أدخل كلمات البحث واضغط على إدخال.

صدّقوها إن شئتم.. حكاية (راما) ودورية شرطة العمارة

صور نشرتها وزارة داخلية النظام

تحت عنوان الواجب الإنساني روجت بعض الصفحات المحلية الموالية ما نشرته وزارة داخلية النظام على موقعها على "فيسبوك" حول واقعة مخالفة سيدة ومعها طفلة بعمر سنة واحدة قانون حظر التجول كون ابنتها مريضة بالربو وضيق التنفس، ما دفع دورية الشرطة للمبادرة بواجبها الإنساني، والتصرف فوراً.

وجاء في منشور وزارة داخلية النظام : (أثناء تواجد عناصر دورية من قسم شرطة العمارة تحت جسر الثورة خلال فترة حظر التجول، حضرت إليهم امرأة مع طفلتها التي تبلغ من العمر حوالي السنة وطلبت منهم تأمينها إلى مشفى الأطفال كون حالتها الصحية سيئة نتيجة الربو وضيق التنفس).

وحسب القانون الذي تحترمه الشرطة: (تم إعلام رئيس القسم بالموضوع وإسعاف الفتاة مع والدتها بالسيارة الشرطية إلى مشفى الأطفال لتلقي العلاج، وقد تم الاطمئنان على الوضع الصحي للطفلة (راما) وأصبحت بحالة جيدة).

ما ليس غريباً هو كم التعليقات التي تدعو للشرطة بالبركة والخير ودوام السيطرة لأنها مصدر الأمن والأمان في بلد تنتشر فيه اللصوصية والفساد والجريمة، ولا تحتمل أي جريمة أكثر من يومين لاكتشافها كما تأتي بذلك أغلب التحقيقات الجنائية التي يتم نشرها في الصحف الموالية أو على صفحة الوزارة، وأما أقصرها فكان زمن برنامج (حكم العدالة) بين الواحدة والنصف والثانية والربع كل ثلاثاء على إذاعة دمشق.

لكن ذاكرة السوريين، التي لم يأكلها الدود بعد، تروي قصصاً غير بعيدة عما فعلته هذه (الشرطة) بأبنائهم من قتل وتعذيب، وأرزاقهم فيما بعد من سرقة وبيع علني، ومن تشبيح بحق من بقي منهم تحت نير النظام دون حيلة فقط لمجرد الشبهة أو من أجل ابن معارض سجين أو هارب خارج البلد الأمين.

من بين مئات التعليقات التي تثني على تصرف عناصر الدورية هناك تعلق وحيد هارب يشي بما هي عليه: (صار بدها زيادة رواتب ١٠٠% هالحكي هذا ما يطعمي خبز نغخ نفخ والعناصر قاتلها الجوع). هذا التعليق ربما كتبه عنصر حانق أو متابع متزلف، فشرطة النظام تعيش منذ تأسيسها على الفساد وشراكة المجرمين والفاسدين وتجار المخدرات عدا عن أدوارها الوضيعة والإجرامية زمن الثورة، ورواتب عناصرها لا تكفي لسد الرمق ولكنهم على أرض الواقع من أكثر الفئات الثرية من بين موظفي الدولة، وحكايات الرشى والفساد هي التي تطغى على وصفهم عندما يذكرهم السوريون، وأما حكاية (راما) فلن تمسح السواد عن الوجه البغيض.

ناصر علي - زمان الوصل
(125)    هل أعجبتك المقالة (128)
التعليقات (0)

تعليقات حول الموضوع

لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية
*يستخدم لمنع الارسال الآلي