أدخل كلمات البحث واضغط على إدخال.

تمسك بعقلك جيداً.. د.محمد الأحمد*

الكاتب: النظام استخدم الجميع - جيتي

من أسوأ الأمثلة عند العرب (إن جن ربعك عقلك ما ينفعك)، ولكم أن تتخيلوا ما الذي يحصل عنما يبدأ الجنون الجماعي، ويكون مطلوباً من (العقلاء) أيضاً أن يجنوا احتراماً للمثل ذي السجع المقفى، حيث إن أغلب أمثالنا، سجع مقفى، حتى تقتلنا القافية ويأخذ من عقلنا السجع كل مأخذ.

في لحظات الانتظار الكبير، في لحظات التغيير، أو في ذاك الزمن الذي ينتظره الإنسان طويلاً، ويضحي بالكثير لأجله، يرتفع الأدرنالين، عند البعض إلى حد يشبه فيه عشاق كرة القدم الذين يتابعون أقدام اللعيبة، ويمنون النفس بهدف.

لكن موضوعنا الآن هو التغيير في سورية، هذا التغيير الذي يحسبه البعض، عبر تقاطع المعلومات، وسلوك الحكومات و كتابات الصحافة، والإرهاصات السورية الداخلية الأخيرة، المتعلقة بانتهاء الدولة العميقة، التي تحكمت طويلاً بالقرار المالي وبتعيين المناصب.

كل هذا جعل الغالبية تستنتج أن اللحظة، هي لحظة الانتظار الكبير، وفي هذه اللحظة، يبدو قاع الإنسان وقد خرج للعلن. فالعاقل عاقل، ونصف العاقل ينصص، والمجنون يجن ! .. ولا بد أن تتمسك بعقلك – أيها الشقيق السوري المعذب – جيداً,

ما يؤلمني ويجعلني أدهش – للمرة المئة – المنطق الطائفي! وسأقولها بأصرح من الصراحة !! ما يؤلمني هو المنطق الذي يخرج من هذا العقل أو ذاك، ليحمل الطائفة العلوية عقابيل المرحلة. وأؤلئك الذين وصلوا إلى حد الاستنتاج بأن هناك (علوية سياسية) في سورية !، في الوقت الذي تقول فيه كل الحقائق، بأن هذه الشريحة المجتمعية لا تملك 1% من الثروة الوطنية السورية !!! فكيف يتأتى أن تكون حاكماً، وقائد ظاهرة سياسية لنصف قرن من الزمن وتتعاطى الحكم – أولست حاكماً؟؟ - أنت لا تملك أكثر من 1 % من الثروة الوطنية، إلا إذا طبقنا نكتة سائق الوزير الذي لطالما افتخر أنه يذهب كل شهر ليقبض راتبه مع راتب معلمه، وأن المبلغ (حيل كبير) أي أربعة آلاف دولار، وعندما سئل عن حصته قال: والله حصة معلمي 3800 دولار وأنا آخذ مئتين.

ما أريد شرحه هنا، بأن النظام استخدم الجميع، استخدم الطوائف واستخدم الجيش واستخدم الحزب واستخدم التجار، ولأنه استخدم الطوائف، فالعلويون مستخدمون عنده وليسوا حكاماً، وإن كان عقد استخدام الكثير منهم (ولائي)، لكنه يبقى (مستخدماً).

الحق أقول بأن عدداً مهماً من (العلويين) تعاطف مع حافظ الأسد عام 1970م لأنه ابن الطائفة، وهذا صحيح، ولقد كان الأمر ليحصل مع (الديريين مثلاً) لو وصل منهم رئيس! هذا شعبنا، وهذه من أمراض التفكير والسلوك الشعبي العام، وكل ذي بصيرة وضمير، سيقر معي بهذه الجزئية ! .. إلا أنه ومن الصحة أيضاً الإقرار، بأن رفعت الأسد استغل هذه العاطفة للحصول على (كتيبة الحماية الكبيرة) أو على (الجيش الأمني) باختراع "سرايا الدفاع"، التي كان جلها من العلويين، فوضع حجر الأساس، لاسوأ ظاهرة في حكم سورية، كبرت وكبرت مع مرور الوقت، حتى صارت تشبه الجدار الذي ننطح به رؤوسنا جميعاً فندمى.

ولكي أكون واقعياً وموضوعياً، فإن أهلنا السنة من حقهم الاحتجاج، والشعور بالغبن، ولا بد من أن نجري نحن السوريين، تصحيحاً حقيقياً لهذه الظاهرة المريضة، التي تم تعميمها بشكل مستفز في الأجهزة الأمنية، والجيش، وهذه مهمة العقلاء الوطنيين الأولى، عقب لحظة التغيير الوطنية.

بيد أن المقدمات الخاطئة لا بد أن تصل لنتائج خاطئة، فهذه ليست علوية سياسية، ولا منظومة تجعل من العلويين حكاماً للبلاد !! لسبب رئيسي بسيط للغاية وهو أن (حصة الظلم الذي تعرض لها العلويون لا تقل عن حصة الظلم الذي تعرض لها غيرهم من أبناء سورية من هذا النظام). فأن تتحول إلى (أبله) يعذب غيره في السجون أنت، أحد أمرين، فإما مريض نفسي أو ضحية !! والثانية هي الأصح، لأن كل أؤلئك الذين صاروا في عداد الكادر العسكري والأمني، جاؤوا من مناطق منعت عنها التنمية بالكامل وهذه وثائق وزارة الإدارة المحلية بيننا، وهي الوزارة المخولة بمنح التراخيص في كل شأن تنموي في البلد ! و الهدف أن يذهب هؤلاء إلى الجيش والأجهزة الأمنية وإلا جاعوا !

أما بعد 2011م وهو عام التحول الكبير، ودخول سورية في أخطر امتحان في تاريخها، فلقد حشر العلويون بين سندان السلطة ومطرقة النخب المعارضة ... و تم رفع منسوب الخوف الوجودي عندهم، وذلك بأن الاجتثاث هو المصير المحتم. الأمر الذي خدم السلطة خدمة كبرى، وهي التي فعلت كل شيء للوصول لهذه الحالة القاتلة لكل أبناء الوطن، ولقد كتبت عن هذه القضية هنا في "زمان الوصل" غير مرة.

اليوم ونحن نقترب من التغيير ومن خلع نظام أجرم بحقنا جميعاً دون استثناء -أقول للقارىء الكريم– إن الأصوات التي ترتفع هنا وهناك لتعلون السلطة، ولتنال من شريحة مجتمعية لا بد من عقد الشراكة الوطنية معها، على أساس المواطنة والقبول المواطني، هذه الأصوات تقتل الحلم قبل أن يولد !! وتقدم للسلطة أهم أسلحة وجودها..وما لم يظهر بالفعل العقل الوطني السوري في أفضل وأنبل حالاته ويترك أمراضه جانباً فإن المرض هو القدر المستمر المحتم عند الجميع.

*من كتاب "زمان الوصل"
(254)    هل أعجبتك المقالة (280)

حفيد النبي ابراهيم

2020-05-25

والله أنك نطقت الحق, نريد من أمثالك الكثير.


فلسطيني يفكر

2020-05-26

ما كتبته صحيح ولكن القول ان من يعذب هو ضحية ايضا فيه كثير من التجني بغض النظر الذي يُعَذب علوي او سني والنقطة الاخرى هي اين وجوه العلويين الذي تصدوا لهذا الاجرام ؟.


محمددياب

2020-05-27

في المقال مغالطات اراد الكاتب تكريسها مثل مضع العلويين بين مطرقة النظام وسندان المعارضه وهذا تلقيق اراده النظام من البدء.


عربي سوري

2020-05-27

كلام فارغ لأسرتين بالحقيقة ان العلويين هم من سرق السلطة ومن نهب البلد بعضهم سرق المليارات والبعض بضعة ليرات اما اجرامهم وطائفيتهم وحقدهم فقد رأيناه في البيضة والحولة وفي السجون وفي البراميل المتفجرة فكفوا عن هذا الكلام الفارغ كلهم يعني كلهم.


ابو أنس الديري

2020-05-29

في الستينات كان ما يسمى بحكومة الديريين يوسف زعين وعيد العشاوي وفوزي رضا و ... ... الغريب ان اغلب الديريين كانوا يكرهون هؤلاء الحثالة ... ليس لأنهم جاؤوا على ظهر الدبابة ، بل لأنهم كانوا عرصات يشبعون ملذات بطونهم وفروجهم ، والتاريخ يشهد أن دير الزور كانت أسوا محافظة في ظل هذه الحكومة الفاشية ... انهم نتاج حزب البعص القذر ..


احمد

2020-05-29

كلامك مردود عليك العلويين طائفة سيطرت على السلطة وعاثت فساداً واجراماً وبلطجة.


التعليقات (6)

تعليقات حول الموضوع

لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية
*يستخدم لمنع الارسال الآلي