أدخل كلمات البحث واضغط على إدخال.

مهلاً.. هكذا حالنا قبل "قيصر"

سيزيد القانون من إفلاس الأسد - جيتي

ستعلن الولايات المتحدة ليل اليوم، عبر وزير خارجيتها مايك بومبيو، عن الحزمة الأولى من "قانون قيصر" ما سيدخل سوريا وشركاءها، على كلتا الضفتين، بطور جديد ومفتوح على غير احتمال.

قد يكون المبتدأ استمرار الأسد وتعميق حكمه بعد الاشتغال على استغلال القانون والمؤامرة الامبريالية، ومنتهاه إسقاط أو التسريع بإسقاط الأسد، أو وقف تبديد الثروات والذهاب صاغراً لطاولة المفاوضات.

ولكن، وتفادياً لخلط سنراه منذ ليل اليوم، وتحميل أسباب "تعاسة السوريين" على الاستعمار والامبريالية، ربما من الضرورة الإشارة إلى الواقع وتوقعات المآلات عبر نقاط  خمس بـ"قانون قيصر" عشية تطبيقه.

1- نؤمن، كسوريين عقلاء، أن واشنطن وترامب وغيرهما، من الأقوياء ودعاة الديمقراطية، لا يهمهم حياة وحقوق السوريين، وإلا لكان أمامهم خلال مقتلة ممتدة لعشر سنوات، ألف عذر وسبب، ليقتلعوا عصابة الأسد ليبدأ السوريون نحو الدولة والمواطنة والديمقراطية.
2-نعلم أقرب لليقين، أن العقوبات لا تسقط الأنظمة المستبدة، ولنا أمثلة بكوبا وكوريا والعراق والسودان وليبيا وغيرهم، بل بغالب الأحايين، يستغل الطغاة العقوبات بأمرين، زيادة الشعاراتية وتعزيز المؤامرة واستغلال الشعب، والثاني ممارسة التفقير ورمي الأسباب على العقوبات..
رغم أن ذلك ليس "قرآنا" كما أن لسوريا خصوصية الحرب وعدد القتلى وتراجع موارد الدولة وإفلاس العصابة وتعرّي الأسد.
3-سترتفع نبرة المضللين، منذ اليوم، لرمي تهم تجويع وتفقير السوريين، على قانون "قيصر" متناسين أن سوريا برعاية الأسد، وقبل تطبيق القانون، قد دخلت موسوعة "غينس" وعلى الصعد والمؤشرات جميعها، فالفقر نحو 90% والبطالة 83% وعجز الموازنة 1400 مليار ليرة، والعملة تراجعت 50 مرة والأسعار زادت 30 ضعفاً والمحتلون يسرحون بسوريا ويمرحون، بعد أن أجرّهم ابن أبيه، الأرض والثروات والمصير.
لذا، من التضليل والقذارة، رمي مسؤولية الواقع السوري وحال الشعب، لقانون لم يطبق بعد.
4- سيؤثر "قانون قيصر" ودونما شك، على معيشة المواطنين ويزيدها تعاسة، فالعملة سيزيد تدهورها وربما تنهار، وستنعكس العقوبات، وإن بشكل غير مباشر، على العرض السلعي والأسعار ..وغيرهم.
5- لكن السؤال الأهم، ألن يؤثر القانون على عصابة الأسد.

سيؤثر على الأرجح وعلى مستويات عدة، جلها سيصب في صالح السوريين، وإن على المدى البعيد.

مثلاً، سيوقف القانون بيع وتأجير ثروات سوريا، خاصة لشريكي الجريمة، موسكو وطهران.

سيوقف "رشى" إعادة الإعمار التي يمكن لو صارت، أن تساهم بإعادة إنتاج الأسد، كما أن شل إعادة الإعمار سيحمي حقوق وممتلكات السوريين،
خاصة المهجرين والمهاجرين، فالأسد سيفتح الباب للبناء والاستثمار على عقارات وحقوق هؤلاء "الإرهابيين" سيوّجه القانون صفعة للدول التي حاولت خلال الآونة الأخيرة، دعم الأسد وإعادة العلاقات والتمثيل معه، إن الإمارات أو غيرها.

سيؤكد القانون لـ"رجال الأعمال" أن الاستمرار بمناصرة ودعم الأسد، مجازفة وحماقة، وسنرى، أو لابد أن نرى، هروباً لأشخاص وتهريباً لأموال.

سيزيد القانون من إفلاس الأسد، ما يزيد من احتمال خروج الشعب السوري للمطالبة بأبسط مقومات العيش...وزيادة الطالبات الخارجية للديون وفقدان حل بيع سوريا للتسديد.

ونهاية القول إشارة: حتى لو سقط الأسد جراء قيصر أو صدرت عقوبات أخرى وسقط ولو بعد مئة سنة، فالفضل يعود للسوريين الأحياء والشهداء، الذين كسروا حواجز الخوف وتطلعوا للعيش بحرية وكرامة وبدولة لا مزرعة، وما قيصر وسواه، إلا متممات أو عوامل -ربما- مساعدة.

لذا، لا بد لكل متشدق ومتفذلك، أن يضع الحال لسوريا والشعب والعصابة الحاكمة، نصب عينيه اليوم، قبل تطبيق أي حزمة من القانون الأمريكي الذي لم يأت على الغذاء والدواء والصحة والمعيشة، بل ركّز على كل ما يمكن أن يعيق استقواء الأسد على الشعب وإيغاله بتبديد حقوقهم...ويرأف المناضلون الجدد بحالتنا بألا يبيعوا وطنيات وشعارات، لأن سوريا الحالية هي سوريا الأسد التي باعت وخانت وقتلت وأفقرت وأكلت شعبها، وليس الوطن الذي يسعى إليه الحالمون.

عدنان عبد الرزاق - زمان الوصل
(262)    هل أعجبتك المقالة (255)
التعليقات (0)

تعليقات حول الموضوع

لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية
*يستخدم لمنع الارسال الآلي