أدخل كلمات البحث واضغط على إدخال.

تعاون سوري قطري تحضيراً للاحتفالية

يعكف السوريون حالياً على تحضير عمل مسرحي ضخم بعنوان «بيت الحكمة»، وهو عمل درامي تعبيري موسيقي، يجهز خصيصاً لافتتاح احتفالية «الدوحة عاصمة الثقافة العربية» التي ستنطلق بداية عام 2010 .
تتناول فكرة العرض، الذي يقوم بإخراجه السوريان جهاد سعد وجهاد المفلح، حياة الخليفة العباسي المأمون، الذي أسس لمدينة ثقافية حالمة، اهتمت بكل شؤون العلم والعلماء، لتصبح بغداد منارة ثقافية من خلال ترجمتها لحضارات العالم، كما يقول المفلح.
ويوضح المفلح في حديثه لـ «العرب» أن «بيت الحكمة» عمل خاص باحتفالية الدوحة بما فيه من بعد ثقافي يناسب طموحاتنا الحالية.
وعلمت «العرب» أن سوريا ستشارك خلال شهر فبراير القادم، بأول أسبوع ثقافي على مستوى الوطن العربي، في احتفالية الدوحة عاصمة الثقافة العربية.
وكان سعد ثامر الحميدي مدير مكتب وزير الثقافة القطري ناقش مع المسؤولين في وزارة الثقافة السورية ما يمكن أن تشارك به سوريا في احتفالية الدوحة، خلال زيارته لسوريا في شهر مايو الماضي.
وبناء على المقترحات التي قدمتها وزارة الثقافة السورية لإقامة عدة نشاطات ضمن الأسبوع الثقافي السوري في قطر، اختارت وزارة الثقافة القطرية أهم النشاطات النوعية التي اقترحها السوريون، ليتضمن الأسبوع الثقافي، مبدئياً، معرض فن تشكيلي، ومعرضاً للخط العربي، وآخر للسجاد اليدوي، وعروض أفلام سينمائية، ومعرضاً للكتاب، وأمسية شعرية لعمر الفرا، ومعرض صور ضوئية عن سوريا، ومحاضرات عن التاريخ العربي المشترك بين سوريا وقطر.
كما يتم التحضير حالياً لأوبريت ضخم بعنوان «صلاح الدين الأيوبي» لفرقة إنانا السورية، وهو إنتاج سوري قطري، سيتم عرضه في دار الأوبرا بدمشق بتاريخ 8/10/2009، ثم سينتقل العرض إلى قطر بداية العام القادم.
وهي أول مرة يتم فيها المزج بين المسرح والسينما مع الحدث الدرامي في عمل واحد على مستوى سوريا، حسب تعبير نبيل المالح مخرج الجانب السينمائي من العرض، كما يشاطره الرأي جهاد المفلح مخرج الجانب الدرامي من العمل.
ويشير نزيه خوري مدير العلاقات الثقافية بوزارة الثقافة السورية إلى أنه تمت دعوة الدكتور حمد بن عبدالعزيز الكواري وزير الثقافة القطري لحضور عرض «صلاح الدين» في دار الأوبرا السورية.
ويوضح خوري أن التنسيق مع الجانب القطري مستمر، كما يوجد تنسيق بين القطريين وبين بعض الشخصيات خارج الإطار الرسمي، معتبرا أن العلاقات الجيدة بين البلدين انعكست على التعاون الثقافي.
كما تنسق وزارة الثقافة القطرية مع الدكتورة حنان قصاب حسن الأمينة العامة لاحتفالية دمشق عاصمة الثقافة العربية عام 2008، التي زارت قطر في وقت سابق، بناء على دعوة وزير الثقافة والفنون والتراث الدكتور حمد بن عبد العزيز الكواري، بعد لقائهما في دمشق على هامش مؤتمر وزراء الثقافة العرب عام 2008.
وسبق ان قدمت حنان حسن، شروحات إضافية للمسؤولين في وزارة الثقافة والفنون القطرية عن طبيعة الطريقة التي تم التحضير بها لـ «دمشق عاصمة الثقافة العربية»، والهيكلية الإدارية التي اتبعت.
وتقول حسن في حديثها لـ «العرب»: عرضت عليهم أيضا البرنامج الذي نفذ في دمشق، والمشاكل التي واجهناها، والأخطاء التي شعرنا بها، كي تتفادى اللجنة القطرية المحضرة هذه الأخطاء، لأن التجارب هي التي تعلم، كما استفدنا نحن من تجربة حلب عاصمة الثقافة الإسلامية.
وتوضح حسن أنه «تم التخطيط للربع الأول من احتفالية الدوحة عاصمة الثقافة، وتم وضع الميزانية لها»، مشيرة إلى أن «البرنامج سيشهد انفتاحا على الثقافة العالمية»، كما فعلت دمشق.
وتحدثت حسن مع القطريين عن العروض السورية والنشاطات السورية، التي يمكن أن تشارك في احتفالية الدوحة، بيد أنها تحفظت على بعض المقترحات والمشاريع، التي يمكن أن تتم بتعاون الطرفين، قائلة: «ما زلنا نناقش هذه المقترحات عبر الهاتف، لكن الوقت غير مناسب للحديث عنها».
وتمنت حسن، التي التقت بالعديد من الشخصيات والمؤسسات المتعلقة بالتحضير لاحتفالية الدوحة، أن تكون الدوحة عاصمة بكامل توهجها، معبرة عن دهشتها لجمال العمارة والنظافة وحسن التخطيط العمراني، والنظام المطبق بشكل دقيق، مشيرة إلى «لطف أهل قطر واحتفائهم بالضيف يشعرك بأنك ابن البلد، كما أن حفاوة وزير الثقافة القطري والفريق العامل معه لها الأثر البالغ في رسم هذه الصورة المشرقة».
حنان التي زارت متحف الفن الإسلامي في قطر، دهشت بجمال المبنى وطريقة العرض، وقيمة القطع المعروضة، قائلة: « زرت معظم متاحف العالم،وأرى أن متحف قطر يحتل الصدارة».
يشار إلى أن الدوحة ستتسلم راية الثقافة العربية من القدس عاصمة الثقافة العربية لهذا العام، التي كانت تسلمتها من دمشق عاصمة الثقافة عام 2008.

دمشق - عمر عبداللطيف - العرب
(104)    هل أعجبتك المقالة (106)
التعليقات (0)

تعليقات حول الموضوع

لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية
*يستخدم لمنع الارسال الآلي