انتشرت أفرع البنوك الخاصة في حمص بشكل مضطرد خلال الفترة الماضية , ليبصح في هذه المدينة الصغيرة أكثر من أربع "سفارات" لبنوك تقليدية اتخذت من مركز المدينة مقراً لها , والتي لم تنس ايضاً , ريف حمص الهام و الذي يشكل ماكينة الاستثمار الاغترابي , فكان للحواش نصيب من فرع بنك بيمو و غيره ...
البنوك الإسلامية هي الأخرى لم تنس عقدة الاتصال و المواصلات والمال السورية , حمص .... فبدأت طريقها في هذه المدينة بالدعاية و الترويج الأنيق , و عقدت عدة بنوك ندوات للتعريف بها في حمص منها بنك سورية الذي أكد القائمين عليه دور البنوك الإسلامية و مدى أهليتها لرعاية المال الحمصي , منوهين إلى أهمية ثقافة حمص المصرفية والتي ترجمها مدير عام مصرف قطر الدولي الإسلامي عبدالباسط احمد الشيبي بقوله : نحن هنا لنعرف أهل حمص بالبنك نتيجة قناعتنا بأرضية حمص الصلبة للعمل المصرفي الإسلامي على مستوى الأفراد و المؤسسات , و حمص لها تاريخ في العمل الاقتصادي ....
إذاً هذه قصة حمص مع البنوك القادمة من وراء البحر المتوسط و الخليج العربي , و التي فهمت على الأغلب ما ستمثله حمص في المستقبل الاقتصادي السوري القريب , و الملفت أن رؤساء أفرع بعض هذه البنوك وجزء من كادرها من غير السوريين , تتوزع جنسياتهم بين لبنان و الأردن , و يرجع ذلك بحسب أحدهم الذي أكد أن إدارته لا تسمح له بالحديث للصحافة , إلى ضعف الجيل المصرفي السوري هذا إذا كان موجود بالأصل , أحد الموظفين غير السوريين و الذي يعمل في احد البنوك العريقة بحمص , لم يخفي انزعاجه من الأسئلة غير الموجودة في بلده و التي يسمعها يومياً من العملاء نظراً لضعف الثقافة المصرفية في أوساط العملاء الحماصنة و السوريين عموماً ...
في الاتجاه المقابل ينتظر الحماصنة من البنوك الخاصة التي غصت بها مدينتهم شيء غير الإيداع و الابتسامة و فنجان القهوة و اللكنة اللبنانية , ينتظرون فعل حقيقي للوعود التي يسمعونها من الصحافة أو من موظفي هذه البنوك عن القروض القادمة , القادمة لا محالة , دون معرفة لا الزمان و لا المكان ...
أحد المودعين الصغار في احد أفرع البنوك الكبيرة الخاصة في حمص قال : أمضيت أكثر من نصف ساعة حتى أودعت /25/ الف ليرة , و كان موظف البنك اللبناني يطلب مني التوقيع على عدد كبير من الأوراق و يشرح لي محاذير فتح الحساب في سورية و كيف حساب الدولار و كيف حساب الليرة و كيف حساب الحوالة لا تقبل إلا لحساب حوالات الخ .....
هذه هي بداية قصة حمص مع البنوك الخاصة , التي ستكتمل فصولها بعد فترة قصيرة حين تبدأ البنوك الخاصة بتأدية وعودها , حينها سيحكم المواطن أو ربما يترحم على أيام المصارف الحكومية .....
تعليقات حول الموضوع
لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية