أجل، سوريا الأسد بلد ديمقراطي ويتمتع شعبه ومسؤولوه، بحرية الرأي والتعبير والنقد، حتى لو تعلق الأمر بعلاقات بشار الأسد الخارجية مع المحتل الروسي، ولعل بتهديد أمين سر مجلس العشب للرئيس الروسي أول من أمس ومن ثم دحضه عبر أقلام رسمية أمس، ومعاودة العبود اليوم الهجوم، أكبر دليل على فردوس سوريا.
بيد أن مقال العبود الثاني الذي نشره على صفحته على فيسبوك اليوم، لم يراع خصوصية المقال الأول، سواء لجهة اللغة والتفنيد والضبط، فبدا التناقض واضحاً بين المقالين، ما يعني أرسلنا لك المقال الأول وتابع بلغتك وفق الخط والسقف ذاته.
ليؤكد خالد العبود عبر مقاله الثاني، بما لا يدع الشك ربما، أنه "حمام زاجل" ليس إلا، فبعد أن أوصل الرسالة الأولى التي هدد خلالها بوتين مستعرضاً نقاط قوة سوريا وبشار الأسد، حققت القيادة الحكيمة الهدف، وأوصلت للقيادة الروسية هواجسها وأن ثمة ما بجعبتها من تحالفات وحتى أعمال تخريبية، يمكن عبرها أن تنسف جهود روسيا بوصولها لقطب ثان بل وتبدد كل الانجازات التي حققتها موسكو عبر العقد الأخير.
فأوعزت لإعلاميين ومندوبي مخابرات، لترذيل العبود ودحض أقواله، أو أن ما أتى عليه أمين سر مجلس الشعب، إنما يمثله كشخص ولا يعبر عن رأي البرلمان أو القيادة السورية، فالعلاقات السورية الروسية بخير وتاريخية ومتنامية، وثمة ما هو أبعد من وعي وفهم العبود بصيرورة العلاقات، يعلمه الضالعون بالسياسة والعباقرة، من مستوى رئيس فرع أمن وصولاً للقادة التاريخيين.
وليكمل نظام الأسد تذاكيه، دفع بالعبود ليكتب ثانية، عبر تضارب بمضمون مقاله الثاني، بين هو رأيي ولا يعبر عن رأي النظام أو أي مؤسسة، وبين روسيا طغت وتجبرت، ولكني-العبود- أحب روسيا وبوتين.
وحمل مقال العبود الذي ضمنه علم سوريا اليوم، محاولات للتحريض والتأكيد على ما أتى عليه سابقاً "لاستنهاض الوعي الجمعيّ للسوريين، في وجه "المكنة الإعلامية الروسيّة" وأن سوريا الأسد ليس أداة لتحقيق غايات روسيا، لتلفظها بعد تحقيقها، بل يمكن أن "نكون حلفاء حقيقيين" أو أعداء فيما لو ذهبت مكنة روسيا الإعلامية بعيداً أو "تجاوزت التحالف" مبرراً أن التصدي للهجمة على الأسد، ليس شرطاً أن تأتي من المؤسسات الرسمية، بل هي من مهام "نسق المثقفين السوريين".
وفيما يمكن اعتباره سجالا مباشرا ومكشوفا، عقب السيناتور العبود على ما جاء من ردود "الأصدقاء والأخوة والرفاق" على مقاله الأول، مؤكداً للمرة الثانية على مفاعيل "غضب السيد الرئيس فيما لو غضب من الروس" مع رمي إشكالية جديدة" سرقة الروس لرفات الجندي الإسرائيلي في محاولة مفضوحة لتبرئة عمالة الأسد مع الإسرائيليين، وإن عبر الوسيط الروسي، متهماً وبشكل صريح، بوتين بسرقة الرفات وتقديمها لنتنياهو وكيف غضب القائد الأسد وقايض لاحقاً بالإفراج عن صدقي المقت.
