أدخل كلمات البحث واضغط على إدخال.

لاجئون يثبتون وجودهم في ألمانيا خلال أزمة "كورونا"

أطلق مجموعة من اللاجئين العديد من الحملات التطوعية في مناطق متفرقة من ألمانيا

تحت مسميات كثيرة من بينها "رد الجميل" أو "محاربة التفرقة"، أثبتت مجموعة من اللاجئين عموماً والسوريين خصوصاً، وجودهم في ألمانيا خلال أزمة انتشار وباء "كورونا" المستجد، كوفيد 19، وذلك عبر المساهمة في الأنشطة التطوعية الهادفة للمساعدة في التصدي لذلك المرض وتقديم العون لمن يحتاجه في ظل الظروف الراهنة.

أول أشكال المساعدة، التي قدمها اللاجئون للمجتمع المضيف كان المساهمة وفقاً للإمكانيات المتاحة لهم في حل أزمة فقدان الكمامات، والتي ضربت السوق الألمانية خلال الشهرين الماضيين، بسبب الارتفاع غير المسبوق بالإقبال عليها، حيث شارك العديد من اللاجئين بحياكة وتوزيع الكمامات بالتعاون مع منظمات خيرية ألمانية على رأسها منظمة AWO، التي أثنت بدورها على جهود اللاجئين سواء الحاصلين على الإقامة في البلاد أو طالبي اللجوء فيها، معتبرةً أن مثل هذا التكاتف في هذه الظروف يساعد على لحمة المجتمع ونبذ التمييز والتفرقة.

كما كشف فرع منظمة AWO شبه الرسمية في مدينة "دورتموند" لوحدها أنه تسلم أكثر من 400 كمامة أنتجها اللاجئون، مشيرة إلى أن الهدف حالياً هو تصنيع 2000 قناع، للمساهمة في إيصالها إلى من يحتاجها من كبار السن والمرضى، في حين صرحت رئيسة طاقم الأزمات في دروتموند، "بيرجيت زويرنر": "عرض المساعدة هذا يثبت أن العديد من الأشخاص الذين جاؤوا إلى مدينتنا كلاجئين وصلوا بأمان إلى دورتموند ويرون أنفسهم جزءًا نشطًا من مجتمع المدينة المتضامن، أنا سعيدةً كثيرا بذلك".

من جهة أخرى، أطلق مجموعة من اللاجئين العديد من الحملات التطوعية في مناطق متفرقة من ألمانيا، لخدمة كبار السن والمرضى والعاجزين عن تأمين احتياجاتهم اليومية، حيث أشار الشاب "أمجد" من سكان مدينة مدينة "فرايبورغ" أنه شارك ضمن حملة نظمها اللاجئون في المدينة لهذا الغرض، لافتاً إلى أن مدينته كانت من أوائل المدن التي فرضت حظر التجول في ألمانيا، مضيفاً: "هنا يوجد الكثير من المسنين يعيشون بمفردهم، هم الآن بحاجة إلينا، هذه المدينة ساعدتنا عندما جئنا لاجئين باحثين عن فرصة حياة، ونحن اليوم مطالبون بالرد على هذا الجميل".

ولفت "أمجد" إلى أن المدينة التي يعيش فيها شهدت العديد من المبادرات المشابهة، سواء على النطاق الجماعي أو الفردي، مشيراً إلى أن وجود العديد من المنظمات التطوعية التي شكلها اللاجئون سابقاً ساهمت في تنظيم وسرعة العمل.

أما في مدينة "هومبورغ" بولاية "زارلاند" جنوب البلاد، أكد الشاب "رائد" أن استمراره بالعمل بشكل جزئي منعه من التطوع بشكل مباشر مع المنظمات، وإنما ساهم بشكل فردي في النشاط التطوعي وبحسب إمكانياته، موضحاً: "أنا أعمل ثلاثة أيام في الأسبوع، ولدي أربعة أيام فراغ، أساعد خلالها جيراني كبار السن، في عمليات التسوق وأعمال الحديقة وبعض الأعمال التي من المفترض أن يقوموا بها خارج المنزل، فإن أعيش في قرية مليئة بكبار السن وهم أكثر عرضة للخطر بسبب الوباء".

من ناحية أخرى، أشار الشاب "رائد" إلى أن الجانب الأهم في المساهمة بالتصدي للمرض يرتبط بالالتزام بالإجراءات والقواعد الصحية المتخذة من قبل الحكومة، والمتمثلة بالاحتفاظ بمسافة أمان وعدم التواجد في أماكن الازدحام وتجنب المصافحة والتقبيل، مضيفاً: "خلال الفترة الماضية كان هناك التزام ملموس من قبل اللاجئين، ولكن اليوم ومع دخول شهر رمضان المبارك، بات يجب الالتزام بشكل أكبر خاصة فيما يتعلق بصلاة الجماعة أو الإفطارات الجماعية أو الولائم، وهنا تظهر الحاجة إلى المزيد من التوعية".

على صعيد مختلف، ذكرت مجموعة من الصحف الألمانية بأن النشاط التطوعي للاجئين شمل أيضاً تقديم عروض للمساعدة في موسم الحصاد، الذي يمتد بين شهر نيسان وأيار من كل عام، مشيرةً إلى أن عروض اللاجئين جاءت بالتزامن مع إجراءات إغلاق الحدود الوطنية، التي منعت المزارعين من شرق أوروبا من الوصول إلى المزارع الألمانية للمساعدة في حصاد الموسم، على اعتبار أن الكثير من المزارع الألمانية تعتمد على العمال الموسميين القادمين من تلك البلاد.

كما لفتت الصحف إلى أن الظروف الراهنة هددت الموسم الزراعي للعام الحالي، ما منح أهمية كبيرة لمبادرة اللاجئين، حيث نقلت عن أحد اللاجئين المتطوعين قوله: "نحن على استعداد للذهاب إلى الحقول في أي وقت وفي أي مكان لإنقاذ الحصاد، المجتمع الألماني مجتمع ساعدنا السوريين كثيرًا، لذلك، لا يجب على أي مزارع في ألمانيا أن يقلق بشأن كيفية حفظ محصوله، لأننا الآن موجودين".

زمان الوصل
(278)    هل أعجبتك المقالة (270)
التعليقات (0)

تعليقات حول الموضوع

لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية
*يستخدم لمنع الارسال الآلي