أدخل كلمات البحث واضغط على إدخال.

كاتب سوري ينال جائزة الالتزام بالفنون في كندا

مطر

نال الشاعر والكاتب السوري "عبد الرحمن مطر" منذ أيام جائزة تمكين المجتمعات: الالتزام بالفنون التي يمنحها "مهرجان التعددية الثقافية" في مدينة "تورنتو" الكندية بشكل سنوي، وذلك لاهتمامه بتنظيم الأنشطة الثقافية في كندا، بالتعاون مع بعض الكتاب، من خلال المنتدى الثقافي السوري المتوسطي، الذي يديره منذ سنوات، إضافة إلى دوره في تعزيز التعاون بين المنظمات الثقافية، والمشاركة في برامج المجتمعات المحلية والمساهمة الفعّالة في التمكين الثقافي، وفي خلق فرص الحوار والتواصل بين الكتاب والفنانين، من ثقافات متعددة.

وعبّر مطر في حديث لـ"زمان الوصل" عن اعتزازه بهذه الجائزة بقيمتها المعنوية العالية التي تعني له –كما يقول- تكريماً للجهود الجادة، التي تسعى لتعزيز هويتها الثقافية داخل مجتمع متعدد الثقافات.

وتكريماً لكل اللاجئين والمهاجرين، والاعتراف بنتاجهم الإبداعي، وبمقدرتهم على الاندماج وتعزيز سبل الحوار، والتواصل مع الثقافات المختلفة، وهي التفاتة مهمة لصالح المثقفين السوريين المتواجدين في كندا، الذين يساهمون بفعّالية ملحوظة، في مجتمعاتهم المحلية، وحيثما تواجدوا أوعملوا.

واستدرك "مطر" أن جائزة الالتزام بالفنون هي في الواقع تكريم لكل الكتاب والفنانين السوريين والعرب، الذين كان لمشاركتهم المميزة، الفضل في وصول المنتدى الثقافي السوري المتوسطي، إلى الجمهور الكندي، وأن يحظى بالاحترام والتقدير.

ولفت إلى أن هذه الجائزة، إذا كانت ستفتح لنا أبواباً أخرى في العمل الثقافي داخل كندا، فإنها تضع أمامنا مسؤولية الاستمرار في تطوير عملنا، والمضي قدماً على تعزيز تواجدنا الثقافي، والتعريف بالمبدعين والفنانين العرب، وتقديم نتاجهم إلى الجمهور الكندي.

بدورها قالت الكاتبة والمحامية الكندية – الكولومبية "باولا غوميز" مؤسسة ومديرة المهرجان في حديث خاص لـ"زمان الوصل" أن التزام الكاتب والشاعر "مطر" بالترويج للثقافات، والثقافة العربية بصورة خاصة، والاحتفال بهما يمكن أن يسهم بشكل كبير في المشهد الثقافي والفني في "اونتاريو/ كندا" من خلال مشاركته مع رابطة القلم الكندي، ولجنة الكتاب في المنفى، ومشاركاته المختلفة في الحياة الثقافية.

وقد تمكن "مطر" من إنشاء مساحة للفنون والثقافة، وإدماج الفنانين والمبدعين الناطقين بالعربية في المشهد الثقافي في "أونتاريو"، بالإضافة إلى الترويج لجميع الثقافات الأخرى، والاحتفال بها.

من هنا كان قرار مهرجان التعددية الثقافية منح "مطر" جائزة تمكين المجتمعات بشأن الالتزام بالفنون لعام 2020.

و"مهرجان التعددية الثقافية"، هو المهرجان الأبرز الذي يعنى بثقافات المهاجرين واللاجئين في "تورنتو"، عبر أنشطة ثقافية وفنية متعددة في الشعر والمسرح، والتشكيل، والموسيقى والرقص، ويحظى بدعم واسع من المؤسسات الكندية المختصة، مثل مجلس الفنون الكندي، ورابطة القلم، ورئيس الحكومة "جوستين ترودو".

وحول أهمية مهرجان التعددية الثقافية، وتأسيسه عام 2017 قالت غوميز: "إنه يأتي كحاجة لخلق فضاء لعرض مواهب وإسهامات الوافدين الجدد، واللاجئين والمهاجرين والفنانين المبدعين.

من خلال المهرجان، وتشجيع الإدماج والاحتفال بالتعددية الثقافية في "تورونتو"، مع توفير مساحة للفنانين لعرض أعمالهم، والوصول إلى فرص التطوير المهني مع إعطاء السلام وبناء المجتمع والإيمان بالمصالح المشتركة. وأضافت اللاجئة الكولومبية: "نحن، كلاجئين، عانينا من الأصوات المعادية للاجئين والمهاجرين، ونحن عازمون على العمل من أجل مجتمع أكثر إنصافًا، خاصة المجتمع الذي يعترف بقدراتنا ومهاراتنا ويأخذ أصواتنا كمبدعين ومانحين وبناة مجتمع".

وشارك الكاتب السوري "مطر"، الذي يتحدر من مدينة الرقة في دورات مهرجان التعددية الثقافية منذ إطلاقه، إضافة إلى شعراء وفنانين من جنسيات مختلفة.

وفي الدورة الحالية 2020، نظمت إدارة المهرجان ندوة حوارية بعنوان "ثمن الحرية" طرحت من خلالها تساؤلاً رئيساً: كيف يختبر المرء الحرية؟ ما هي حرية التعبير؟ وماذا يحدث للكتاب والصحفيين الذين تتعرض حياتهم للخطر، وشارك في هذه الدورة من مهرجان التعددية الثقافية 64 مبدعاً في مختلف مجالات الفنون والكتابة وتحدث المشاركون في هذه الندوة التي تم تنظيمها على الهواء مباشرة، بسبب الإجراءات المتصلة بفايروس "كورونا"، عن تجاربهم وآثارها ورحلاتهم إلى أماكن آمنة.

وما الثمن الذي يجب أن يدفعوه مقابل الحرية - وهل هم حقًا أحرار في كندا؟ وكان من بين المتحدثين أيضا كل من الفنان "هنري أوزورياجا/ كولومبيا "– الشاعرة "جاكلين سلام/ كندا"- الصحفي "تيري موستافانغا/ كينيا"، وكتاب وفنانون من إيران والبرازيل وكوريا الجنوبية وزيمبابوي، والهنود الحمر (السكان الأصليون – كندا)، كما اشتمل المهرجان على أمسية شعرية أيضا بمشاركة كل من "بانو زان – تشارلز سميث – سيرجيو فاليكو – ياسيد أورتيغا – خاشيار محمد، وعبد الرحمن مطر".

يذكر أن الكاتب "مطر"، يقيم في كندا، بصفته لاجئاً منذ العام 2015، وهو عضو في رابطة القلم الكندية واتحاد الكتاب في كندا، ويدير المنتدى الثقافي السوري المتوسطي في "تورنتو"، وهو عضو في المكتب التنفيذي لرابطة الكتاب السوريين، وتعرض للعديد من تجارب الاعتقال في سوريا وليبيا.

فارس الرفاعي - زمان الوصل
(425)    هل أعجبتك المقالة (306)
التعليقات (0)

تعليقات حول الموضوع

لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية
*يستخدم لمنع الارسال الآلي