يتحدث الكثير من المعارضين السوريين عن تعاون نظام الأسد وتنسيقه مع تنظيم "الدولة الإسلامية"، لدرجة أن البعض يعتبر الأسد وإيران أحد أهم أسباب نشوء التنظيم.
في هذا الشأن اطلعت "زمان الوصل" على كتاب يضيء بشكل كبير على واقع التعاون والتنسيق والتوظيف بين نظام الأسد والدولة الإسلامية " في سوريا.
واتخذ الكتاب الذي تضمن دراسة بالتعاون بين "المركز السوري للدراسات والأبحاث القانونية" مع "مركز دراسات الجمهورية الديمقراطية" -اتخذ- محافظة السويداء لإنجاز الدراسة لأن التعاون والتنسيق كان واضحا، ولأن هذا التعاون تم استثماره بشكل كبير لبث الطائفية والمناطقية، وبسبب تمييز المحافظة طائفيا مما جعل لتعاون نظام الأسد مع التنظيم تأثير مزدوج تدمير وترهيب.
وجاء في الكتاب أن "من بين كلّ أدوات النظام المختبرة، لجأ ورثة السلطة إلى أسوئها، وأقلّها مناسبةً لمعالجة موضوعٍ معقّدٍ بظرفٍ معقّد. ومن هذه الأدوات كانت أداة الطائفيّة وإثارة الصراعات تطبيقًا لمقولة (فرّق تسد)، وهو ما عكس إحساسهم الشديد بعزلتهم وأقلويّتهم كحكمٍ معزولٍ عن الشعب، ولكنّه سلوكٌ نتج أيضًا من تكرارٍ أخرقَ لوصفةٍ مجرّبةٍ لطالما استخدمها حافظ الأسد وأعوانه لتدمير إرادة السوريّين واللبنانيّين والفلسطينيّين وللتدخّل في العراق".
وأضاف "كانت محافظة السويداء، حيث كان لفريقنا وجودٌ دائمٌ، وعملنا على التوثيق والاستقصاء وجمع الشهادات خلال السنوات التسع المنصرمة، ضمن المجال السوريّ العامّ الذي تعرّض للقمع والتنكيل لمنع الناس من التحرّك للتعبير عن مطالبهم واحتياجاتهم، كما تعرّضت ضمن هذا المجال لمنهجيّة سلطة الأسد بإطلاقها الفوضى وإدارتها، منذ أن نفخت الأجهزة الأمنيّة جمر الحساسيّات الطائفيّة التي كانت ترعاها لضمان التباعد بين السوريّين، وحاولت جهدها توسيع الشقاق الذي لطالما أدارته داخل المجتمع المحلّيّ، وصولًا إلى استثمارها في قوى الإرهاب والتطرّف".
سياسة الأسد خلقت، حسب الدراسة، "بيئةً مناسبةً" لتعميق الشقاق وتفعيله عندما ساد النزاع المسلّح على الثورة المدنيّة السلميّة، والذي دفعت إليه سلطة الأسد بعنفها وتوحّشها في مواجهة الثورة السلميّة، فعجّت سوريا براياتٍ "دينيّة"، وظهر التشظّي المعمّد بدم السوريّين، فانزاح المجتمع بأغلبيّته في السويداء باتّجاه الحياد عن الصراع العسكريّ، وعلت أصواتٌ فيه طالبت بالحياد وحماية هذا الحياد بالسلاح إن دعت الضرورة.
وخلصت الدراسة إلى نتيجة مفادها أن "إضعاف السلطة للمعارضة الوطنيّة الديمقراطيّة في المحافظة، الناتج عن عقودٍ من القهر والمنع والاستبداد السياسيّ، ونتيجة الحساسيّات التي تديرها سلطة الأسد بين أغلبيّة سكّانها الدروز مع البدو فيها من جهةٍ ومع محافظة درعا من جهةٍ أخرى، تقدّمت إلى المبادرة فاعليّاتٌ أهليّةٌ تقليديّةٌ درزيّةٌ كان أبرزها، وأكثرها صدى، حركة (مشايخ الكرامة) التي عبّرت عن الأفكار الدفاعيّة التقليديّة للأغلبيّة السكانيّة في المحافظة.
ودعمت الدراسة آراءها بتهديد وجهته المستشارة الإعلامية في قصر الأسد "لونا الشبل" حين قالت في لقاءٍ جمعها مع وفدٍ من السويداء "إذا لم يلتحق شباب السويداء بالجيش فإنّ (داعش) قريبةٌ منكم".
وأجمعت شريحة واسعة من مثقفي وسياسيي المنطقة والكثير من الأهالي على أن نظام الأسد يلجأ لاستخدام التنظيم كفزاعة لتخويف المحافظة كبديل عن ميليشياته، كما فعل في مدن أخرى لإرجاعها إلى "بيت الطاعة" الأسدي "تفاديًا لانهيار أكذوبة حماية الأقليّات"، التي تدّعيها وما يستتبعه ذلك من خسارتها أوساطًا ما زالت تصدّقها بين اليساريّين وغيرهم على الصعيد الإقليميّ والدوليّ.
زمان الوصل
تعليقات حول الموضوع
لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية