الصورة أعلاه تعبيرية، صورة الضحية قاسية جدا لم تنشر...
لم يكن الشاب الثلاثيني "محمد الزين" يتوقع أن يتم اعتقاله من أحد حواجز النظام في دمشق لمجرد أن عنصر الحاجز طمع بهاتفه الجوال حديث الطراز وسرقه من سيارته، ليغيب الشاب بعدها خلف الشمس بعد أن تم تلفيق تهمة "الإرهاب" له في قصة من قصص الاعتقال المروّعة في سجون النظام.
وكان "الزين" قادماً بسيارته من منطقة "مشروع دمر" بتاريخ 13 كانون الثاني بناير/2013 فتم توقيفه عند حاجز "قصر الشعب"، ولدى تفتيش سيارته لمح عنصر الحاجز جهاز موبايل "سامسونغ موديل S4" داخلها وطلب منه النزول لمتابعة التفتيش، وأمره أن يستدير بوجهه إلى الحائط فقام العنصر المذكور بسرقة الموبايل.
وروى المعارض "مروان العش" الذي كان معتقلاً مع الشاب أن العنصر المختلس بعد أن فتش السيارة أمر الشاب "محمد الزين" بإدارة سيارته والتحرك من الحاجز وحينما صعد إلى سيارته تفقد جواله، ولم يجده فطلب من العسكري إعادة الموبايل لأنه يحتفظ به بأرقام وأمور خاصة، فما كان من العنصر إلا أن صرخ على زملائه في الحاجز بأعلى صوته :"إرهابي... إرهابي" فاجتمع عليه 6 عناصر الحاجز باللباس المدني وانهالوا عليه ضربا بأيديهم وأرجلهم وكعوب أسلحتهم لإجباره على الاعتراف بأنه "إرهابي".
وأردف محدثنا سارداً تفاصيل اعتقال الشاب الذي كان يعمل في تجارة الألبسة أن العناصر وضعوا الشاب في صندوق (طبون) سيارته ليجد نفسه بعد دقائق في فرع المخابرات الجوية بمطار المزة.
وروى "العش" أنه تعرف على الشاب وهو من أبناء دمشق ويعمل في تجارة الألبسة أثناء اعتقاله معه سجن المخابرات الجوية عام 2013 وفوجئ بعد ذلك أن صورته من بين آلاف صور المعتقلين الذين قضوا تحت التعذيب التي سربها "قيصر".
وكشف أن الشاب الضحية كان معه في الجماعية الأولى في شهر كانون الثاني يناير/2013، وتعرّف -كما يقول- على ثلاثة معتقلين حملوا اسم "محمد الزين" أحدهم من حي "المهاجرين" يعمل في الحلويات وواحد من "بيت سحم" يعمل في الموالح وجاء الثالث إلى الزنزانة بعدهما.
وأردف محدثنا أن الشاب المذكور عندما وصل إلى فرع الجوية في مطار "المزة" وتم "تفييش" اسمه وجدوا اسمه ضمن المطلوبين( تشابه أسماء) فاعتبروه مطلوباً دون التدقيق في تفاصيل العمر واسم الأم وغيرها.
وأشار "العش" إلى أنه غادر الزنزانة بعد لقائه بالزين بشهر إلى فرع آخر وبعد خروجه من المعتقل وجد صورته ضمن ملف سيزر لضحايا التعذيب.
وكشف محدثنا أن الشاب كان متزوجاً ولديه طفل ولم يكن له أي علاقة بالثورة أو بالعمل السياسي وإنما اعتقل صدفة وبسبب تافه (الموبايل) شأنه شأن الكثير من حالات الاعتقال، مضيفاً أن أغلب المعتقلين بفروع الأمن لا علاقة لهم بالثورة، ويتم اعتقالهم من منازلهم أو الشوارع أو الحواجز على الشبهة بالاسم أو الشكل.
فارس الرفاعي - زمان الوصل
تعليقات حول الموضوع
لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية