لم يتحمل جسده الغض والنحيل عذاب السجان فقضى الشاب "أحمد يحيى طه" تحت التعذيب ليرى ذووه صورته بعد ست سنوات ضمن الصور التي تم تسريبها خلال الأيام الماضية، وكان أحمد 14 سنة قد اعتقل من منزله في قرية "علقين" بريف بانياس بتاريخ 6/2/ عام 2014 ليغيب خلف الشمس وتغيب أخباره كحال غيره من مئات ألوف المعتقلين في سجون النظام.
وروى شقيقه "أبو عمر البانياسي" لـ"زمان الوصل" أن دورية أمنية داهمت منزل عائلته فجراً آنذاك وتم اعتقال "أحمد"، علماً أنه لم يشارك بأي نشاط أو مظاهرة ضد النظام، وكان أغلب وقته بين المدرسة والبيت، حيث كان يدرس في الصف التاسع –كما يقول- ومن لحظة اعتقاله لم يصل أي خبر عنه.
وكشف محدثنا أن عشرات العناصر المدججين بالسلاح انتشروا في الحي وأحاطوا بالمنزل من 4 جهات وعند اعتقاله قالوا له "أنت أكبر جرثومة في سوريا، وبدؤوا بضربه وشتمه بأقذع العبارات دون معرفة السبب، وأغلب الظن أن السبب لكون أشقائه في المقاومة السورية، ولم يجرؤ أحد من أهله وأقاربه على السؤال عنه لهذا السبب".

وتابع المصدر أن عناصر الأمن اقتادوه إلى فرع المخابرات العسكرية في طرطوس، ثم تم تحويله بعدها إلى فرع فلسطين وبعد ذلك لم نعد نعرف مكان اعتقاله أو مصيره.
واستدرك محدثنا أن أحد الذين كانوا معتقلين مع "أحمد" ذكر أنه رآه في فرع فلسطين، وتم وضعه معه لأسبوعين ثم نقل بعدها إلى منفردة ولم يعد يعرف عنه شيئاً، وبعد فترة من اعتقاله حضر أحد شبيحة النظام، وطلب من أبي أن يذهب إلى فرع فلسطين لاستلام وصل الهوية، ولكنه لم يذهب خوفاً من الاعتقال.
ومنذ أيام -كما يقول- أرسل صديق له صورة مسربة لشقيقه تحت التعذيب فتعرف عليه على الفور، ولكنه لم يخبر والدته المريضة التي تعيش على أمل لقاء ابنها وبقائه على قيد الحياة، حالها كحال آلاف الأمهات الثكالى.
ووثقت "الشبكة السورية لحقوق الإنسان اعتقال ما لا يقل 9500 طفل، منذ بدء الحراك الشعبي وحتى 20 تشرين الثاني نوفمبر/ 2014، وقتلت قوات النظام منذ الأشهر الأولى العديد من الأطفال بسبب التعذيب، وبلغ عددهم حتى التاريخ المذكور -حسب المصدر- ما لا يقل عن 95 طفلاً.
زمان الوصل
تعليقات حول الموضوع
لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية