أعلن مجلس الوزراء في حكومة النظام موافقته على رفع سعر استلام محصول القمح من الفلاحين للموسم الحالي 175 ليرة سورية، بعد يوم واحد من إعلان إدارة حزب "الاتحاد الديمقراطي" الذاتية رفع سعر الشراء 85 ليرة في محاولة لكسب السباق على قمح الجزيرة السورية.
ويأتي هذا التسابق على استقطاب إنتاج الجزيرة السورية من القمح في وقت يعاني فيه المزارعون أصعب الظروف نتيجة انهيار قيمة الليرة السورية وارتفاع مستلزمات الانتاج مع بقاء الأسعار على حالها واحتكار عملية التسويق إلى جانب كثرة حوادث احتراق محاصيل القمح والشعير في موسم الحصاد.
وذكرت وكالة أنباء النظام (سانا) أن "مجلس الوزراء" وافق على رفع سعر القمح من 225 ليرة سورية إلى 400 ليرة للكيلو غرام الواحد، وذلك ضمن استمرار خطة استجرار كامل محصول القمح في جميع المحافظات.
وجاء ذلك بعد يوم واحد من إعلان الإدارة الكردية على موقعها في شبكة "الإنترنت" إنها رفعت "سعر شراء مادة القمح من 225 إلى 315 ل.س لكل 1 كلغ وذلك نظرا مع الهبوط الحاد في سعر صرف الليرة السورية أمام العملات الصعبة حتى وصل مؤخرا إلى أكثر من 1850 ل.س مقابل الدولار الأمريكي و2000 ل.س مقابل اليورو.
كما قررت شراء كامل محصول مادة الشعير وبسعر 150 ليرة سورية للكيلو غرام الواحد، بعد شهر من إعلانها السماح للتجار بشرائه بهذا السعر كحد أدنى.
هذه الأسعار لم ترضِ المزارعين الذين اشتروا مستلزمات الإنتاج والمحروقات ودفعوا أجور تجهيز الأراضي لأصحاب الجرارات والعمال على أساس ارتفاع صرف الدولار مقابل الليرة، فسعر طن السماد 400 دولار أمريكي، وهذا يدل على أنهم سيشترون البذار والسماد مستقبلا على هذا الأساس بعد أن يبيعوا محصولهم الحالي بأسعار يحددها المسؤولون دون أخذ سعر الصرف بعين الاعتبار.
فإذا كان سعر طن القمح 12 ل.س حين كان سعر الدولار 50 ل.س المفترض يكون سعره الحالي 444 ل.س.
*النار تلتهم القمح
في الأثناء، أفادت مصادر أهلية باندلاع حريق قضى على نحو 10 آلاف دونم في حقول القمح في قرى "الحمامات والجكيمة الجنبية و المدينة والأمير وبعيرير" جنوب شرق "رأس العين".
وأحرقت النيران التي امتدت من "جسر السفح" حتى قرية "عنيق الهوى" مساحة توازيها (10 آلاف) من بقايا المحاصيل (فراز)، حيث كانت الحصادات تعمل في الحقول غادرتها قبيل وصول النيران إليها، فيما تدخلت عربة إطفاء تركية لوقف تمدد النيران من الجهة الشمالية.
كما أحرقت النيران بعض الغرف في منازل أصحاب المشاريع الزراعية في المنطقة، حيث التهمت النيران قبل يومين نحو 15 ألف دونم من الأراضي الزراعية بين نهري "الجرجب الكبير" ضمن مناطق سيطرة "الجيش الوطني" و"زركان" ضمن مناطق سيطرة "الوحدات الكردية"، وأدى الحريق وقتها إلى وفاة شابين أثناء مشاركتهما بإخماد الحريق في قرية "الأسدية".
وأكد مكتب الزراعة بمجلس "رأس العين" المحلي لـ"زمان الوصل" عدم وجود أرقام دقيقة للمساحات المتضرر من الحرائق، لكنهم يعملون على حصرها.
وخلال اليومين الماضيين أعلن"فوج إطفاء الحسكة" إخماد 5 حرائق قضت نحو 3 آلاف دونم من محاصيل الحبوب بمحيط "جبل كوكب" وقرى "الدروبية وطوق الملح والسلماسة وقبر عامر وأم الجما والصبيخة والصلالية".
وفي الرقة، اندلع حريق بأرض زراعية أثناء عملية الحصاد في قرية "بيوض" القريبة من منطقة "السلحبية"، بسبب عقب سيجارة على السنابل المراد حصادها ما أدى لاشتعال النار في الأرض الزراعية.
وأعلن "فريق الاستجابة الأولية" التابع لـ"الإدارة الذاتية" إخماد حريق نشب في أحد الحقول في قرية الدروبية يوم الاثنين بسبب شرارة انبعثت من أحد الجرارات المارة بالقرب منه، وتمت السيطرة عليه قبل توسعه، وهو ثاني حريق يتدخل بإخماده بعد حريق بقرية "حطين" في الخامس أيار مايو.
وكانت سلسلة حرائق التهمت خلال شهر أيار مايو/2020 أكثر من 20 ألف دونم من الحبوب في بادية "أبو خشب" ومنطقة الحدود الإدارية بين محافظتي الحسكة ودير الزور، هذا عدا عن مساحات واسعة في محيط بلدتي "تل تمر" و"عين عيسى" على خطوط الاشتباك على حدود "نبع السلام" بين "الجيش الوطني" والوحدات الكردية.
النظام والإدارة الكردية والحرائق يتسابقون على قمح الجزيرة السورية

زمان الوصل
تعليقات حول الموضوع
لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية