اعتقلت السلطات البلغارية مصارعا بلغارياً من أصل سوري، بدعوى انخراطه في عمليات إرهابية فوق الأرض السورية، حسب ما نقلت وسائل إعلام بلغارية اطلعت "زمان الوصل" على تقرير أحدها وترجمت أهم ما ورد فيه.
وقال التقرير الذي نشرته وكالة أنباء صوفيا إن بطل المصارعة البلغاري السوري الأصل "محمد عبد القادر"، اعتقل مع 15 آخرين مطلع الشهر الجاري في مدينة "بورجاس" الساحلية، خلال عملية قامت بها قوات تابعة لوكالتي الأمن القومي ومكافحة الجريمة المنظمة.
وتدور التهم الأولية حول "تعاطف المتهم مع تنظيم الدولة"، وانخراطه في "أعمال عدائية" على الأراضي السورية، مرتكزة أيضا على اتهامات لوالده السوري "أحمد" بالانتساب للتنظيم.
وعاد المصارع البالغ من العمر 21 عاما إلى مقر إقامة والدته البلغارية في مدينة "بورجاس" مؤخرا، وقد استغلت السلطات فترة الحجر الإلزامي المفروضة عليه (كونها إجراء واجبا على كل من يدخل البلاد بسبب كورونا)، وداهمت منزل عائلته واعتقلته.

ويعرف "محمد عبدالقادر" في الأوساط الرياضية البلغارية، بكونه بطلا وطنيا في المصارعة، حصل على أكثر من ميدالية خلال مسيرته، واستطاع أن يشق طريق التفوق بعد تخرجه من المعهد الرياضي في "بورجاس".
وقال المدعي العام البلغاري "إيفان جيشيف" قوله إن قضية "عبدالقادر" تتعلق بالإرهاب، مؤكدا أن "الموضوع حساس" ومبديا ثقته باستقلال قضاء بلاده.
*بريء
من جهته، نشر موقع "الجزيرة" في نسخته الإنجليزية تقريرا مطولا حول "عبد القادر"، قائلة إن المصارع الشاب تم اتهامه بناء على بضعة صور تعود له، فيما أكدت عائلته أن ابنها بريء وأن الصور التي التقطت له في سوريا تعود إلى وقت كان "عبدالقادر" حدثا، أي إن عمره لم يكن قد بلغ 18 عاما بعد.
تقرير "الجزيرة" الإنجليزية الذي راجعته "زمان الوصل"، نوه بأن والد المصارع الشاب (يدعى أحمد) انتمى فعلا لفصيل "السلطان مراد" أحد الفصائل العسكرية المدعومة من تركيا، ولكنه لم يكن له علاقة بتنظيم "الدولة" إطلاقا.
ونفت عائلة "عبد القادر" أن يكون ابنها قد انخرط في أي أعمال قتالية، مشيرة إلى أنه كرس حياته للمصارعة، ما أسفر عن تتويجه 3 مرات ببطولة بلغاريا للمصارعة لفئة الشباب.
ويعد "عبدالقادر" أول بلغاري على الإطلاق تحاكمه سلطات البلاد بموجب القانون "108أ" المختص بالمواطنين الذين يمارسون أعمالا إرهابية خارج حدود بلغاريا.
ويقول الادعاء إنه استطاع الحصول على صور تعود للمصارع الشاب وهو يرتدي اللباس العسكري في الأراضي السورية، نشرها حساب "سري" يعود للمصارع نفسه، ولكن تحت اسم "الجهادي محمد".
ولم تستطع وسائل إعلام بلغارية كثيرة تداولت قصة "عبدالقادر" واتهمته بالانتساب إلى تنظيم "الدولة".. لم تستطع أن تقدم دليلا واحد على هذا الاتهام، فجميع الصور التي نشرت لم يظهر فيها أي دليل ملموس على تلك الادعاءات، بل على العكس ظهر في بعض الصور العلم المميز لفصيل "السلطان مراد".
ورغم ولادته في بلغاريا، فإن "عبدالقادر" قضى قسطا لا بأس به في مدينة "حلب" حيث عمل والده نشاطات تجارية مختلفة.
وحاز "عبدالقادر" على أول بطولته في المصارعة عام 2013، وعكف مع والدته على زيارة والده في تركيا معظم الأحيان، وفي سوريا في حالات قليلة،
ونقلت "الجزيرة" الإنجليزية عن والد المصارع "أحمد"، إقراره بأنه –أي الوالد- كان عضوا في فصيل "السلطان مراد" وأنه انضم لهذا الفصيل لأجل الدفاع عن نفسه ومواطنيه، بعد أن قمع بشار الأسد المظاهرات التي خرجت ضده بالحديد والنار، وقد شارك والد المصارع في تلك المظاهرات أسوة بمئات آلاف السوريين.
وأكد "أحمد" أنه ترك فصيل "السلطان مراد" قبل سنوات، وتفرغ للعمل في "وظيفة مدنية" ضمن أحد المعابر الحدودية التي تديرها المعارضة، مبرزا بطاقة تظهر عمله في هذه الوظيفة.

وصنفت واشنطن "السلطان مراد" على أنه فصيل من الفصائل "المعتدلة"، بل إنها قدمت لهذا الفصيل دعما خلال قتاله ضد تنظيم "الدولة"، ويقول "أحمد" إنه قاتل بنفسه ضد التنظيم وكاد يقتل على يديه أكثر من مرة.
ونقل التقرير عن صحافي بلغاري من أصول سورية تأكيدات تفيد بتضييق متزايد يخضع له البلغاريون من أصول سورية في السنوات الخيرة، تتمثل في تعقب تحركاتهم وإخضاع بعضهم إلى التحقيق، لاسيما أولئك الذين سافروا إلى سوريا بحجة "تمويل الإرهاب".
وبعد تخرجه من مدرسة الرياضة، رأى "عبدالقادر" وعائلته أن المصارعة لن تطعمه خبزا ولن تؤمن مستقبله في بلد فقير كبلغاريا، فقرروا أن يلتحق بوالده في تركيا ليعمل هناك، حيث كان الأب يملك منزلا وإقامة نظامية في البلاد.
ولكن "عبدالقادر" ووالدته لم يستطيعا التأقلم هناك، فعادا أدراجهما إلى بلغاريا، وهناك كانت أجهزة المخابرات للمصارع الشاب بالمرصاد، فاعتلقته وشرعت في محاكمته على قضية هو "بريء منها" حسب قول والدته.
زمان الوصل - ترجمة
تعليقات حول الموضوع
لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية