طالت العقوبات الأمريكية في 17 حزيران/ يوينو الماضي، ولأول مرة على الإطلاق، زوجة رأس النظام السوري بشار الأسد، "الوجه الأنثوي لديكتاتورية الأسد"، على حد وصف شبكة ''فوكس نيوز' المقربة من الرئيس الأمريكي دونالد ترامب.
وتناولت "فوكس نيوز"، في تقرير ترجمته "زمان الوصل"، الدور الذي لعبته "سيدة الياسمين" في سنوات الحرب، والذي ساهم في إراقة دماء ما يزيد عن نصف مليون سوري. هذا الدور الذي وصفه وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو بأنه أتى بدعم من زوجها وأفراد عائلتها "الأخرس" الذين أصبحوا من أشد المستفيدين من الصراع السوري.
ووفقا لكنان رحماني، مدير حملة لمناصرة سوريا، مقرها واشنطن، إن "الأدوار العامة لأسماء الأسد ،45 عاما، كانت دعائية تتجمل بمواقف إنسانية شبه زائفة، ولكن من منظور أوسع كانت أكثر ارتباطاً بقرارات زوجها السياسية"؛ حيث قامت بتعزيز صورتها وصورة بشار كزوجين وطنيين مفعمين بالإنسانية همهم خدمة الشعب.
وعقب زواج أسماء من بشار، اعتبر الزوجان من الإصلاحيين الشباب الجدد الذين سيقودان سوريا إلى مستوى جديد من التقدم والعلمانية، خاصة مع دفع أسماء لحظر الحجاب في التعليم المؤسسات، وقيامها بزيارة الكنائس والأقليات الدينية الأخرى.
يقول سعد شريعة، عضو مجلس إدارة شركة الأبحاث السورية "بكه ميديا"، "عندما تزوج بشار من امرأة سنية، خلق انطباعا لدى السوريين بأن تغييرا في السياسة الطائفية للنظام يمكن أن يحدث ويلعب دورا إيجابيا ولكن ما حدث كان العكس."
في الأشهر الأولى من الانتفاضة الشعبية، لم تجر أسماء أي مقابلات، ولم تظهر سوى عدد قليل من الجمهور. ومع أوائل عام 2012 ، قام الاتحاد الأوروبي بتجميد أصولها ووضعها في حظر السفر بصفتها مواطنة بريطانية، قادرة على زيارة أرض ولادتها، وبالتالي كانت عرضة للعديد من الحملات والدعوات لوزارة الداخلية البريطانية لإلغاء جنسيتها.

يزعم بعض القادة البريطانيين أن هناك مجالًا أكبر للتفاوض إذا بقيت مواطن، في حين يدعي آخرون أنها لا يزال لديها لوبي قوي للدعم نابع من عملها السابق في القطاع المصرفي.
في نفس العام، بدأت شائعات الاضطراب الزوجي تنتشر. رسائل البريد الإلكتروني الإيحائية بين بشار وعشرات من النساء الأخريات تم تسريبهن إلى الصحافة. ويقال أن أسماء استخدمت ذلك لصالحها لاعتلاء دور أكثر أهمية في بيت النظام، والصعود إلى السلطة محاولة زيادة شعبيتها بين جمهور الموالين.
وبحسب المعارض أيمن عبد النور، صاحب موقع "كلنا شركاء" ورئيس منظمة المسيحيين السوريين، فإن أسماء الأسد لم تكن في البداية من أنصار القتل والفظائع الجماعية، ولكن بعد أن تسربت رسائل البريد الإلكتروني حول علاقات زوجها النسائية، أرادت أسماء المغادرة مع أطفالها، لكن الجيش لم يسمح لهم بالذهاب.
صفقة عائلية أبرمها فواز الأخرس، والد أسماء، مع بشار لتهدئة الخلاف العائلي، وافق بشار بموجبه على أن تلعب أسماء دور السيدة الأولى مقابل دعم الرئيس بحبها وابتسامتها، وفقا لعبد النور.
ومن واجهات تبييض الأموال التي استخدمتها أسماء الأسد لتمويل النظام السوري، كانت شبكة أعمالها الخيرية وعلى رأسها "الأمانة السورية للتنمية"، بحسب الحكومات الأجنبية.
وتقول "فوكس نيوز أن "المنظمات غير الحكومية، التابعة لأسماء، قد استفادت من العقود المبرمة مع المفوضية واليونيسف وبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي، والتي قدمت ملايين الدولارات لعملياتها الخيرية الفاسدة"؛ حيث تدير "الأمانة السورية للتنمية" 15 مركزًا مجتمعيًا تقوم من خلالها بسحب الأموال إلى جيوب النظام، مع تقديم بعض المساعدة للبيئة الحاضنة الموالية.
وفي خطوة لافتة تلت العقوبات مباشرة، ظهرت أسماء وبشار دون رادع لالتقاط صورة مع جنود الجيش النظامي على إحدى الجبهات في محافظة إدلب لأول مرة.
قد تكون هذه الخطوة الجريئة مجرد البداية لأسماء، والتي يتوقع الخبراء أنها ستزيد من نفوذها ونفوذها حيث يستعيد النظام المزيد والمزيد من الأراضي. ولكن بحسب "عبد النور"، هناك قوى كثيرة تريد رحيل بشار، وفي حال حدث تغيير كامل للنظام، فما على أسماء وأطفالها إلا الهروب."
زمان الوصل - ترجمة
تعليقات حول الموضوع
لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية