"جظ مظ" على مائدة فورد ومخلوف في كاليفورنيا السورية

ولد روبرت ستيفن فورد دبلوماسي من الولايات المتحدة الأمريكية، في دنفر، كولورادو. بلبل يتحدث بالألمانية والتركية والفرنسية والعربية، "يعتبر أحد أفضل المستعربين في وزارة الخارجية"، متزوج من زميلته أليسون باركلي، لهما طفل اسمه إسحاق.

في 24 أكتوبر 2011 استدعي أبو إسحاق من سوريا حرصاً على سلامته، وكان قد زار حماة واستقبله المتظاهرون استقبال الفاتحين. وزار مقبرة جماعية في جسر الشغور، واجتمع مع المعارض حسن عبد العظيم، وهاجمه الموالون بالبيض والطماطم، فنال كل هذه الجوائز، وقذف شباب الثورة السورية وأطفالها وشيوخها بالبراميل والكيماوي ولم ينل أي منهم جائزة شجاعة أو شرف سوى بعض أبناء الأقليات المدللين في الداخل والخارج مثل مازن درويش.

حصل فورد على العديد من الجوائز الوطنية مثل جائزة دان جيمس كليمنت 2005 للأعمال المتميزة، وجوائز الشرف العليا الثلاث، واثنتين من جوائز استحقاق الشرف. وجائزة الشجاعة من مؤسسة مكتبة جون ف. كينيدي لعمله كسفير للولايات المتحدة في سوريا، ويعتبر هذا المقال أن زيارته التاريخية للعبد الصالح التائب رامي مخلوف، واحدة من بطولاته التاريخية.

استمتع كثيرون بمقال روبرت فورد عن زيارته قصر كاليفورنيا السورية، لصاحبه رامي مخلوف ابن خال الرئيس، الرجل الفاضل رئيس جمعية البستان، وتقول  خلاصة "ترجمة" فورد - وهو مصطلح قديم يعني السيرة الذاتية - إنَّه أحد مشعلي الثورة السورية، وعلمتُ من أحد المعتقلين السابقين أن الشاب الذي سلّمه "الفلاشة" كان يعذب في المعتقل تعذيباً لم يره ويليام والاس في فيلم "القلب الشجاع"، ولو أني مدرس في إحدى كليات العلوم لطلبت من طلابي تحليل مقالة روبرت فورد قائد ثورتنا السورية، طالبا منهم أجوبة لهذه الأسئلة:

السؤال الأول:

هل تعرف ابن أنثى وصفَ الرجل الغامض رامي مخلوف بسلامته، كما وصفه فورد، وابن آدم حظي بمثل هذه الزيارة، وكشف عنه اللثام، وولع أبيه بالأرقام، كما فعل روبرت فورد؟

السؤال الثاني:

في التاريخ والأفلام وقائع متشابهة لما جرى من خلاف بين الأسد ومخلوف، اذكر واحدة منها موضحاً أوجه الاختلاف والشبه مثل، البرامكة وهارون الرشيد، وصراع أسرة آل كورليوني في فيلم العراب؟

السؤال الثالث:

اذكر سبب قيادة روبرت فورد للسيارة بسرعة عشرين كيلومتراً، هل هي للاستمتاع بجمال منظر الطريق الطويل المحفوف بالأشجار، أم لعدّ الحرس المتنكرين في زيّ حيوانات، أم للاستمتاع بمناظر الحيوانات المنقرضة في الطريق، مثل الديناصورات والدببة القطبية والباندا؟ وهل تذكّرك قصة مخلوف بقصة لص بغداد الشهيرة في ألف ليلة وليلة؟ أم تذكرك بمغارة علي بابا؟

السؤال الرابع:

هل يمكن اعتبار مقارنة بيت رامي مخلوف في ضواحي الشام العدية بمنتجعات كاليفورنيا من إنجازات رامي مخلوف الاقتصادية، وهل تتوقع أن نحظى يوماً بزيارة القصر، ونلتقط الصور التذكارية في ربوعه؟

السؤال الخامس:

احسب المسافة بالكيلومتر بين باب الدخول إلى القصر، وبين القصر، ونعفيك من عدِّ الأشجار والديناصورات والحيوانات، واكتب متخيّلا بما لا يتجاوز عشر صفحات طريقة الدخول: هل أبرز فورد بطاقته، هل أجبر فورد على التفتيش، أم أن مخلوف كان قد أبلغ الحراس الأشاوس بصفته، فقاموا بما يجب عليهم القيام به من توقير وتبجيل، فهو سفير أعظم دولة في العالم.

