لم يكن الشاب "عبد الهادي الرداوي" قد تجاوز الـ16 من عمره عندما تم اعتقاله من إحدى المظاهرات وسط دير الزور من قبل عناصر الأمن العسكري ليغيب وراء الشمس دون أن يعلم ذووه شيئاً عن مصيره إلى أن تبلغوا خبر وفاته تحت التعذيب في سجن "صيدنايا" مؤخرا.
وكانت الشبكة السورية لحقوق الإنسان قد أشارت بتاريخ 24 تموز يوليو/2019 إلى أن السلطات السورية تنفي إخفاءها القسري للطفل "عبد الهادي"، ولم تتمكن الشبكة من معرفة مصيره حتى الآن، كما عجز أهله عن ذلك أيضاً، وهم يتخوفون من اعتقالهم وتعذيبهم في حال تكرار السؤال عنه كما حصل مع العديد من الحالات المشابهة.
وكان "الرداوي" يدرس الصف الثاني الثانوي في المدرسة الثانوية التجارية بدير الزور عندما التحق بالمظاهرات والحراك السلمي كغيره من شبان المدينة الذين كانوا يتوقون إلى الحرية والعيش بكرامة فتم اعتقاله من إحدى المظاهرات من قبل قوى الأمن العسكري التابعة لقوات النظام السوري بتاريخ 20/ تشرين الثاني/ 2012.
وروى المهندس "فهد الرداوي" لـ"زمان الوصل" أن قريبه اقتيد إلى الفرع قبل أن يتم نقله إلى فرع "فلسطين" بدمشق، ومن ثم فرع "الخطيب" وتابع أقارب له موضوع اعتقاله بالتعاون مع المتقنفذين لدى النظام ولكن دون جدوى، وعلم ذووه من معتقلين سابقين أفرج عنهم بوجوده في سجن صيدنايا عام 2016 ليقضي بالإعدام الميداني في ذات العام.
وكشف "الرداوي" أن "عبد الهادي" اتهم بعد عرضه على محكمة الإرهاب بالتواصل مع الخارج رغم حداثة سنه، ولم يتم تسليم من تبقى من عائلته في سوريا أي وثيقة أو حتى جثته.
وكشف المصدر أن والد الشاب الضحية توفي قبل 15 عاماً وكان عبد الهادي لا يزال في الثانية من عمره، وبعد استيلاء تنظيم "الدولة" على مدينة دير الزور فرت عائلته خارج سوريا، مضيفاً أن "عبد الهادي" لم يكن الأول من العائلة ممن قضوا في سجون النظام، فعائلة "الرداوي" قدمت أكثر من 12 شهيداً ومنهم "عمر" و"سعد" و"رافع "و"صدام" "وسامي" و"كرم الرداوي" وشقيقه "سعد" 60 عاماً لا يزال معتقلاً منذ العام 2013 وكذلك ابن عمه "صلاح الرداوي".
وقضى آلاف المعتقلين تحت التعذيب في سجون النظام حيث وثقت "الشبكة السورية لحقوق الإنسان" في تقرير لها بتاريخ 26 حزيران يونيو/2018، مقتل أكثر من 13 ألف شخص بسبب التعذيب في سوريا، غالبيتهم على يد قوات النظام.
وأعربت الشبكة السورية لحقوق عن تخوفها من عمليات التعذيب وربما الموت بسبب التعذيب بحق المختفين قسرياً منذ عام 2011 ولا يزال عداد الإختفاء القسري في تصاعد مستمر، علماً أن حكومة النظام ليست طرفاً في الاتفاقية الدولية لحماية الأشخاص من الاختفاء القسري، لكنها على الرغم من ذلك طرف في العهد الخاص بالحقوق المدنية والسياسية والميثاق العربي لحقوق الإنسان اللذين ينتهك الاختفاء القسري أحكام كل منهما.
فارس الرفاعي - زمان الوصل
تعليقات حول الموضوع
لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية