنه على قيد القوة، هو ليس أكثر من كيان في حالة موت سريري رغم كل ما به من جعجعة، فما كان يسجله من انتصارات "الالهية" كانت تقوم على لبنان شبه موحد، لبنان لم يسقط تحت خط الفقر ولاتحت خطوط قمع الحريات، انتصارات حققها بفعل جوار شعبي كان يهتف باسمه، وهو الآن لاجئ بفعل ميليشياته المسلحة التي هجرت من كانوا حاضنة لمهجري الحزب يوم دكت اسرائيل ضاحيته الجنوبية.. جوار بات لاجئا في خيم تمارس بحقه ابشع انواع العنصرية، من الحاضنة الشعبية للحزب ومن غيرها..

يعيش حزب الله الآن بقوة الأمر الواقع، وبما اوتي من وقاحة العبارة، بعد أن حول لبنان إلى “جمجمة” حسب تعبير وليد جنبلاط..

نجحت ايران، من حيث تريد أو لا تريد، في قلب مفاهيم كانت تشبه المقدسات، مفاهيم زُرعت في أذهان الكثر ممن يسكنون المشرق العربي، منذ سنوات ما بعد الاستقلال عن الاستعمارين الفرنسي والبريطاني، مفادها ان لا عدو سوى إسرائيل، لكن آيات قم، ومشروعهم القائم على تصدير الثورة الإيرانية بما يتضمنه هذا المشروع من أحلام قومية ترتدي عباءة طائفية، جعل من إيران واذرعها، وجلهم من الشيعة العرب، للأسف، جعل منها العدو الذي تفوق على اسرائيل في تمزيقها للأمة، فإن كانت الأخيرة عبثت بالأنظمة السياسية العربية، فإيران وبدماء العرب من الشيعة والسنة عبثت ببنيتهم الاجتماعية وبمعتقداتهم واستحضرت من التاريخ ما هو قاتم لتفتن به حشود الجهلة وتضعهم بين قاتل ومقتول.

بالأمس كادت الحرب تشتعل بين الحزب وإسرائيل، لكن الأمور بقيت في سياق قواعد اللعبة التي وضعت بعد حرب 2006، ولم تخرج عن سياق ما رسم في التفاهم الذي أنجز بين إسرائيل والحزب بعد تلك الحرب وعرف حينها بتفاهم "نيسان" وطبقه حزب الله بحذافيره رغم كل "جعجعة" نصر الله وأحاديثه عن الحرب المفتوحة التي اعقبت اغتيال عماد مغنية وغيره من قادة الحزب.

كثر في سوريا والعراق ممن ذاقوا ويلات القهر والتهجير والقتل على يد ميليشيات ايران، تمنوا ان تندلع الحرب وألا تتوقف حتى ينهي احدهم الآخر، ومن المعلوم إن كان لأحد أن ينتهي فهو الحزب الذي فقد كل عوامل قوته الحقيقية، فتبا للراس والذيول..إيران وميليشياتها..

*من كتاب "زمان الوصل"
(236)    هل أعجبتك المقالة (243)
التعليقات (0)

تعليقات حول الموضوع

لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية
*يستخدم لمنع الارسال الآلي