ويحاول العبود اليوم ووفق ما يملى عليه، أن يقلل من دور الروس في قمع الثورة السورية، معتبراً أن "الفضل لدماء القوات المسلحة وقرارها وسيادتها" متسائلاً أين كان الروسيّ في عام 2005، عندما اجتمع العالم في لبنان، وأراد أن يجعل من "دم الحريري" جسر عدوان علينا، ثم أين كان الروسيّ في عام 2006، حين صمدنا مع حلفائنا في لبنان، في وجه عدوان الكون علينا أيضاً؟!!..
ولم يفت العبود أن يرد على من عارضه الرأي ووصفهم بالمتثاقفين أو محدودي الرؤية وعدم التفريق بين الوطني والسياسي، ملمحاً إلى تعرضه لتهديدات من أنصار الروس وأن دافعه للكتابة أن الإعلامي الروسي "تطاول على كرامة السوريين الوطنيّة، واعتدى على ضميرهم ووجدانهم الجمعيّ" أي سيادة الرئيس. خاتماً وبعد فوات الأوان، ببعض تطرية بأنه يحب روسيا وبوتين ويحترمهما..لكنه يحب سوريا أكثر.
خلاصة القول: يبدو أن نظام الأسد سيتابع "الهجوم" وإن عبر وسطاء على روسيا، بعد استشعاره برضى موسكو على صفقة واشنطن ورؤيته الغزل الروسي الأمريكي وما تعدان مع إسرائيل، إن لطرد إيران أو الإعداد لبديل عن النظام أو رأسه على الأقل.
فما إن استجابت موسكو لبعض النقد أو الضغط، وحذفت حلقة "قصارى القول" التي استضافت خلالها "روسيا اليوم" رجل الأعمال المنشق فراس طلاس، حتى تابع بهجت سليمان بمطالبه لطرد مراسل القناة، سلام مسافر، بالتوقيت الذي حلقت خلاله الطائرات الروسية فوق قاعدة "حميميم" احتفاء بيوم النصر.
ما يعني، أن مشوار الصراع العلني قد بدأ، وإن عبر وسطاء وإعلاميين، وإن عرف الأسد كيف يئد فتنة رامي مخلوف فعلى الأرجح ستئده روسيا مختارة المنافع التي قدمتها واشنطن على الاستمرار بحمل حليف ساقط، لتبقى المناسبة والتوقيت رهن الغيب أو فعل مفاجئ خارج عن الحسابات السياسية.
*مقال العبود الثاني
"الأبناء والأصدقاء والأخوة الأحبة..
-كنّا قد كتبنا مقالاً منذ أيام قليلة، حاكينا فيه فرضيات طالعتنا بها "مكنة الاعلام الروسيّ"، خلال الأسابيع والشهور الماضية، تمّ التركيز فيها على قضايا ومسائل سوريّة سياديّة، وهي مسائل وطنية تخصّ السوريين فقط، كما تابعنا ظهور بعض الشخصيات، على بعض وسائل هذه "المكنة الاعلاميّة"، للنيل من رموز سوريّة هامة، وهو ما أساء، في رأينا، لفهم العلاقة
الجامعة في التحالف "السوريّ – الروسيّ"، وهي إساءة تندرج في سياق التأثير على فهم الجمهور لهذه العلاقة، ونعتقد في هذه الحالة أنّه تمّ النيل من الكرامة الوطنيّة لبعض السوريين، ومن عناصر هذا "التحالف"..
-وهنا لا بدّ من التأكيد على واحدة هامة جدّاً، وهو أنّ ما كتبناه ونكتبه الآن، لا يمثّل موقف أيّ مؤسسة رسميّة سوريّة، لكنّه قولاً واحداً يمثّل رأينا نحن، بالمعنى الشخصيّ ليس إلا، إذ إنّنا لسنا مخولين، دستوريّاً أو قانونيّاً، للتحدّث باسم أيّ مؤسسة من مؤسسات الدولة، إن كانت المؤسّسة التشريعيّة أو المؤسّسة الحزبيّة..
-ما كتبناه كان محاولة لاستنهاض الوعي الجمعيّ للسوريين، في وجه "المكنة الاعلامية الروسيّة"، من خلال فرضيات غير مسقوفة، تحاكي فرضيات "الإعلام الروسيّ" التي أوجعتنا، وتؤكد أنّنا قادرون على أنّ نكون حلفاء حقيقيين، مثلما نحن قادرون على ألا نكون كذلك، بفرضيات يمتلك السوريون القدرة والتأثير فيها، على وضع وموقع "روسيا" مستقبلاً، فيما لو ذهبت هذه "المكنة" بعيداً في فرضياتها، أو فيما إذا استمرت بتجاوز عناصر هذا "التحالف"..
-لا نعتقد أنّه كان من واجب المؤسسات الرسميّة في الدولة السوريّة، أن تتصدّى لهذه "المكنة الاعلامية" وفرضياتها، والذي لم يستطع أحدٌ أن يحدّد طبيعتها، خاصة وأنّ هناك استعمالٌ خطير حصل لها في وجه السوريين، لكنّه كان لزاماً علينا أن نتصدّى لهذا الصاعد الجديد، في العلاقة مع "مكنة الاعلام الروسيّة"، من خلال نسقٍ من المثقفين السوريين، ونوضّح لجمهورنا أنّ ما جاء به وعليه إعلام هذه "المكنة"، يمكن أن يُفهم في سياق الفرضيات، وهي فرضيات لم تتبنّها القيادة الروسيّة، كما أنّ القيادة السوريّة لم تتعاطَ معها، لكنّها أضحت في الواقع الاجتماعي والثقافي السوريّ، قاعدة قلقٍ وطنيّ شديد، يمكن أن يتم الردّ عليها بفرضيات أوراق القوة التي يمتلكها السوريون، وهي أوراق وطنيّة بامتياز، نقاربها استعراضاً لكبح جموح
فرضيات "مكنة الاعلام الروسيّ"..
-هذا هو دور المثقفين الحقيقيّ، ولا نعتقد أن دورهم ينحسر بتلقّط التبريرات لهذه الفرضيات الروسيّة، والبحث عنها هنا وهناك، خاصة وأنّها جاءت في مرحلة بعينها، ولم تكن قائمة قبل ذلك، ثمّ أنّها بُرّرت أكثر من مرّة بطريقة ساذجة ومواربة، إضافة إلى أنّ هذه الفرضيات، والتي ادعى البعض أنّها تسريبات، لم تظهر خلال سنوات مرّت على العلاقة الجامعة للتحالف "السوريّ – الروسيّ"، وهو ما رسّخ قلق وريبة بعض السوريين..
-وعليه فإنّه كان واجباً علينا استدعاء فرضيات مقابلة، يمتلكها السوريون، وهم قادرون على الردّ من خلالها، على فرضيات "مكنة الاعلام الروسيّة"، فيما لو تمّ التهديد بفرضية تحويل فرضياتها إلى واقع حقيقيّ، تعبث بحاضر ومستقبل السوريين، وتنال من كرامتهم الوطنيّة..
-طبعاً للتأكيد على أنّ هذه الفرضيات الوطنيّة الجامعة هي كذلك، كان لا بدّ من التركيز على شخص سيادة الرئيس بشار الأسد فيها، باعتباره الجامع الوطنيّ لهذه الكرامة الوطنيّة، والتركيز على شخص الرئيس "بوتين" فيها أيضاً، باعتباره يمثّل عامل اختزال للقرار الروسيّ، القادر على التدخّل والتأثير والفعل، وصولاً إلى لجم "مكنة الاعلام الروسيّة"، في تطاولها على كرامة السوريين، من خلال استجماع كلّ الإمكانيات، التي تحول دون تجاوز الجذر الندّيّ لهذا التحالف "السوريّ – الروسيّ"، والتذكير على أنّ السوريين قادرون على استحضار فرضية تجاوز عناصر هذا التحالف، فيما لو حاولت "مكنة الاعلام الروسيّ" تمرير فرضية تجاوز عناصر التحالف ذاته..
-وبناء على ذلك لا بدّ من توضيح بعض المسائل التي خطرت ببال بعض الأخوة السوريين، وهم يقرؤون مقالنا السابق، وهي مسائل نعتقد أن الاختلاف فيها ليس وطنيّاً، وإنّما هو اختلاف معرفيّ، لهذا يجب أن يبقى في حدوده تلك، ومنها:
1-أولا نتوجّه بالتحية والتقدير، إلى كلّ الأخوة والأصدقاء والأبناء، الذين وصلتهم كلماتنا وأخذت منهم الاهتمام والتقدير، أولئك الذين أغنوها وصوّبوها، إلى المكان الدقيق الذي يجب أن تكون فيه وعليه..
2-بعض الأصدقاء أراد أن يؤكّد على التحالف "السوريّ – الروسيّ"، ويذهب في أنّنا لا ننكث بعهد، ولا نغدر بصديق، ونحن نقول، بأنّ هذا الكلام صحيح، ولم نقل ما يعاكسه، أو يناقضه، وهي المدرسة الوطنيّة الأخلاقية التي يتعامل بها السوريون مع أصدقائهم، والتي رسّخها القائد الخالد حافظ الأسد، لكن السؤال كان، وفق فرضية الاعلام الروسيّ: ماذا لو نكث الأصدقاء بنا؟!!..
3-بعض الأخوة اعترض على العنوان، وعلى المتن الذي يضع فرضية "غضب الرئيس الأسد"، في مواجهة فرضيات الاعلام الروسيّ، من خلال تدخّلها في مفردات السيادة الوطنية، وهنا وقع هذا البعض، دون أن يدري، بشباك المرويات الساقطة لاعلام العدو، معتبراً أنّ الرئيس الأسد لا يمتلك "خيار الغضب"، حتّى أنّ البعض اعتبر أنّ مفهوم "الغضب السياسيّ"، حالة من حالات "الغباء السياسيّ"، ونحن نقول بأنّ "الغضب" أداة من أدوات الفعل والتأثير السياسيّ، وأنّ الرئيس بشار الأسد، غضب من الصديق الروسيّ سابقاً، حسب معلوماتنا، بعد أن سرق ضباط استخبارات روس، عظام الجندي الصهيونيّ النافق، من أطراف "مخيّم اليرموك"، بالتعاون مع بعض العناصر الارهابيّة المسلحة، وذلك باعتراف الأصدقاء الروس ذاتهم، وقدّمها الرئيس "بوتين" هديّة لـ"نتنياهو"، عندها غضب الرئيس الأسد، من هذا الفعل الروسيّ، وأعلم الأصدقاء الروس أنّ هذا الفعل مدانٌ، ولا يمكن أن يمرّ بدون ثمنٍ وطنيّ مقابلٍ لسوريّة، وطالب الرئيس الأسد يومها باطلاق سراح الأسير السوريّ "صدقي المقت"، خضع الأصدقاء الروس لطلب الرئيس الأسد، وقيل بالحرف في أروقة القرار الروسيّ، بأنّ الرئيس الأسد كان غاضباً، وهو يريد "صدقي المقت"، وعاد "صدقي المقت"..
4-ولبعض الأخوة الذين أرادوا أن يؤكدوا لنا أنّه لولا "فضل الروسيّ"، لكانت سوريّة في خبر كان، وسؤالي لهؤلاء جميعاً: إذا كان الأمر كذلك، ماذا نقول لآلاف الشهداء من أبناء القوات المسلحة السوريّة، هل كانت دماؤهم في غير مكان الدفاع عن سوريّة، وقرارها وسيادتها واستقلالها، ومستقبل أبنائها وأمنهم وسلامتهم؟!!..
ثمّ.. أين كان الروسيّ في عام 2005، عندما اجتمع العالم في لبنان، وأراد أن يجعل من "دم الحريري" جسر عدوان علينا، ثم أين كان الروسيّ في عام 2006، حين صمدنا مع حلفائنا في لبنان، في وجه عدوان الكون علينا أيضاً؟!!..لا بل أكثر من ذلك، لهؤلاء جميعاً: أين كان "الروسيّ" حين قذف الرئيس الأسد في وجه "كولن باول"، شروط "رامسفيلد" عليه بالاستسلام؟!!..
5-أمّا بعض الأخوة الذي أراد أن يذكّرنا بأنّ الأصدقاء الروس استعملوا "الفيتو" أكثر من 10 مرّات، دفاعاً عن النظام السياسيّ في سورية، لهؤلاء نقول بأنّنا نحترم رأيكم، لكنّ رأينا يقول بأنّ استعمال كلٍّ من "الروسيّ" والصينيّ" لـ "الفيتو"، لم يكن دفاعاً عن سوريّة، وإنّما هو دفاعٌ عن مصالحهما في سوريّة والمنطقة..
6-وهنا نؤكّد لبعض الأخوة، أنّه من كان يعتقد بأنّ الجيش السوري وحزب الله والصديق الإيراني، هؤلاء جميعاً عجزوا عن سحق أداة الفوضى، فجاء الروسيّ كي يفعل ذلك، فهو مصاب بحول معرفيّ سياسيّ لن يبرأ منه..
7-البعض من السوريين أرادوا أن يبرّروا للأصدقاء الروس أنّ ماكنتهم الاعلامية مخروقة، أو هي ذات آراء متعدّدة، أو أنّها تمتلك حيّزاً من "الحريّة"، ونحن نوضّح لهؤلاء جميعاً، أنّ هذا ليس دوركم، في أن تتلقّطوا ذرائع لفرضيات الاعلام الروسيّ، دوركم كان بالضبط أن تكونوا في مواجهة هذا الاعلام، كي يوقف همروجة هذه الخزعبلات، خشية ودفاعاً عن هذا "التحالف" ومستقبله..
8-أمّا الذين طلبوا منّا سحب المقال، والاعتذار للأصدقاء الروس عنه، فإنّا نؤكّد لهم جميعاً، أنّ الأولى بكم الآن أن تسحبوا صمتكم، أمام دور هذه "المكنة" المشبوه، وهي تبثّ خزعبلاتها على السوريين، وأن تعتذروا أنتم عن هذا الصمت لكلّ من مسّه شيء منها..
9-أمّا أولئك الأخوة والأبناء الذين فتحوا صفحاتهم للردح والقدح ضدّ رأينا، نقول لهم، وبكلّ يقين، تأكدوا أنّه لو أنّكم فعلتم ذلك في مواجهة ما صدر عن الاعلام الروسيّ، لساهمتم كثيراً في خلق موقف روسيّ جديد، ممّا فعله إعلامه فيكم..
10-أمّا بعض المتثاقفين الذين لم يفرّقوا بين الموقف الوطنيّ والموقف السياسيّ، أو بين القرار السياسيّ والقرار الوطنيّ، عليهم أن يقعدوا في بيوتهم و"يكشّوا الذباب"، أشرف لهم بكثير..
11-أما أن يخرج علينا أحدهم، وقد هزّه "تهديدنا لحليفه الروسيّ"، (وهو لم يحصل منّا، إلا ضمن فرضية على فرضية)، وطالبنا بالاعتذار منه، وهو الذي لم يُبقِ شتيمةً بحقّ شرائح سورية واسعة، وخوّن مؤسسات دستورية في البلاد، واتّهم أحزاباً وطنيّة عريقة بالعمالة والأخوانيّة، فإنّنا نذكّره بأنّ اعلاماً روسيّاً تطاول على كرامة السوريين الوطنيّة، واعتدى على ضميرهم ووجدانهم الجمعيّ، وبالمقابل فأنت لم تفعل شيئاً في مواجهته، ولم تطالبه بالاعتذار لنا، وهذا لعمري من نكد الدهر علينا!!..
12-أمّا بعض من يقتات على مزابل السفارات، ويتلقط عيشه بمواخير بعض الصفحات الصفراء، أو يعتاش على إشغال الناس بالرقص على أبواب الفضائيات ووكالات الأنباء، فهؤلاء جميعاً، لا تُشغلوا لهم بالاً، دعوهم يترزّقون!!..
13-أخيراً..
نتفهّم، ونفهم، ونجلّ جدّاً، حبّ الكثيرين من السوريين لـ"روسيا"، وتحديداً للرئيس "بوتين"، الذي نحبّه أيضاً، ونحبّ "روسيا"، ونحترمها، ونحترم تضحيات شعبها، ووقوفه إلى جانبنا، حيث امتزج دمنا بدمه، لكنّنا، أيها الأحبّة، نحن نحبُّ سوريّة أكثر!!!..
عدنان عبدالرزاق - زمان الوصل
تعليقات حول الموضوع
لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية