يروي الفيلم الوثائقي "مملكة الحجاز" قصة تمكن السعوديين من السيطرة على حكم البلاد التي تعد الأقدس عند نحو ملياري مسلم في العالم.
ويسلط الوثائقي الذي أنتجه "التلفزيون العربي" الضوء على قصة نهاية الحكم الهاشمي للحجاز على يد حاكم نجد عبد العزيز بن سعود ما مهد لقيام الدولة السعودية من خلال رواية متكاملة ونادرة لقصة غزو عبد العزيز بن عبد الرحمن بن سعود وجيشه من جماعة "إخوان من طاع الله" للحجاز ما أسفر عن سقوط حكم الهاشميين التاريخي للحجاز وتنازل الشريف الحسين بن علي عن الحكم قبل مغادرته مكة المكرمة.
وثائق تاريخية نادرة يعرضها الفيلم تكشف الدور البريطاني في دعم "ابن سعود" على حساب "الشريف الحسين بن علي" بعد أن رفض الأخير القبول بمطالب بريطانية تتعلق بحدود ما بعد اتفاق سايكس بيكو إلى جانب رفضه وعد بلفور لليهود بوطن في فلسطين.
ويبدأ الوثائقي روايته منذ تولي الشريف الحسين بن علي حكم الحجاز مرورًا بالثورة العربية ضد الحكم العثماني إبان الحرب العالمية الأولى ووصولا إلى سقوط الحكم الهاشمي على يد بن سعود حاكم نجد وجيشه.
ينتقل الفيلم بعدها إلى اندلاع الثورة العربية الكبرى ضد الحكم العثماني، إبان الحرب العالمية الأولى، على يد الشريف حسين بن علي الذي رأى فيها نواة لمملكة عربية تمتد في المشرق العربي.
وفي خط درامي موازٍ يكشف الفيلم عن اتصالات حاكم نجد عبد العزيز بن سعود بالحكومة البريطانية في الهند ما مهد لبناء الثقة بين الطرفين بعد أن رأى البريطانيون في بن سعود حليفا قويا مناسبا يتبعه جيش عقائدي تمثل في جماعة "إخوان من طاع الله".
وتصل الأحداث التي يرويها الفيلم إلى معركة "تربة" التاريخية بين عبد العزيز بن سعود وقوات حاكم الحجاز الشريف حسين بن علي بقيادة نجله عبد الله، والتي انتهت بانتصار الأول بعد أن انحاز لهم أمير الخرمة الشريف الهاشمي خالد بن لؤي.
يروي الوثائقي كيف امتنعت قوات السعوديين عن دخول مكة وإسقاط حكم الشريف حسين بن علي إلى أن قرر الأخير إعلان نفسه خليفة للمسلمين ما استفز عبد العزيز بن سعود وقرر بناء عليه إسقاط حكم الهاشميين للحجاز.
من أهم ما وثقه الفيلم وعود عبد العزيز بن سعود لأهل الحجاز بأنه سيدع لهم اختيار من يحكمهم من بينهم وأنه سيعقد مؤتمرا إسلاميا للإشراف على الحرمين قبل أن ينقلب على تلك الوعود ويبسط سيطرته على الحجاز لتتحول إلى مملكة الحجاز ونجد وملحقاتها تمهيدا لإعلان قيام المملكة العربية السعودية لاحقا.
ويوضح الفيلم مؤشرات التغيير الثقافي والديني التي طرأت على الحجاز، بعد سيطرة عبد العزيز بن سعود وجيشه عليه، مستذكرا واقعة "المحمل المصري" التي اعتدت فيها قوات "عبد العزيز" على قافلة الحجيج المصرية التي تحمل سنويا كسوة الكعبة في أجواء احتفالية.
وجاء الاعتداء بدعوى أن الطقس السنوي بدعة ونوع من الشرك وأدت الواقعة لمقتل الكثير من الحجيج المصريين وامتناع مصر عن إرسال الحجاج حتى نهاية عهد الملك فؤاد.
زمان الوصل
تعليقات حول الموضوع
لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية