الصورة أعلاه للضحية وفي الكادر صورة موسى...
أضاف معتقل سابق في فرع الأمن العسكري 261 شهادة جديدة ضد الطبيب "علاء الموسى" المتواري عن الأنظار في ألمانيا متهماً إياه بتصفية شقيقه المريض بالصرع بعد تعذيبه لأيام أمام عينيه في الفرع الذي كان يتردد عليه مع الطبيب "شعيب النقري" بحجة علاج المصابين الذين يتم اعتقالهم.
وكان المعتقل السابق "محمد فجر" يسكن مقابل المشفى الميداني في حي "بابا عمرو" الحمصي، وذات يوم دخلت قوات النظام فتوارى مع شقيقه عن الأنظار خوفاً من الاعتقال -كما يروي لـ"زمان الوصل"- مضيفاً أنهما عادا بعد أن هدأ القصف.
وأثناء وقوفه مع شقيقه وابنه ذي السنتين أمام باب منزلهم أصيب شقيقه بشظايا في صدره وقدميه كما أصيب ابنه، وتم إسعافهما إلى مشفى "البر والخدمات الاجتماعية" في "الوعر" بشكل سري.
وتابع محدثنا أن قوات الجيش دخلت إلى الحي مرة ثانية مما اضطرهما للخروج منه ثانية إلى بلدة المشرفة (شرق حمص) وبعد مكوثهما لأسبوعين هناك حضرت دورية للأمن ليلاً واقتادتهما إلى مفرزة الأمن العسكري في المشرفة، وتم نقلهما صباح اليوم التالي في سيارة "فان" إلى فرع الأمن العسكري في حمص ليواجهوا أهوال الموت والتعذيب.
وروى المعتقل السابق أنه أدخل ومن معه إلى زنزانة طويلة (مهجع) تحوي منفردات على اليمين والشمال وفي كل منفردة تم زج حوالي 10 معتقلين، بحيث كان المهجع ممتلئاً على آخره.
الصرع لم يشفع له
وتابع المصدر أن شقيقه اعتاد على تناول دواء لإصابته بحالة صرع مزمنة فاستاءت حالته بعد يومين من الاعتقال وفي صباح اليوم التالي حضر الدكتور "علاء الموسى" والدكتور "شعيب النقري" اللذان كانا يتعاملان مع الفرع. وعندما طلب محدثنا من "الموسى" أن يرى حالة شقيقه طلب منه إحضاره وعندما رآه وعلم أنه من "بابا عمرو" بدأ بصفعه وأسقطه على الأرض مع الرفس والركل بقدميه وهو يصرخ في وجهه "يا إرهابي يا كلب"، وغيرها من الألفاظ والشتائم البذيئة.
وأردف المصدر أن الطبيب المذكور حضر إلى المهجع في اليوم التالي وبدأ بتعذيب شقيقه وإهانته قبل أن يطلب من عناصر الفرع أن يسحبوه إلى مكتبه ومن حينها لم يعد يعرف عن مصيره شيئاً.
بعد خروج "فجر" من فرع الأمن العسكري وبعد أكثر من شهر علم والده باستشهاد شقيقه، وهو أب لطفل وابنتين وتسلم جثته بعد أن دفع حوالي 200 ألف ليرة سورية لأحد الضباط الشبيحة في الفرع المذكور.
وبدت -كما يقول- آثار التعذيب على جسده كما ظهرت ثقوب في رأسه ولوحظ أيضاً أن ذقنه قد تم نتفها، وتابع محدثنا أنه لم ير جثة شقيقه، ولكنه رأى صورا لها بعد إحضاره إلى المنزل، وبالكاد تعرف عليها من أثر التشويه والتعذيب الذي طالها.
"
"
وأشار المصدر الذي يعيش في ألمانيا، حيث يعيش الجلاد أن هناك الكثير من المعتقلين في سجن الأمن العسكري من رفاقه تعرضوا لتكسير يديهم وقدميهم على يد "علاء موسى" وأحدهم من حي "جورة العرايس" القريب من "بابا عمرو" يدعى "رامز" تعرض لرصاصة في فخذه الأيمن، وكان يأتي إليه "علاء الموسى" ويهدده بقطع قدمه الثانية، وبالفعل قطعت رجله وهو تحت التخدير دون محاولة علاجها،، وعندما سأل عناصر الأمن عن قدمه قالوا له باستهزاء وبرودة: "عندما تخرج خذها معك".
وكشف محدثنا أنه كان يرى قدم "رامز" التي تنتفخ أحياناً فتصبح كالبالون، وهناك طالب جامعة كانت يداه مكسورتين وبقيتا لأيام دون علاج حتى بدأ الدود "ينغل" فيهما، حسب تعبيره.
زيارات تعذيب
غير أن الصورة التي لا تغيب عن ذاكرة المعتقل السابق -كما يقول- مشهد بعض المعتقلين الذين كان يؤتى بهم، وقد أصيبوا برصاص في أنحاء مختلفة من أجسادهم وكان عناصر الفرع ينزعون الرصاص من أماكن الإصابات ويتركونها مفتوحة دون تعقيم أو علاج، وكان الطبيب "الموسى" ينظر إليهم ويقول لهم بتشف بغيض: "هذا مصيركم وهذا ما اخترتموه".
واعتاد "علاء الموسى" و"شعيب النقري" على المجيء إلى فرع الأمن العسكري صباح كل يوم بهدف تعذيب المعتقلين وتصفية المرضى منهم إذا دأبوا –بحسب المصدر- على إعطاء حبوب غير معروفة للمصابين ومن يرونهم في حالة سيئة وبعد نصف ساعة يسقط المعتقل المريض منهم على الأرض بلا حراك ليتم أخذه إلى ثلاجة المشفى العسكري في اليوم التالي.
ويتبع الفرع 261 أمن عسكري الذي يقع في حي "المحطة" في حمص مقابل محطة القطار، لشعبة المخابرات العسكرية في دمشق، وهو عبارة عن عدة منازل – مبانٍ- سكنية تمّ استملاكها لصالح جهاز المخابرات العسكرية وتحويلها إلى أحد الأفرع الأمنية المنتشرة في البلاد.
فارس الرفاعي - زمان الوصل
تعليقات حول الموضوع
لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية