وردت "زمان الوصل" معلومات أولية حول شخص ذي تاريخ في الارتزاق والشبيح لصالح الأسد يدعى "موفق الدواه" ويقيم لاجئا في العاصمة الألمانية برلين.
وأفادت مصادر مقربة من "الدواه" بأنه فلسطيني سوري من سكان مخيم اليرموك جنوب العاصمة دمشق، مؤكدة أنه يشتبه بارتكابه جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية وانتهاكات واسعة لحقوق الإنسان في سوريا، حيث كان أحد أبرز قادة المجموعات ضمن اللجان الشعبية التابعة لـ"الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين- القيادة العامة" التابعة لـ"أحمد جبريل".
وأبرز الجرائم التي نسبت إليه، حسب المصادر، "مشاركته بجرائم اغتصاب للنساء من مخيم اليرموك في مسجد البشير، -مشاركته بمجزرة حاجز على الوحش التي قتل فيها العشرات واعتقل وأخفى قسرياً مئات المتظاهرين، - مسؤوليته المباشرة عن إطلاق قذيفة أربي جي على تجمع للمدنيين من سكان مخيم اليرموك أثناء توزيع المساعدات الإنسانية، - مسؤوليته كقائد لسرية القيادة العامة لما يسمى محور فلسطين في حصار وتجويع مخيم اليرموك ومساهمته بقصف وتدمير المخيم".

وبتوسع عملية البحث والتحري التي قام بها فريق التقصي في "زمان الوصل" تمكنا من الوصول إلى شهود وضحايا مباشرين للمدعو (موفق الدواه)، والذي كما أسلفنا يعد أحد أبرز وأخطر قادة المجموعات في الميليشيات الفلسطينية التي قاتلت إلى جانب النظام في مخيم اليرموك والمناطق المحيطة به، والتي ماتزال تقاتل حتى اليوم على جبهات مختلفة في سوريا.
فالمدعو "موفق دواه" الملقب بـ (أبوعكر) هو من سكان مخيم اليرموك- شارع صفد، ويعرف عنه قبل الثورة أنه كان عامل بناء (نجار باطون)، كما أنه من أصحاب السوابق ودخل سجن عدرا عدة مرات بعد إدانته بجرائم مختلفة.

وبعد اندلاع الثورة السورية وامتدادها إلى مخيم اليرموك ومحيطه، كانت بداية "موفق الدواه" مع المدعو (أبو محمد سرية) وهو مسؤول الفرع الداخلي في مخيم اليرموك، والذي أعطاه دراجة نارية ومسدس حربي، حيث شارك في عمليات التشبيح وقمع المتظاهرين في مناطق التضامن والزاهرة والميدان، إلى أن انضم "موفق دواه" إلى اللجان الشعبية داخل المخيم، والتي كانت تتبع لميليشيا الجبهة الشعبية – القيادة العامة والتي يتزعمها (أحمد جبريل).
وبحسب الشاهد، الذي طلب عدم الإفصاح عن اسمه مؤكداً استعداده للإدلاء بشهادته أمام أي جهة قانونية مختصة أو محكمة في أي من دول الاتحاد الأوروبي، "فإن موفق دواه كان من أوائل الأشخاص الذين التحقوا بميليشيا "أحمد جبريل"، وقاد فيها إحدى المجموعات لقمع المظاهرات والاحتجاجات في مخيم اليرموك ومناطق الحجر الأسود ويلدا، إضافة إلى اشتراكه في معارك في مواجهة فصائل الجيش السوري الحر التي تشكلت في تلك المنطقة".

كما أفاد شاهد آخر لفريق التقصي، أن "الدواه" كان أحد قادة المجموعات المقاتلة في ميليشيا (قوات درع الأقصى) التي يقودها المدعو "سائد عبد العال" وهي الجناح العسكري لـ(حركة فلسطين حرة)، والتي أسسها المدعو "ياسر قشلق" وهو رجل أعمال فلسطيني، وهو ما تؤكده الصور التي لدى فريق التقصي والتي يظهر فيها موفق دواه مع مجموعته وخلفهم علم وشعارات الحركة والميليشيا التابعة لها.
وكان "الداوه" بالإضافة إلى كل من (أحمد سويدان – ومفيد سلام – وفراس نجم (أبوعلي)، سامر أبو حشيش – إياد أبو زرد) من أوائل الأشخاص الذين اجتمعوا حول قائد ميليشيا (قوات درع الأقصى) "سائد عبدالعال"، وبدؤوا بأعمال القمع والاعتقال والتنكيل بحق أهالي مخيم اليرموك، ونصبوا الحواجز على مداخل المخيم، كذلك شارك موفق مع مجموعته إلى جانب قوات النظام باقتحام مخيم اليرموك وقصف المدنيين فيه، وتم توثيق مشاركته بفيديو نشر من قبل ميليشيا فلسطين حرة التي ينتمي لها.

وبحسب الشاهد فإن "موفق الدواه" متهم من قبل سكان المخيم بارتكاب الكثير من الجرائم، منها جرائم اغتصاب لنساء من مخيم اليرموك في مسجد البشير، وهو ما وثقته (مجموعة العمل لأجل فلسطينيي سوريا)، وهي منظمة حقوقية مرخصة في بريطانيا وتهتم برصد أحوال اللاجئين الفلسطينيين في سوريا، وتوثيق كافة انعكاسات الحرب السورية عليهم وما آلت إليه أوضاعهم الإنسانية والقانونية والمعيشية جراء الأزمة السورية منذ 2011م حتى الآن، والتي ذكرت في أحد تقاريرها أنه "وبعد إحكام النظام السوري السيطرة على المنطقة المحيطة به، حوّلت مجموعات الأمن السوري والميليشيات الموالية لها المسجد إلى ثكنة عسكرية، وتم وضع حاجز سُمي فيما بعد حاجز البشير، بعدما فرض الحصار على المخيم.
*اغتصاب في المسجد!
اعتقل النظام السوري آلاف اللاجئين الفلسطينيين والسوريين على حاجز "البشير" ذي السمعة السيئة، عن طريق ملثمين من أبناء المخيم، علاوة على ذلك ووفقاً لشهادات معتقلين سابقين، فقد تحدثوا عن حالات اغتصاب عناصر الأمن السوري لفتيات في المسجد.
وبحسب شهادات متقاطعة فإن تلك الجرائم حدثت خلال فترة حصار المخيم الجزئي في منتصف العام 2013، والتي كان يسمح فيها للمدنيين للخروج من أجل شراء المواد الغذائية، فخلال خروج المدنيين والذين كانوا من النساء قام عناصر الحاجز بإطلاق النار وافتعال اشتباك وإغلاق المخيم لعدة أيام واعتقال عدد من النساء داخل واغتصابهم داخل جامع "البشير" الذي اتخذته قوات النظام والميليشيات الفلسطينية مقرا لها.
أما أبرز الجرائم التي ارتكبها (موفق الدواه) بشكل مباشر ومتعمد بحق المدنيين من سكان مخيم اليرموك، فكانت إطلاقه قذيفة من قاذف (ار ب جي) بإتجاه تجمع للمدنيين في (ساحة الريجة) خلال استلامهم لمساعدات وكراتين مواد غذائية في أواخر شهر آذار مارس/ 2014 انتقاماً لمقتل أحد أقربائه في معارك مع الجيش الحر داخل المخيم، وهو ما أدى إلى مقتل 17 شخصاً وإصابة آخرين، ومنهم المدعو (عمار حجو)، والذي أصيب بساقه وفخذه والمقيم حالياً في ألمانيا، والذي أدلى بشهادته مسجلة لفريق التقصي مبديا استعداده لأخد صفة المدعي بحق "موفق دواه" أمام الادعاء الألماني.

كذلك أكد الشهود أن كلا من "موفق الدواه" و"محمود قاسم سويدان"، و"مفيد سلام" كانوا من المشاركين بـ (مجزرة شارع علي الوحش)، والتي حدثت في 5/ 1 / 2014، بعد أن تم إعطاء ضمانات لسكان المخيم المحاصرين بالخروج من المخيم من خلال حاجز شارع علي الوحش بين منطقتي "حجيرة" و"ببيلا" في ريف دمشق الجنوبي، والتي راح ضحيتها 250 شخصا، تم إعدامهم ميدانياً من قبل ميليشيات النظام والميليشيات الشيعية، واعتقل فيها ما يزيد عن 1500 شخص من أبناء مخيم اليرموك ما يزال المئات منهم قيد الاختفاء القسري وفق تقارير لمجموعة "العمل لأجل فلسطينيي سوريا".
وأمام هذه الشهادات والمعلومات وعلى اعتبار أن "موفق الدواه" قد حصل على حق اللجوء في ألمانيا، فهذا يجعل من الممكن البدء بإجراءات محاكمته والتحقيق بما ارتكبه من جرائم بوجود شهود وضحايا مباشرين من جرائمه على استعداد للادعاء والإدلاء بشهاداتهم أمام القضاء، كذلك من الممكن أن يتم إعادة دراسة ملفه لتقييم قرار حصوله على حق اللجوء ومن ثم سحبه في حال ثبت تورطه في هذه الجرائم، فالقوانين الألمانية النافذة تجيز إلغاء وضع اللاجئ حيث يدرج "المكتب الاتحادي للهجرة واللاجئين" BAMF أربعة أسباب لإلغاء وضع اللاجئ لأحد الأسباب التالية أو جميعها وهي:
1- إذا تبين أن الشخص الذي يتمتع بالحماية قد ارتكب جريمة حرب أو جريمة جنائية خطيرة وغير سياسية خارج ألمانيا.
2- إذا كان الشخص قد خرق أهداف ومبادئ الأمم المتحدة.
ومن الجدير بالذكر أن اسم "موفق الدواه" ورد في تسريبات "زمان الوصل" عام 2015، وذلك في وثيقة تمكنت "زمان الوصل" من الحصول عليها، ولخصت الوثيقة الرسمية الصادرة عن ميليشيا "الدفاع الوطني" في اليرموك ما حدث بتاريخ 10/10/2014، الذي صادف يوماً من أيام توزيع المساعدات الإنسانية، حيث قال كاتب التقرير إن صباح ذلك اليوم شهد تسلل مجموعة من المقاتلين الذين أطلقوا النار على مرتزقة "الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين- القيادة العامة"، فأصابوا أحد المرتزقة "نضال الدواه" برصاصة في رأسه أدت إلى مقتله.

وبعد انتهاء الاشتباكات التي استمرت حوالي ساعتين، توجه "موفق دواه" وهو قائد سرية القيادة العامة في محور فلسطين، إلى مكتب "جمعة العبدالله"، أحد أعضاء اللجنة المركزية للجبهة، وأحد ضباط أمن محور مخيم اليرموك، وهناك جرت ملاسنة بين الطرفين، نتج عنها إصابة "موفق الدواه" برصاصة في الفخذ.
وثيقة تروي مشهد إجرام حقيقي داخل مليشيا "أحمد جبريل"
زمان الوصل - خاص
تعليقات حول الموضوع
لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية