أدخل كلمات البحث واضغط على إدخال.

بالأرقام والصور الفضائية.. السوريون خسروا 47 مليار ليرة سورية بسبب الحرائق الزراعية

وسطي الخسائر 47 مليار و 200 مليون ليرة سورية

ما إن كادت تهدأ نيران مدافع الأسد عن حرق الأرض واليابس على وجهة البسيطة السورية، حتى اندلعت نيران أخرى لم يعرف التاريخ السوري لها مثيلا، هدفها هذه المرة قوت المدنيين ومحاصيلهم الزراعية، ما حدا بالبعض التأكيد أنها بفعل فاعل.

ورصدت "زمان الوصل" حدوث مئات الحرائق خلال شهري نيسان/أبريل، وأيار/مايو الماضيين، التهمت آلاف الهكتارات من المحاصيل الزراعية والأراضي الحراجية والأشجار المثمرة.

ولم تصدر جهات النظام أي دراسة أو تقدير دقيق لحجم تلك الخسائر والأضرار.

وخلال هذه الفترة تراشقت أطراف النزاع السوري الاتهامات بافتعال هذه الحرائق، وأي كان الفاعل والهدف من هذه الحرائق، فإن الخاسر والمتضرر الأكبر في النهاية هو الفلاح البسيط الذي كان ينتظر موسم الحصاد ليعيل أسرته في ظل التدهور الاقتصادي الذي تمر به سورية حالياً وفي مختلف مناطقها.


وإن كان الإعلام على مختلف تبعيته قد غطى جزءا من هذه الحرائق وفي مناطق متفرقة على امتداد الأيام والأسابيع الماضية فإن حرائق كارثية كبرى غفل عنها الإعلام كلياً كتلك الحرائق التي نشبت في حراج الجبال التدمرية وأتت على آلاف الدونمات هناك.

مصادر أكدت لـ"زمان الوصل" استناداً إلى المئات من الصور الجوية الحديثة، أن حجم الخسائر كبير في ظل الغموض والتباين الكبير.

لمتابعة الموضوع على أرض الواقع كلفت "زمان الوصل" مجموعة مختصة بدراسة إحصائية مساحية دقيقة، الغاية منها الوصول إلى تقدير شبه حقيقي لحجم هذه الخسائر والأضرار، وإلى جانب ما تم نشره عبر مئات الصفحات والمواقع خلال الأيام السابقة عن هذه الخسائر والأضرار، فقد اعتمد فريق الدراسة وبشكل مباشر في تقديره لحجم هذه الخسائر على قياس المساحات المتضررة اعتماداً على مئات الصور الفضائية الحديثة التي تم أخذها إلى أغلب مناطق القطر السوري، حيث تم قياس وحساب المساحات المتضررة باستخدام أدوات احترافية خاصة بقياس المساحة بالاعتماد على الصور الفضائية، وذلك للوصول إلى تقدير حقيقي لحجم تلك الأضرار والخسائر.

وسوف نعرض في هذا التقرير بعض الصور الحديثة التي تظهر لحظة اشتعال بعض هذه المناطق المزروعة في أنحاء مختلفة من الأراضي السورية:

** جدول يبين توزع المناطق التي تعرضت للحرائق حسب المسح الفضائي للمساحات المحترقة، ويتبين من خلال الجدول السابق أن مجموع الأراضي التي تم إحراقها أو التي احترقت نتيجة ارتفاع الحرارة بلغت 46318 هكتار أي ما يعادل (463180) دونما وهي مساحة كارثية على المستوى الاقتصادي بكل ما تحمله هذه الكلمة من معنى سواءً على مستوى الاقتصاد الفردي للأسرة أو العائلة التي تنتظر المحصول السنوي، أو على مستوى الاقتصادي العام ككل.

ولحساب حجم الخسائر في المناطق المتضررة تم اعتماد المناطق المزروعة بالمحاصيل الزراعية فقط، ولم يتم احتساب المساحات المحروقة من المناطق الحراجية والأشجار المثمرة، كما تم حساب الخسائر اعتماداً على معدل الإنتاج الوسطي للدونم الواحد من مادة القمح والذي يقدره وسطياً المزارع السوري في منطقة الجزيرة بحوالي 500 كغ للدونم الواحد.

** صور فضائية من حرائق محافظة الحسكة: حيث تقدر الخسائر بآلاف الدونمات

** حرائق في ريف درعا والسويداء: قنوات- سليم- القريا- المجدل- نجران ** وتعتبر من أكبر المناطق التي تعرضت للحرائق حيث امتدت النيران التي من المؤكد أنها بفعل فاعل لتشكل آلاف الهكتارات الزراعية التي كانت على وشك الحصاد


** صور من منطقة عين عيسى: وتعتبر من أكبر المناطق التي تعرضت للحرائق حيث امتدت النيران التي من المؤكد أنها بفعل فاعل لتشكل آلاف الهكتارات الزراعية التي كانت على وشك الحصاد.

** صور محزنة من منطقة البادية (تدمر- السخنة): للأسف تعتبر البادية التدمرية من أكبر المتضررين على الاطلاق هذا العام حيث أحرقت النيران جبال بأكملها دون أن تأخذ حظها من الإعلام ولكن الصور الجوية الحديثة تكشف عن حجم هائل ومخيف من هذه الحرائق التي التهمت قسما كبيرا من الجبال المكسوة بالحراج والمراعي الطبيعية والتي تمتد على آلاف الدونمات. كما اشتعلت النيران بمزارع النخيل المتاخمة لمنطقة الآثار، حيث التهمت النيران مساحات كبيرة من أشجار التمور والنخيل هناك وقدرت المساحة المحروقة بحوالي 150 هكتارا من أصل إجمالي المساحة الكلية والبالغة 400 هكتار.

** صور من محافظة دير الزور: حيث شملت الحرائق مناطق متفرقة من ريف المدينة ففي الشمال الغربي منطقة أبو خشب، مهباش، قمر الدين، جبلة، وفي الريف الشمالي حتى بلدة "الشدادي" وفي الريف الشرقي حتى "البصيرة" و"الصبحة".

** صور من منطقة تل تمر:  تعتبر منطقة تل تمر ومحيطها من أكبر المتضريين أيضاً حيث تقدر المساحات المحروقة بآلاف الهكتارات


زمان الوصل - خاص
(359)    هل أعجبتك المقالة (395)
التعليقات (0)

تعليقات حول الموضوع

لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية
*يستخدم لمنع الارسال الآلي