السؤال السادس:

لمَ بنى مخلوف قصر كاليفورنيا على أطراف الشام، ولم يبنه بين أهله في غابات صلنفة مثلاً، هل يمكن اعتبار الأمر حباً للعيش بين أهل السنة والجماعة، أم هي رغبة في العيش إلى جانب قبر الخليفة معاوية وشيخ الإسلام ابن تيمية مثلاً؟

السؤال السابع:

  قدِّر وخمِّن سبب صمت زوجة رامي مخلوف الأنيقة في أثناء الزيارة، مع أنها ليست من نساء باب الحارة؟

السؤال الثامن:

لن تجد صعوبة في تفسير وجود والد رامي مخلوف في الدعوة على العشاء، وهو شقيق السيدة الأولى، كيف تجد مساررته لضيفه، بطلبه تاريخ ميلاده وميلاد زوجته، وهل تظن أن والد رامي، محمد مخلوف صار منجماً مثل نجلاء قباني، يقرأ أرقام المواليد والأبراج، وهل هو يقرأ الأرقام على حساب الجمّل، أم بحساب الخمسة بالمائة؟

السؤال التاسع:

كيف تجد وصف فورد للعشاء بأنه شهي، ومدحه للمائدة السورية، وهل تحسُّ بالفخر ولم يبق للسوري صاحب الأمجاد سوى المائدة وصيدنايا ليفخر بهما، وما سبب قوله كان هناك طبق صغير فحسب، والعرب معروفون بالموائد العامرة، هل أراد فورد اتهامه بالبخل، أم أن رامي أراد القول إنه زاهد، ولمَ لم يستغل رامي مخلوف الزيارة للتجسس على أخبار السياسة الأمريكية؟

السؤال العاشر:

كيف تجد وصف رامي مخلوف للثورة بأنها تمرد سلفي، هل هي تعويذة سحرية منجية ومدرّة لعطف الغرب، وقد عطف عليه فورد وعلى رئيسه، وشتم "أوغاد المخابرات"، وهو يشبه القول الشائع: "هو كويس بس اللي حواليه"، وهل تجد تناقضا بين قول رامي مخلوف وقول بثينة شعبان ووليد المعلم عن التزام بشار بالإصلاح؟ وهل تجد فورد معجباً بقدرة رامي مخلوف على التنجيم من غير أرقام وحساب جمل، خاصة وصفه للثورة بأنها سلفية، هل يمكن أن تنطلق ثورة حداثية في سوريا من المسارح مثلاً، ويستخدم الثوار عناوين كتب أدونيس في شعاراتهم، مثلاً: مخلوف بصيغة الأسد.

السؤال الحادي عشر:

ناقشْ سبب صمت مخلوف، فلمْ يتكلم إلا بعد تسع سنوات كالأصم الأعجم، وهل ثار من أجل فسخ الأسد للعقد الاجتماعي بينهما؟ وهل تجد أن مقياس رامي لكشف الفساد يعمل جيداً، أم أنه يحتاج إلى إصلاح؟

السؤال الثاني عشر:

هل يمكن جرّ مخلوف "ليمتد" إلى المحاكم الدولية التي يطرب لها دروايش الصحافة باعترافه أنه كان يموّل الأجهزة الأمنية، أم أننا يجب أن نقابل عادل إمام في نفق العباسية ونشرب من عصير بائع العصير في النفق المذكور؟

السؤال الثالث عشر:

يقدر فورد أن أسماء الأسد التي كانت موظفة في مصرف «جيه بي مورغان» الاستثماري بلندن، ستستوعب ألاعيب مخلوف المعروف في أوربا باسم "مخلوفيزيشين" بخبرتها البنكية.  هل تظن أنها ستقدر على ذلك لقدرتها على فك مغاليق الأرقام وحلِّ مسائل الحساب، أم أن الصراع في سوريا هو بالأزلام وعمل الشيطان.

السؤال الرابع عشر:

ضع عنواناً ثانياً للمقال غير "عشاء مع رامي مخلوف"، مقتبِساً عنوانك من شؤون المائدة وأحوالها مثل: الرغيف المربّع، ملعقة الذهب، الشوكة والسكين، طبخة واحترقت، جظ مظ..